كشف وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الصناعية الدكتور خالد السليمان ل «الحياة» أن الوزارة تدرس حالياً إلغاء الرسوم الجمركية على الحديد المستورد والبالغة 5 في المئة، إضافة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى، ومنها تشجيع المستوردين وكبار المقاولين على استيراد كميات كبيرة من الحديد لتلبية حاجة السوق الحالية. وتوقع أن ترتفع أسعار حديد «سابك» خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً أن «أسعارها الحالية ما زالت منخفضة وأقل من كلفتها، ومن المتوقع عدم صمودها طويلاً، كما أن مدخلات الإنتاج لدى جميع المصنعين تصل إلى اكثر من 2400 ريال للطن». وقال إن «مفتشي الوزارة ضبطوا حالات تخزين حديد كثيرة، وكذلك رفض التجار البيع ورفع الأسعار في مختلف مناطق المملكة، وتقوم الوزارة حالياً بتطبيق الأنظمة عليهم عقب التثبت من إجراءات المخالفة المذكورة»، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار يرجع الى زيادة أسعار المواد الخام عالمياً بنسبة 40 في المئة خلال الأشهر الستة الماضية. وكان السليمان رجح في تصريحات صحافية مساء أول من أمس عقب حضوره حفلة توقيع عقد مشاركة شركة قطر ستيل شريكاً استراتيجياً مع شركة حديد الجنوب (شركة مساهمة سعودية مقفلة) أن يزيد إنتاج المصانع الوطنية من الحديد عن حاجة السوق المحلية، إذ تقدر طاقتها السنوية بنحو 7.3 مليون طن، في حين يبلغ حجم الطلب في السوق نحو 6.4 مليون طن، ما يشير إلى أن هناك فائضاً في حدود 900 الف طن سنوياً. وأضاف أنه يتوقع أن ترتفع الطاقة الإنتاجية للمصانع السعودية بنهاية العام المقبل بنسبة تتراوح ما بين 9 إلى 11 مليون طن سنوياً، مؤكداً أن زيادة الأسعار تعود إلى ارتفاع أسعار المواد الخام عالمياً خلال الأشهر الستة الماضية بنسبة 40 في المئة. وشدد السليمان على أن الكثير من المقاولين لديهم التزامات ومشاريع كبيرة، ما جعلهم يشترون كميات كبيرة من الحديد، وأسهم ذلك في اندفاع الكثيرين نحو الشراء وتسبب ذلك في شح المعروض في بعض المناطق، مؤكداً أن الوزارة تتابع السوق من خلال المفتشين في مختلف المناطق للتأكد من أن الموزعين والتجار يبيعون بالسعر المثبت في الوزارة من جانب المصانع. وأوضح أنه تم ضبط تجاوزات سواء من خلال رفض الموزع أو التاجر البيع، أو عمليات تخزين، ويجري الآن التعامل مع تلك الحالات من خلال تطبيق الإجراءات الرادعة للجميع. وذكر أن الوزارة - ضمن استراتيجية الصناعة التي تحفز الاستثمار في المناطق النائية - تخطط لزيادة حجم القرض المقدم لأي مستثمر خارج الشريط الاقتصادي، اضافة الى تمديد فترة السداد للقرض، وتوفير الأراضي الصناعية بشكل ميسر وسريع، موضحاً أن أسعار الأسمنت ثابتة في ظل توافر فائض كبير يتجاوز 10 ملايين طن، ما يؤكد أن وضع أسعار الأسمنت مطمئن، سواء في الداخل أو الخارج. إلى ذلك دخلت المملكة وقطر في شراكة استراتيجية، إذ أعلنت شركة حديد الجنوب وشركة قطر للحديد والصلب (قطر ستيل) مساء أول من أمس عن دخول «قطر ستيل» شريكاً استراتيجياً بنسبة 20 في المئة في شركة حديد الجنوب في مدينة جازان الاقتصادية، ومن المتوقع أن ترتفع تلك النسبة إلى 30 في المئة بنهاية العام الحالي. وقال رئيس مجلس إدارة شركة حديد الجنوب سليمان بن سليم الحربي، إن شركة قطر ستيل تعتبر من الشركات الرائدة في المنطقة في صناعة الحديد، وهي من أوائل المصانع التي أقيمت في منطقة الخليج، ودخولها شريكاً استراتيجياً يشكل إضافة ونقلة نوعية لمستقبل الشركة وتحقيق الخطة الاستراتيجية لها، التي تتضمن إنشاء مجمع متكامل للحديد في مدينة جازان الاقتصادية. وأشار إلى أنه تم اختيار شركة قطر ستيل للرغبة المشتركة بين الطرفين في عمل كيان قوي في صناعة الحديد والصلب، وذلك لسد حاجة الأسواق المستهدفة للشركة من حديد التسليح ومن الأنواع الأخرى التي تكون من ضمن استراتيجيتها، مضيفاً أن شركة حديد الجنوب بعد الاتفاق مع شركة قطر ستيل تكون أكملت عوامل النجاح لهذا المشروع الحيوي، بعدما تحقق أيضاً الدعم من الدولة لهذا المشروع عن طريق تقديم قرض ميسر من صندوق التنمية الصناعية بقيمة600 مليون ريال. وأكد أنه ستكون هناك مشاريع أخرى تقدر كلفتها بأكثر من 4.8 بليون ريال ستموّلها الشركة والمصارف والصناديق الحكومية، لافتاً إلى انه تم انجاز نحو 5 في المئة من المشروع الذي من المتوقع أن يبدأ إنتاجه في أيلول (سبتمبر) من العام المقبل، وسيتم تسويق منتجاته في المملكة واليمن وشرق أفريقيا. وقال الحربي إنه «يجري حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، والتي تتضمن إنشاء مصنع صهر لإنتاج مليون طن من بلاطات الصلب و500 ألف طن من حديد التسليح في مدينة جازان الاقتصادية على أرض تبلغ مساحتها 5,5 مليون متر مربع، على أن يتوالى استكمال بقية التوسعات بعد استكمال الدراسات الفنية والمالية لهذه المشاريع وذلك بحسب الأولوية». من جهته، أوضح عضو مجلس الإدارة المدير العام لشركة قطر ستيل ناصر بن حمد آل ثاني، أن دخول شركة قطر ستيل شريكاً استراتيجياً في شركة حديد الجنوب جاء بناءً على دراسات فنية ومالية للمشروع وموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر والنظرة الاستراتيجية لهذه الشركة، وإمكان التوسع لتغطية الأسواق المستهدفة. وتابع قائلاً إن «قطر ستيل ستقدم الدعم الفني للشركة، وستزود المصنع بالحديد الأسفنجي الذي يعد إحدى المواد الخام الرئيسية لتصنيع الحديد من شركة حديد الجنوب، كما ستنقل شركة قطر ستيل الخبرة التي اكتسبتها في صناعة الحديد منذ أكثر من 30 عاماً إلى الشركة، بما في ذلك أنظمة التشغيل والإنتاج والإدارة والتسويق والتدريب».