أسئلة عدة كهذه وغيرها تخطر ببال الكثير منا، فما يتم الإعلان عنه من حيث عدد المشاريع وحجم كل منها إضافة إلى المدة اللازمة لإنجازها وتكلفتها المالية تدعونا لذلك بالتأكيد. في ذات الوقت وعند النظر إلى المملكة العربية السعودية نجد أنها تعادل في مساحتها دول أوروبا الشرقية مجتمعة، فالمملكة -حماها الله -تحتل المرتبة الثالثة عشرة على مستوى العالم من حيث مساحتها الجغرافية البالغة 2.25 مليون كم2. المسافرون بين مدنها المنتشرة على أطرافها شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً بحاجة إلى وسيلة نقل سهلة وآمنة ومريحة. مشاريع التنمية في الصناعة والزراعة بالإضافة إلى موقع المملكة الاستراتيجي على خارطة الشرق الأوسط يجعل منها بوابة عبور لمختلف المنتجات والبضائع بين شرق العالم وغربه. كل هذه معطيات أوجدت الحاجة إلى الاستثمار طويل الأجل في قطاع النقل واستحداث وسائط داعمة للوسائل الحالية. لمَ كل هذه المشاريع من الخطوط الحديدية؟ كما أن فائدة المواطن من هذه الصناعة تتعدى تقديم خدمات التنقل والسفر إلى أبعد من ذلك كونها ستجلب معها فرصاً كبيرة وواعدة لشباب هذا الوطن. فمن المعروف أن صناعة الخطوط الحديدية هي إحدى الصناعات العملاقة التي يتطلب بناؤها وتشغيلها وصيانتها موارد بشرية ضخمة. إن استثمارات الدولة المتعددة في مشاريع الخطوط الحديدية تأتي في سياق توفير بنية تحتية لهذا الجيل والأجيال القادمة. ما الذي ستجنيه المملكة من هذه الاستثمارات الضخمة ؟ كما أننا عند النظر في تاريخ هذه الصناعة على مستوى المملكة نجد أن لها عمقاً تاريخياً يمتد لعشرات السنين. فالمنطقة الغربية من هذا البلد احتوت واحدة من أقدم السكك الحديدية في المنطقة العربية (سكة حديد الحجاز)، والتي كانت تنطلق من دمشق حتى المدينةالمنورة، بعدها قام الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - في الستينيات الهجرية من القرن الماضي باعتماد إنشاء سكة الحديد تربط بين الرياض والدمام لنقل الركاب والبضائع، وكانت تلك السكة الوحيدة في المملكة إلى أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي كان له توجه واضح في دعم كافة مشاريع التنمية المستدامة بالمملكة ومنها مشاريع الخطوط الحديدية. الدور الذي ستلعبه هذه الخطوط في التنمية والتطوير بالمملكة عموماً ؟ ما هو نصيب المواطن منها على وجه الخصوص ؟