عبر أهالي حفر الباطن في المنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية عن حالة الفرح والسرور وهم يشاهدون قطاري السكة الحديدية المخصصة لمرحلة الإنشاء يمران من أمامهم ذهابا وإيابا بالمناطق التي تم إنشاؤها حتى الآن على مسافة 190 كيلو متراً لقطار المنطقة الشرقية و140 كيلومتراًً لقطار المنطقة الشمالية، لم يصدقوا أعينهم أن الحلم التي طالما انتظروه وقرأوا عنه وتناولته وسائل الإعلام طوال الفترة الماضية بات حقيقة وعلى مرأى من أنظارهم وهو يسير على قضبانه الحديدية. وبدأ بعضا من أهالي المنطقة الشرقية يلتفون حول القطار المؤلف من سبع مقطورات ويلتقطون الصور له منذ بدايات انطلاقه وهو ينقل مواد الإنشاء والتركيب لبقية مسارات السكة الحديدية لاستكمال عملية الإنشاء، حيث يتم نقل قضبان سكة الحديد على ثلاث مقطورات، بينما تنقل أربع قاطرات العوارض الإسمنتية التي توضع تحت القضبان الحديدية. يلي ذلك قطار مخصص لنقل عربات البحص لتثبيت الخطوط الحديدية والمحافظة على مستوى متوازن لمسار القطارات طوال الرحلة. ووصف احد الشيوخ هذه التجربة أثناء مشاهدته للقطار: هذه رحلة بين زمانين على أرض واحدة تطوي الصحراء والزمن معا وهو استمرار لمسيرة التنمية التي امتدت طوال 100 عام ابتدأت منذ تأسيس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه واستمرت على مدار السنين بقيادة أبناءه لمقاليد الحكم، لنرى أثرها في قطار الشمال – الجنوب الذي يمثل انطلاقة لعصر جديد من التنمية والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله”. وفي موقع آخر من مواقع هذا المشروع العملاق نجد القطار المخصص لمرحلة الإنشاء ينتقل جيئة وذهاباً بدومة الجندل بمنطقة الجوف حيث تم إنشاء أكثر من 140 كيلومتراً بدءاً من صحراء النفود جنوباً باتجاه مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد شمالاً، وقد أصبح القطار حديث أهالي المنطقة خاصة عندما يقفون بسياراتهم أمام الحواجز بطريق سكاكا- القريات ينتظرون عبور قطار الإنشاء بعرباته المتعددة. أما في منطقة حائل فقد بدأت أعمال إنشاء الخط لتربط الزبيرة بالنفود مروراً بمدينة حائل لتلتقي مع سكة الجوف من الشمال في منتصف النفود وتلتقي مع سكة المنطقة الشرقية ليكتمل خط المعادن الذي يربط حزم الجلاميد شمالاً برأس الزور على الخليج العربي شرقاً. لقد رسمت حركة القطار الأولى على قضبان سكة الحديد نظرة رضا على محيا أهالي المناطق التي يمر بها خط الشمال-الجنوب ليكون أحد مشاريع التنمية الإستراتيجية التي تقودها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز في مختلف البلاد مما يعكس اهتمام القائد الراعي وحكومته بتلك المناطق. لقد ابدى الجميع إعجابهم واندهاشهم بما تم انجازه بمشروع خط سكة حديد الشمال – الجنوب خلال فترة وجيزة بتنفيذ وإشراف مباشر من الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، حيث يبلغ طول الخط 2400 كيلومتر ويربط ست مناطق إدارية تبدأ من الحديثة على الحدود السعودية الأردنية مرورا بالجوف وحائل والقصيم والمجمعة وتصل إلى الرياض، بالإضافة إلى ربط تسع محطات للشحن في الرياض ومدينة سدير الصناعية والقصيم ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل والجوف والحديثة وفي رأس الزور والجبيل بالإضافة إلى محطة شحن بالبسيطا لنقل المنتجات الزراعية. ويقدم المشروع وسيلة نقل اقتصادية لمعادن الفوسفات من حزم الجلاميد والبوكسايت من الزبيرة إلى معامل التصنيع في منطقة رأس الزور والذي سيكتمل في نهاية العام 2010م، بينما سيكتمل إنشاء الخط المخصص لنقل الركاب والبضائع والذي يسير بسرعة 200 كيلومتر بالساعة خلال العام 2013م، كما يعد نواة لشبكة ربط مدن المملكة ودول الخليج العربي شرقاً وبين المملكة وأوروبا عبر الأردن وسوريا وتركيا غرباً، بالإضافة إلى قيام المشروع بربط المدن الاقتصادية والصناعية مع منافذ التصدير والاستيراد.