البعض للتو استيقظ ضميره وشنفت اذنه من تلك الالفاظ العنصرية التي اشتهرت بها ملاعبنا، كان في سبات عميق لم يصحُ منه إلا على الهتافات في لقاء الهلال والاتحاد الأربعاء الماضي، فجأة تحركت لديه هواجس الوطنية ومشاعر الانسانية ومقت العنصرية والمطالبة بالضرب بيد من حديد على المتجاوزين، ياسبحان الله اعوام عدة ونجوم المنتخبات السعودية والكثير من الاندية تشتمهم جماهير المدرجات وتكيل لهم الالفاظ البذيئة والالقاب المؤذية، ويتهمون وهم في مهمة وطنية في تعاطي المنشطات، عهد غابر مر على الرياضة السعودية وملاعبها كانت هذه الالفاظ هي سيدة الموقف، تصدح في جدة، وتعلو في الرياض، وتظهر في الشرقية، وتنتقل اشبه بالشرارة التي تشتعل وسط الهشيم شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، ومع هذا لم يبرز صوت مدعيّ الوطنية والمنادين بطرد العنصرية والتصدي لها، للتو تذكروا ان مثل هذه الهتافات مزعجة حد البكاء والتباكي على الاخلاق واللحمة بين ابناء الوطن الواحد؟، أين هم عمن اساء لقائد المنتخب السعودي وطارده في كل مكان وهتف ضده على مرأى من الامين العام ومسؤولي الاتحاد السابق من دون ان يحركوا ساكنا؟. أين هم عمن شبه أحد الاندية بالكيان الصهيوني- اليس هذه عنصرية ان تشبه اخاك باليهودي، ولماذا لاذوا بالصمت ولم يحاربوا من اشعل النار في المدرجات ولبس الاعلام السوداء احتجاجا على التحكيم واظهر النقود كإشارة لاتهام رجاله بالرشوة أينهم عمن تعمد الاخلال بنظام الاقامة في البلد من خلال سرقة اللاعبين وهم ليسوا على كفالته وتهريبهم بطائرة خاصة.. وهذا اشد خطرا على الامن من الهتافات العنصرية؟ جميل جدا ان نسمع ونشاهد ونقرأ لمدعيّ المثالية، ولكن لماذا لم يتحركوا إلا الآن، مجرد ان شعروا ان الاندية المفضلة شربت من الكأس الذي تناوله وشرب منه اندية ولاعبون وحكام في مناسبات واعوام مضت، فجأة تحولوا الى حراس للفضيلة ومدافعين عن الاخلاق. لا نقر ما حدث ويحدث ولكننا نقول اين هولاء المتملقون والمتعصبون وكذابو الزفة الذين لم ترمش اعينهم ويهتز لهم ضمير الا عندما شعروا ان هناك من اقتحم الحِمى لانديتهم المفضلة حتى لو لم يتمكنوا من تحديد مصدره، المهم لديهم ان يلبسوا التهمة ويدبسوها ضد الاندية التي يكرهونها حتى لو لم يكن لها ذنب، مستغلين ضعف اللجان وسلبية الاتحاد السعودي واتخاذ بعض القرارات اعتمادا على ردة الفعل، وليس التأكد من الخطأ وتحديد مصدره. في اوقات مضت كانت بعض الصحف الرياضية التي لبست فجأة ثوب الفضيلة ورداء الحياد تنشر بعض الرسومات التي تصور أحد المهاجمين السعوديين المعتزلين، وقد اجتمعت القنوات حوله لأخذ التصريحات منه، بينما وقف المهاجم الآخر وامامه قناة اليمن كإشارة الى انه لاعب يمني وليس سعوديا، ياسبحان الله، من يمقت العنصرية الآن هم من باركوا نشر هذه الرسومات، اين هم عمن قال عن أحد المهاجمين انه يعمل طباخا في أحد القصور، وحتى الآن لم تتحرك رعاية الشباب ويحميه اتحاد الكرة وتنصفه وزارة الاعلام. هؤلاء المتباكون هم مصدر العنصرية ومصدر التعصب وبؤرة التفرقة والشجرة التي شربت ونمت على الماء العكر، اذا كان هناك قانون يجرم الالفاظ النابية والهتافات العنصرية فأول مايتم تطبيقه على هذه النماذج الذين نسوا العبارة الشهيرة بحرف الكاف ومن اي مدرج صدرت، وغيرها الفاظ مؤذية ومخزية بحق البشر، ومع هذا لم يتحركوا بل دافعوا بكل أسف؟