فتح الزمن أبوابه بعد توقفه عاجزاً أمام كل المقاصد التي كمنت في الحياة.. لم تكن تصغي لأصوات الحياة.. أو تستشعر أنفاسها.. وكأنها ضمن مفردات الوجود.. الذي ينبغي أن يُكتفى بمراقبته.. تدرك جيداً.. أن لا أحد يشبهك.. ولا تشبه أحدا.. هل تكرس اختلافك عن الآخر؟ هل لأنك تذيب تلك الرؤية بما يميل عن تركيز الأبعاد عليها؟ تعترف بصياغة الرؤية ولكن هل توجه إلى متابعة تلك الظلال التي تسري بعيداً.. وعُنيت بالمراقبة لها ولكن دون أن تحرك ساكناً؟ وكيف لك أن تمزج تلك الرؤية بقاموس المدد المتفاوتة من التواجد والغياب..؟ بدا لك أنك تقدمت خطوة ما.. وأن تلك الدوائر المغلقة.. بدأت تتحرك فقط نحو تلك الجدران البعيدة.. وأنت تتابع بطء التحرك لم تكن معنياً وقتها بالتزام قواعد معينة.. أو محاولة تغيير كونية الحركة.. فقط التزمت بالحياد.. ومراقبة السرب.. والتفاعل الصامت معه. غبت ربما أياماً.. وربما زمناً لم يتسن لك إدخاله في برامج الحساب.. غبت لكن ظل معك ذلك المشهد الذي صنع بخصوصيته لحظة تركيب ما يغمر الوجود بما لديه.. عدت بعد الغياب.. واكتشفت أن تلك الدوائر المتجلية قد غادرت على نحو غير مفهوم.. اندهشت.. حرت.. لم تتوفر لديك قدرة على إنقاذ الموقف في لحظتها.. طرقت أبواب مصنع الاستشارة.. لعله يملك ما ليس لديك.. وأنت تبحث عن الأسباب وتلك العوامل التي تتداخل مع تركيبة الإنسان.. وطريقة رؤيته وتحليله للأشياء.. لم تتوقع أن غضب الحياة الكامل من المملكن أن ينطلق من مكانه ويصرف للآخرين ما هو ليس ضرورياً.. تبحث.. ولكن تظل متمسكاً بمفهومٍ وإحساس لا يمكن تفسيرهما.. اقتربتَ من غموض غياب تلك الدوائر.. الحواف الحادة التي تفقد التوازن كنت تستشعر أنها تدفع إلى الأمام.. ها هو الجسر أمامك.. ولكن عليك ان تحسب كل الاحتمالات.. الممكنة.. تتحسب للطوارئ.. لما وراء الجسر.. للسؤال الأول لسبب البحث.. هل كانت تلك الدوائر حقيقية، أم افتراضية وأنت تطارد الغياب؟ ما من صلة أو رؤية قد ترتبط بها.. وتحاول تصيّد معرفتها إلاّ لسبب جدي يستحق التفكير.. حاصرك سؤالك الواقعي دون خوف من أن تقع في حسابات عدم العودة.. لماذا غابت الدوائر فجأة.. وأخفتْ معها ملعبها؟ لماذا كانت خارج الحدود وأقفلت حدودها؟ قبل المعرفة ومفردات الاعتذار الكثيرة.. انكفأت عشرات الأسئلة وكأنها ترسم إعادة تأهيلٍ لعودة تلك الدوائر..