على الرغم من ضجيج جمهوره المتعصب والمراحل المتقدمة التي حققها في بعض سباقات الأغاني إلا من ألبوم الفنان خالد عبدالرحمن الجديد (قمراي) لم يكن هو ذلك الألبوم الذي انتظره عشاقه خصوصاً وان له زمناً لم يقدم البوماً رسمياً جديداً يواكب تطلعات محبيه وينافس به الفنانين الآخرين . في البوم قمراي ظهرلنا خالد عبدالرحمن على صورة الفنان المفلس الذي يعيد قديمه أغنية قمراي والتي تجاوزت الاثنى عشر عاماً أو أكثر برغم تكرارها في عدد كبير من جلساته السابقة . البوم قمراي لخالد عبدالرحمن لم يشفع له بمجاراة الفنانين الآخرين والذين سبقوه في طرح أعمالهم في سوق الكاسيت رغم الهالة الإعلامية السابقة لطرح الشريط رغم التكتم الشديد على محتويات قمراي قبل نزوله إلى سوق الكاسيت ، الغريب جدا في الألبوم عدم التنوع في المقامات والتعدد في الإيقاعات.. وسنقدم فيما يلي تحليلاً لأغاني الفنان خالد عبدالرحمن في هذا الألبوم بشكل مختصر: (قمراي) والتي أخذت الارتكاز على مقام البيات وإيقاع الرومبا ، كلمات وألحان الفنان خالد عبدالرحمن وتوزيع طارق عاكف ، كان دخول الفنان (من فرحتي أخذت أيديها وارتجف ) مع الزمه بالجواب وهو الذي لا يتميز به خالد في حالة دخول العمل بالصوت الجواب رغم انه كان يؤدي الموال بمشاركة الفرقة بشكل متوازن صوتيا إلا أنه قد غاب عنه الارتكازات على الزمن الإيقاعي ، في الكوبليه الأول (قمراي في ارضي وسماي قمراي) كان الأداء بشكل جيد ومناسب لإمكانيات خالد عبدالرحمن ثم يغني (أذوب في نشوة) على حرف جواب وكانت عالية جدا على صوت خالد (تواق أعيش الليل) وبدا فيها صوت بشكل خفيف ، الأغنية بشكل عام لا تتناسب مع ماكان متوقعا خصوصا وانه اشرف على هذا الألبوم شخصياً بعد ابتعاد عن البوماته منذ مايقارب العشر سنوات ، (لمت نفسي) مقام بيات حسيني وإيقاع (خبيتي) من كلمات والحان الفنان خالد عبدالرحمن الأغنية كانت خفيفة وبسيطة جدا من المرجعات وتكرار المذهب بين الأحرف وهي أيضا لم تتواكب مع طموحات عشاقه ولم تكن متناسبة مع حجمه كفنان امتاز بالكثافة الجماهيرية ، هنا يكون قد فهم صوته جيدا في مذهب الأغنية حينما قال (لمت نفسي ولامني حظي معاك، اشتكي من هم وابكي من الم ) وكذلك المرجعات ، الصولوهات هي أيضا مرجعه للمغني ولكن بإحساس العازف العمل قصير جدا ويعتبر الأقصر في أغنيات الألبوم ، (اعترف ) أغنية كلاسيكية مقام (الكورد) إيقاع الرومبا من كلمات سعد الخريجي والحان صالح الشهري ، وهو الذي قدم صوت خالد عبدالرحمن كما لو كان في بداية أعماله الأولى خصوصا وانه يعرف أن صوته لا يتوازن إلا مع هذا المقام ، في بعض الحالات من العمل يختلف الأداء عندما يغني (اعترف أن قلبك حب ثاني ، وقل على حبنا مليون رحمة)فهو بذلك يصل إلى تعريف مقام الكورد بالحرف(الميبيمول) ولكن عندما يكمل في (كنت تسأل) يختلف الأمر ولايصل إلى ذلك الحرف وبالتالي يختصر الأمر بالوصول إلى نغم ومقام مختلف عن الأصل وهذا يعتبر عجزاً أدائياً لا يعرف ماهو سببه. (منزلك) مقام البيات وإيقاع عربي من كلمات هزاع بن سلطان ألحان خالد عبدالرحمن ، ارتكاز الأغنية على حرف (ri ) وهي إذا أتى المغنى على هذا الحرف صعودا إلى الحرف التالي ستكون بالتأكيد عالية جدا وخصوصاً إذا كانت إمكانياته الصوتية بمثل صوت الفنان خالد عبدالرحمن وبالفعل هذا ما حدث عندما استهل المغني في المذهب (منزلك مابين الحناياوالأهداب) والاختلاف عندما أكمل المذهب هبوطا وبشكل متناسب مع صوته في (موضعك مني ياحبيبي مكاني) ، هذا العمل اخذ مابين المرجعات للمذهب ، وفق الموسيقى وليد فايد في قيادةهذا العمل كتوزيع وتكنيك موسيقي والتلاعب مابين الصولو ودخول التوزيع من آلات الكمنجات عليه بشكل رائع وجديد، (الفيصليه) مقام حسيني على (la ) إيقاع خبيتي من كلمات جاسم بن همام وألحان عيسى الكبيسي ، هذا العمل ربما يكون فاصلاً مهما في فشل الألبوم برغم بعض السقطات المتكررة والعشوائية في الاختيار (قاطع درب الخطر والله حماني ، من هوى الريان لا نجد العذيه) ، من الارتكازات على الحسيني ، الأغنية لا تواكب الانطلاقة الفضائية والتعريف بالأغنية الشعبية الصحيحة ،وقد عاد بنا الفنان خالد عبدالرحمن قرابة الثلاثين عاما أو أكثر عندما غنى طاهر الاحسائي (بين المحرق والمنامة) وكذلك بشير شنان في أغنية ( قبل أمس وسط السوق) فهذا العمل هو بلاشك على شاكلة تلك الأعمال القديمة والتي امتازت بالجملة اللحنية ليس إلا ، ولكن في عمل (الفيصليه) لم يكن إلا مرجعات للمذهب والتوزيع الموسيقي غريب جدا لا يمت لهذه الجمل اللحنية والوقفات ، ايضا الدر مز أكمل ما أفسده الآخرون من عك وتهميش للمتذوقين. (حبيبي آسف) مقام حسيني ، إيقاع رومبا من كلمات والحان الفنان خالد عبدالرحمن وتوزيع محسن عدلي، الاغنية ارتكزت على (la ) صعودا وهكذا قبل ذلك ابتداء من مرتبطة صعودا من حبيبي آسف إزعجتك وتعود وترتكز على حرف الحسيني ،هنا نلاحظ الصعوبة في أدا ء الفنان خالد عبدالرحمن (فيافي خضر بيض خيام) وهذه الجمل تعتبر عالية على صوت خالد عبدالرحمن وكأنه يصرخ في تكملة الكوبيله الذي كان مرجعا مستمرا مع دخول الكورال مرجع لنهاية كل جملة ، الموسيقى والصولوهات أخذت أبعاداً أخرى حيث انه اتبع في دخول الكمنجات نفس الأحرف للحن والمغنى ولكنه اتجه في الصولو من الأحرف وقبل ذلك في الدخول للصولو كان للأحرف الموسيقية الاختيارات ، آلة الصولو كانت موافقة لأسلوب اللحن،(جرح طاهر) مقام رست على النوى إيقاع دوسري من كلمات والحان خالد عبدالرحمن وتوزيع إبراهيم الراديو ، مختلفة عن سابقها من حيث النهج في اللحن والتوزيع والإيقاع والأداء ، هي بالتأكيد شعبية خالصة ولكن ذات نهج سلس وبسيط ودائما ما يرتكز في دخوله للمغني على الأحرف السهلة، وصعودا إلى الأحرف الجواب افتتاحية الأغنية أتت من صوت الصولو العود في الأحرف المتقطعة أيضا دخول الصولو من آلة العود قبل الكوبليه الأول كان واضحا للصق هذا الصوت على الفراغ المتروك له وبالتالي لوكان دخوله بشكل تدريجي قبل ذلك لكان أفضل أيضاً العازف لم يكن جيداً وكان الرشف في ذلك الحالة أفضل بكثير ، الكوبليهات اختلفت عن المذهب وكان دخولها طبيعيا ولكن عندما يغني (إلا أنا) تعرف أن الإمكانيات مختلفة ومتعبة وهذه الجملة تكررت في الكوبليه الآخر والأخير (وكابر) ينتهي به العمل، التوزيع الموسيقي جميل والتى بنعومة متوازنة مع خيال الكلمة والأحرف من اللحن ، (إجابة) رست على النوى الإيقاع رومبا من كلمات وألحان خالد عبدالرحمن وتوزيع طارق عاكف، هذا العمل امتاز بروح الفنان خالد عبدالرحمن المعهود في صياغة الجمل اللحنية والقدرة على قراءة صوته بشكل جيد حيث انه عمل على الأحرف القريبة لمكنونات صوته ، الأداء كان الأفضل في البوم(قمراي) حيث لم يجد صعوبة في بلورة هذه الجمل بإحساس فعال واندماج جيد خصوصا في نهاية كل جملة والمرجعات ، التلاعب في الصولوهات أتي في النزول حيث كان ينتقل مابين الاحرف الموسيقية،(حيرتني) بيات نوى الإيقاع خبيتي من كلمات الأمير محمد بن عبدالعزيز الحان صالح الشهري ، وتوزيع وليد فايد، (أحيان أحس أني وحيد بحياتك) كمذهب للأغنية بشكل تقريبي في الجمل المغناة اخذ الهدوء والتكميل بالعرب والتوازن في التون الموسيقي والصولوهات كانت قريبة جدا من المغني والاختلاف لم يكن إلا بحروف بسيطة جراء الانفراد والتنويع بالعازف ، التسليم طبيعيا ومكررا في هذا المقام حيث كان على أحرف بسيطة ، الأغنية تعتبراقل من عادية ولم تكن منتظره في البوم رسمي لفنان جماهيري ، الكورال كان دخوله بشكل طبيعي وممل ومتهالك في أغنية أخذت إيقاعا متحركا، ( حيرتني وشلون أبفهم صفاتك ، ترجي وصالي يوم وأيام بغياب) كانت ركيكة مقارنة بالنهج العام للايقاع واللحن ، بعد ذلك دخول الفنان لاداء المذهب من الحرف (ri ) ولكن هذا الدخول كان نشازا واضحا من الفنان الذي كان يستمع الى صوت الكورال مسبقا وهو الفرق بين الاداء الباهت للكورال والاداء الصاخب والعالي للفنان غير المقتدر على مثل تلك النغمات، شريط الفنان خالد عبدالرحمن تكون من عشرة أعمال غنائية ويعتبر هذا العمل من الاعمال السيئة التي قدمه في مسيرته الفنية قياسا على الفوارق الصوتية والجوابات العالية والتي كان يؤديها في معظم الاغاني في البوم (قمراي) هنا أيضا التكرار في نهج الألحان وهي التي لم تكن جديدة عليه خصوصا انه هو من قام بصناعة هذه الاعمال شعراً ولحناً ، وبالتالي كان لابد منه بعد هذه الخبرة الميدانية معرفة قدراته الصوتية وتقديمها بالشكل المرضي لفنه ولمتذوقيه، بلاشك إشرافه على الألبوم بعد غيبه طويلة عن متابعة أعماله وبا لأخص بعد شريط (آهات) قد حقق نتائج ملموسة في طلبات بيع الكاسيت ، ولكن القيمة الفنية فا عتقد أن العكس هوالصحيح في ظل التخبطات اللحنية وسرعة الإنتاج قبل التقييم من القائمين على دفع الألبوم في سوق الكاسيت ، خالد عبدالرحمن امتهن النشاز في هذا الألبوم كثيرا في ظل الألحان والحروف العالية على إمكانيات صوته أيضا لا ننسى أن المشرفين على البوم (قمراي) لم يقدموا شيئا لفن خالد مع العلم أن الغالب من أعماله الأخيرة الموسيقية قد اشرفوا عليها سابقا ولكن (لا جديد) ، هو بالتأكيد لو بحث عن من يشرف على البومه ويقدمه بشكل متميز ويفرز له الأفضل من الألحان والمتابعة حين تركيب الصوت لكان جديد خالد أفضل مما كان ، الغريب جدا في البوم (قمراي) أن التركيب والتوزيع الموسيقى كان في القاهرةوايضا أغنية (الفيصلية) كانت في الدوحة وعملت كديمو للتنفيذ وأكملت الوتريات في القاهرة ، أما تركيب الصوت فكان في الرياض في استديو الأوتار الذهبية والإيقاعات والماكس فكان في الكويت وهذا ما سبب خللا في جودة الصوت (تيك الصوت) الواضح لدى المستمع فكان من الافضل تركيب الصوت والماكس في الكويت ليتواكب مع قدرة وإمكانيات مهندسي الصوت ،أغنية (الفيصلية) تعتبر امتداداً للأعمال التي يقدمها بالأسلوب الإماراتي مع الاختلاف في النهج وتقديم العمل إلا أنها أوجدت لنفسها حديثا طويلا في الاوساط الفنية كفرض على المستمعين من خالد عبدالرحمن ، منذ صدور البوم(أعاني) في عام 1421ه وهو مازال يقدم في أعماله الرسمية الموسيقية اقل من المتوقع بعيدا عن مايقدمه من الجلسات (الطربيات أو الشعبيات) وهي التي مازالت سندا مهما في التوازن والحضور الإعلامي والفني، مع الاعمال الاماراتية التي كانت تنتج بإشراف ملحنيها وتظهر بشكل جيد.