تأتي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ورعاه وقد تحقق ما وعد به من تطوير لمرافق الدولة بما يتفق مع حاجة البلاد في ظل الظروف المعاصرة لتبقى مملكتنا العزيزة في مصاف الدول الرائدة في التنمية والعطاء، فما نشاهده من تطور في المجال التشريعي والقضائي والإداري والصحي والإسكاني، وهذه القفزات المذهلة في قطاع التعليم وبالذات في مجال التعليم العالي وتضاعف أعداد الجامعات وازدياد نسبة القبول بها خير شاهد على ذلك. ولم يقتصر هذا التطور على الكم فقط بل شمل الكم والكيف، فهذه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية شامة في جبين تاريخ العلم والبحث والتقنية، وتلك جامعة الملك سعود للعلوم الصحية وغيرهما، كما أن هديته -حفظه الله- لحواء السعودية المتمثلة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تعتبر أضخم جامعة نسائية في العالم، إضافة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي سيزود الوطن بآلاف المتخصصين الذين سيسهمون بإذن الله في التنمية والبناء، كما شهد القطاع الصحي في عهد خادم الحرمين الشريفين نقلة نوعية على كافة المستويات الوقائية والعلاجية والتشخيصية والتأهيلية، حيث أنجز مؤخراً عدداً من المشاريع من أهمها افتتاح مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض، وكذلك وضع حجر الأساس لمشروع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وافتتاح مقر جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني. ولا ننسى الاهتمام الكبير الذي حظيت به المدينتان المقدستان مكةالمكرمة والمدينة المنورة والحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة من توسعة وتطوير يتناسبان مع الحاجات المستقبلية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم بشكل لم يشهد له التاريخ مثالاً، وذلك استمراراً لرسالة هذه البلاد المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين ورفع راية التوحيد والحق والسلام. والملك عبدالله بن عبدالعزيز هو رجل الحوار، فهو من أرسى دعائم الحوار الوطني والإسلامي والعالمي في سوابق لم يشهد لها تاريخ البشرية المعاصر مثالاً. فلقد سعى حفظه الله لإيجاد أسس وقواعد للحوار بين أبناء البشر لتحقيق السلام والتعايش والابتعاد عن الحروب والتنافس السلبي لتتفرغ البشرية للتنافس الايجابي في معارك البناء والتنمية وخدمة الإنسان وتحقيق المعنى الحقيقي لخلافة الإنسان في هذه الأرض، ولا ننسى دوره رعاه الله في رأب الصدع العربي، والتسامي على الجراح في سبيل جمع كلمة العرب وتوحيد صفوفهم. هذه لمحات موجزة لما حققه حفظه الله من عطاءات في أرقى صورة من صور الوفاء من قائد لأمته، فهنيئاً لنا بقائد مثل عبدالله تربى في مدرسة عبدالعزيز فكان نعم الاستمرار لوالده وإخوانه الذين سبقوه رحمهم الله، وحقيق علينا أن نبادله الوفاء بوفاء، والعطاء بإخلاص وعمل. وإنني باسم زملائي منسوبي قطاع المساجد وقطاع الدعوة والإرشاد في مختلف مناطق المملكة وباسمي شخصياً اسأل المولى جل وعلا ان يمد في عمره على طاعته وان يكلأه بعين رعايته، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وإخوتهم الغر الميامين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. * وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد أستاذ الدراسات العليا