تأتي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وقد تحقق ما وعد به من تطوير لمرافق الدولة بما يتفق مع حاجة البلاد في ظل الظروف المعاصرة لتبقى مملكتنا العزيزة في مصاف الدول الرائدة في التنمية والعطاء، فما نشاهده من تطور في المجال التشريعي والقضائي والإداري وهذه القفزات المذهلة في قطاع التعليم وبالذات في مجال التعليم العالي وتضاعف أعداد الجامعات وازدياد نسبة القبول بها خير شاهد على ذلك، ولم يقتصر هذا التطور على الكم فقط بل شمل الكم والكيف، فهذه جامعة الملك عبدلله للعلوم والتقنية شامة في جبين تاريخ العلم والبحث والتقنية وتلك جامعة الملك سعود للعلوم الطبية وغيرهما، كما أن هديته -حفظه الله- لحواء السعودية المتمثلة في جامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن التي تعتبر أضخم جامعة نسائية في العالم، إضافة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي سيزود الوطن بآلاف المتخصصين الذين سيسهمون بإذن الله في التنمية والبناء. ولا ننسى الاهتمام الكبير الذي حظيت به المدينتان المقدستان مكةالمكرمة والمدينة المنورة والحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة من توسعة وتطوير يتناسب مع الحاجات المستقبلية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم بشكل لم يشهد له التاريخ مثالاً، وذلك استمراراً لرسالة هذه البلاد المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين ورفع راية التوحيد والحق والسلام. وما نحن ببعيد عن الأوامر السامية التي عمّت جميع قطاعات الوطن وشملت كافة المواطنين الهادفة إلى رخاء الوطن والمواطن في مجالات الخدمات المختلفة وأخص منها جانب المؤسسات الشرعية ودعمها وتعزيز مكانة العلماء وحفظ جناب العلم الشرعي وأهله، فلقد حظيت بيوت الله بدعم ورعاية خاصة منه -حفظه الله- كما شملت مكارمه مراكز ومكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في مختلف أرجاء المملكة. والملك عبدالله بن عبدالعزيز هو رجل الحوار، فهو من أرسى دعائم الحوار الوطني والإسلامي والعالمي في سوابق لم يشهد لها تاريخ البشرية المعاصر مثالاً. فلقد سعى -حفظه الله- لإيجاد أسس وقواعد للحوار بين أبناء البشر لتحقيق السلام والتعايش والابتعاد عن الحروب والتنافس السلبي لتتفرغ البشرية للتنافس الإيجابي في معارك البناء والتنمية وخدمة الإنسان وتحقيق المعنى الحقيقي لخلافة الإنسان في هذه الأرض، ولا ننسى دوره -رعاه الله- في رأب الصدع العربي والتسامي على الجراح في سبيل جمع كلمة العرب وتوحيد صفوفهم. هذه لمحات موجزة لما حققه -حفظه الله- من عطاءات في أرقى صورة من صور الوفاء من قائد لأمته فهنيئاً لنا بقائد مثل عبدالله تربى في مدرسة عبدالعزيز فكان نعم الاستمرار لوالده وإخوانه الذين سبقوه -رحمهم الله- وحقيق علينا أن نبادله الوفاء بوفاء والعطاء باخلاص وعمل. وإنني باسم زملائي منسوبي قطاع المساجد وقطاع الدعوة والإرشاد في مختلف مناطق المملكة وباسمي شخصياً أسأل المولى جل وعلا أن يمد في عمره على طاعته وأن يكلأه بعين رعايته وسمو ولي عهده الأمين وإخوتهم الغر الميامين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. * وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد استاذ الدراسات العليا