على مر عقود من الزمن عكست الساحة الرياضية تقدم رياضتنا من خلال التنافس الشريف في أرضية الملعب وكذلك الفكر والتخطيط والإشراف والذي جعل لنا الأولوية والريادة رياضيا وانعكس ذلك على أدائنا ومستوانا ونتائجنا وبالتالي البطولات والإنجازات على مستوى المنتخبات والأندية وكان هناك الولاء والانتماء والإخلاص مع البذل والعطاء من أجل الشعار والقميص وفي لحظات افتقدنا فيها السيطرة على مكتسباتنا وتماسكنا وتنظيم انفسنا طغى علينا التعصب وتدرج في رياضتنا حتى تمكن من إيجاد مساحة واسعة للإثارة فضاع الكثير في لحظات من نتائج وفكر وأصبحنا أمام طريق مسدود لابد أن تكون نتائجه سلبية على منتخباتنا وأنديتنا وبالتالي سمعتنا وتصنيفنا فمع توسع الإعلام أخذ منحى آخر لم يخدم رياضتنا بل على عكس ذلك وقف حائلا بينها وبين تقدمها فصار حجر عثرة أمام كل محاولات الإنقاذ وشكلت معظم الصفحات والبرامج الرياضية ضغطا كبيرا من خلال الإثارة والتأجيج. نعم نحن نؤمن بالميول ولكننا بالتأكيد نحارب التعصب فقد تشكلت الآراء حسب الأهواء وتلونت الأقلام وانكشفت الأوراق قبل أن تتطاير، تحولت فيها الرياضة من ساحة الميدان إلي مساحة الإعلام الذي شكل هاجسا عصف برياضتنا من خلال حب الظهور وتصفية الحسابات وتبادل المصالح فتحول التنافس من الميدان إلى التراشق في الإعلام الأمر الذي يجعلنا هنا نضع أكثر من علامة استفهام عن دور المسؤولين من مشرفي برامج أو مديري تحرير. بالتأكيد الإعلام له رسالة وأدوار مهمة في دفع عجلة الرياضة ويحظى بكل تقدير ولايمكن إغفال ذلك والحقيقة نحن اليوم بحاجة إلي تفعيل دور الرقابة الصارمة على الإعلام وبالتالي المحاسبة وتصنيف المادة الإعلامية المقدمة إلى فئات حسب قيمتها ومضمونها وهدفها ونتائجها وبالتأكيد مظهرها وطريقة تقديمها ومنع جميع التجاوزات التي لا تخدم الرياضة وتصفيتها من الساحة. * الرياض