حملة «لا للتعصب» التي أطلقها برنامج «صدى الملاعب» الذي يقدمه الإعلامي المتميز: «مصطفي الآغا» عبر قناة (MBC)، جديرة بالاحترام والتقدير، خصوصاً وقد جاءت في وقتٍ تنامت فيه ظاهرة التعصب الرياضي في الملاعب العربية؛ لتتحول الرياضة من ميدانٍ للمتعة والتنافس الشريف، إلى ساحة تعج بكثير من التجاوزات والظواهر السيئة، نتيجة للتعصب الأعمى وغياب الروح الرياضية..! ما يزيد من أهمية الحملة وسمو أهدافها؛ أن التعصب كالنبتة «الشيطانية» التي تنمو في تربة ملوثة، لتكبر ويشتد عودها، وتتفرع أغصانها، فلا تنتج إلا سموماً وأشواكاً وثماراً قاتلة، ما لم تُكافح وتُقتلع من جذورها مبكراً، وجميع الشواهد والأحداث تُشير إلى مدى خطورة هذه الظاهرة؛ التي بدأت بالعنف اللفظي والمعنوي، حتى وصلت إلى العنف الجسدي وإراقة الدماء، حين تحولت الملاعب الرياضية من «ساحات لعب» إلى «ميادين شغب»..! المؤسف في الأمر أن هناك عدة موارد تُغذي التعصب الرياضي، وتعمل على إذكاء ناره، وخصوصاً الإعلام الرياضي ممثلاً في الصحافة الرياضية، وبرامج القنوات الفضائية، التي تبحث عن الإثارة والتشويق، وتنساق خلف مغريات الترويج والتسويق؛ لتصنع بسياساتها الإعلامية (اللا مسؤولة) جواً متشنجاً و(مكهرباً) قابلاً للانفجار في أي لحظة طيشٍ وتهور! كما أن وسائل التقنية الحديثة، وبرامج ومواقع التواصل الاجتماعي، الخارجة عن الضبط والبعيدة عن الرقابة، أصبحت ميداناً خصباً لأبشع صور التعصب التي تُنذر بالأسوأ، بالإضافة إلى غياب الوعي والفكر الرياضي الخلاّق، والتهاون والإهمال حيال ما يحدث من التشوهات في المجالات الرياضية، حتى حلت الصدمة والمفاجأة، ومع ذلك لايزال الواقع مؤسفاً وحرجاً، نتيجة للتراكمات والترسبات على مدى السنين الماضية، ولعل حملة نبذ التعصب تكون أولى خطوات التصحيح على الطريق الصحيح. ختاماً؛ كم أتمنى أن تنجح مبادرة «لا للتعصب»، وأن تُدعم على أعلى المستويات، ومن جميع الأطياف والجهات، وتكون منهجاً لتحول الشعارات، إلى مبادئ وسلوكيات!