اتخذ المؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الرابعة (المسؤولية الاجتماعية للجامعات) شعاراً له، وتناولها برنامج المؤتمر من خلال ندواته الخمس التي عُقدت على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء 6-7 جمادى الآخرة 1434ه 16-17 إبريل 2013م. حملت الندوة الأولى التي عُقدت في اليوم الأول عنوان: (إشراك المجتمع والمجتمع المدني: النص والصورة)، وتحدث فيها أربعة مشاركين من أربع دول مختلفة، ورأسها الدكتور جو ريتزن. ألقى الدكتور غلام محمد باهي الأمين العام السابق للاتحاد الإفريقي للجامعات من موريشيوس في مشاركته نظرة شاملة عن المسؤولية الاجتماعية بالجامعات، فعرّف معنى المصطلح وعرض نماذج له لتقريبه إلى أفهام الحضور. وتناول الدكتور إيان يونغ رئيس الجامعة الأسترالية الوطنية من أستراليا مشاركة المجتمع في البحوث الأكاديمية، وتحدث عن تأثير هذه البحوث في مواجهة التحديات التي تشغل المجتمع المحيط بمؤسسات التعليم العالي. وقدّم الدكتور سليم بادات رئيس جامعة رودس بجنوب إفريقيا عشر أطروحات للشراكة بين المجتمع والجامعات تفاعل معها الحضور في المناقشة الحرة التي أعقبت الندوة. وتحدث الدكتور إريك مازور عميد وأستاذ الفيزياء والعلوم التطبيقية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدةالأمريكية عن قضايا التنوع والنوع في الأوساط الطلابية، وناقش أبعادها وتأثيراتها المختلفة. وقدمت الندوة الثانية التي رأسها الدكتور جميل سالمي برنامجاً حوارياً عن إشراك المجتمع والمجتمع المدني من خلال عرض دروس من تجارب الجامعات التي ينتمي إليها المشاركون. فتحدثت الدكتورة ليسا أندرسون رئيسة الجامعة الأمريكية في القاهرة بمصر عن الجامعة والمجتمع في إطار الاستدامة والابتكار كأساليب للتربية والممارسة. وتناول الدكتور اوه يون تشيون رئيس الجامعة الوطنية في سيئول بكوريا الجنوبية المسؤولية الاجتماعية للجامعات في عصر العولمة، فبيّن دور التعليم العالي في الوقت الحاضر في ظلّ مفهوم العولمة الذي فرض توحد المعايير على مستوى العالم في التميز الأكاديمي والمخرجات والمنجزات والقيم، مفيداً أن المنافسة الدولية أنتجت تركيزاً متزايداً على مخرجات البحث العلمي، وقلّلت التركيز على الجودة بما فيها القيم الأساسية ورعاية التعليم، حيث تفشت النزعة الفردية في التعليم وجمع المكتسبات الفردية، مؤكداً أن القيم المحلية هي نقطة الانطلاق للقيم العالمية. وقدم الدكتور يونس سيوليت ورقة بحثية عن المشاركة المجتمعية من خلال تجربة جامعة إسطنبول في تركيا، أوضح فيها معالم هذه التجربة والنتائج التي أفرزتها. وختمت الندوة الثانية بمشاركة الدكتور روب هوليستر مدير شبكة تالوريس بالولايات المتحدةالأمريكية عن إستراتيجيات تطوير المسؤولية الاجتماعية في الجامعات، حدد فيها هذه الإستراتيجيات والعقبات التي واجهت تطبيقها. د. السيف حاضراً أحد المؤتمرات وشهد اليوم الثاني والأخير للمؤتمر إقامة ثلاث ندوات، حملت الأولى عنوان: تغيير الثقافة الأكاديمية من خلال التغييرات الاجتماعية، ورأسها الدكتور إريك مازور عميد وأستاذ الفيزياء والعلوم التطبيقية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدةالأمريكية. تناولت الدكتورة شريفة حبسه سيد حسن شهاب الدين رئيسة جامعة ماليزيا الوطنية في ماليزيا تغيير الثقافة الأكاديمية من خلال التغييرات الاجتماعية، وتحدثت عن مبادئ المشاركة المجتمعية، وإدراج المسؤولية الاجتماعية في هيكلة أغلب الجامعات من خلال منصب نائب رئيس الجامعة للشراكة المجتمعية، وأشارت إلى تأثير المشاركة المجتمعية على الجامعات؛ حيث تصبح المعرفة أكثر جدوى عند تبادلها، وتزيد جودة البرامج التعليمية وفاعليتها عند التواصل مع العالم الحقيقي من حولها، إضافةً إلى أن المشاركة المجتمعية تقيم علاقة قوية بين الطلاب والمجتمع من حولهم. وتحدثت الدكتورة ماريا نيفيز تابيا المديرة الأكاديمية للمركز الأمريكي اللاتيني لخدمات التعلم في الأرجنتين عن خدمة الجامعات الاجتماعية والتعلم، وأوضحت أن مشاركة الطلاب في خدمة المجتمع تجعلهم يدركون قضايا المجتمع المحيط بهم، وقدمت تعريفاً لتعلم الخدمات يتجاوز تقديم الخدمة من أجل المجتمع إلى تقديمها بالمشاركة معه، وأن المحتويات التعليمية ينبغي أن تكون مرتبطة بالأنشطة الخدمية، وضربت مثالاً لذلك مشاركة أطفال الحضانة في إعادة زراعة النباتات المهددة بالانقراض في حديقة وطنية سبق أن تعرّضت لحريق. وتحدث الدكتور مارتن باول رئيس جامعة ماسترخت في هولندا عن غرس القيم الاجتماعية تطبيقاً على منهج جامعة ماسترخت، فتناول مفهوم المواطن العالمي الذي يمتلك دراية بالعالم الواسع من حوله، ويحترم ويقدر التنوع الثقافي. وعرض د. مارتن رؤية الجامعة فيما يتعلق بالمشاركة العالمية والقيم الاجتماعية من خلال التعاون مع الجامعات الدولية ومعالجة المشكلات الدولية، والاعتماد في أبحاثها على التحديات المجتمعية. كما عرض نماذج لبعض المبادرات الطلابية التي تندرج في هذا الإطار مثل مركز ماسترخت لحقوق الإنسان التابع لكلية الحقوق، مؤكداً أن المسؤولية الاجتماعية والمواطنة العالمية من القضايا الرئيسة في رسالة الجامعة. وختمت الندوة الثالثة بمشاركة الدكتور راجيش تاندون رئيس جمعية البحوث التشاركية (PRIA) في الهند، وهو مركز دولي لتعليم وتعزيز المشاركة والحوكمة الديمقراطية، وتحدث عن (إطار المسؤولية الاجتماعية: ديمقراطية المعرفة)، مؤكداً أن التحدي الحقيقي الذي يواجه مؤسسات التعليم العالي هو ارتباطها بالمجتمع، وأن الهند تواجه ضغوطاً متزايدة لتفعيل هذا الارتباط. وذكر د. راجيش أهم أشكال المشاركة المجتمعية، وهي: التعلم مع المجتمع، وربط البحث العلمي بالمعرفة الاجتماعية، وتبادل المعرفة ونشرها، وتصميم المناهج الدراسية والدورات التدريبية بالمشاركة مع المجتمع، وتنفيذ مشروعات مبتكرة بالتشارك مع المجتمع.