افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 12 شخصا امس في قصف بالصواريخ قامت به القوات النظامية على بلدة في ريف حمص (وسط)، مضيفا ان طائرات حربية اغارت على جيوب مقاتلي المعارضة في ريف حمص الجنوبي. وذكر المرصد ان "12 شخصا بينهم سيدتان وطفلان قضوا نتيجة قصف القوات النظامية براجمات الصواريخ على بلدة البويضة الشرقية صباح الاربعاء". وافاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام بعضهم من حزب الله من طرف وبين مقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر في محيط بلدات ابل والبويضة الشرقية وجوسية وجوبر والضبعة والسلطانية والبرهانية"، مشيرا الى "انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين". واضاف ان القوات النظامية قامت كذلك "بقصف من الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ على ريف حمص الجنوبي بمحيط بلدة القصير". كما قتل "ثلاثة مقاتلين من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط بلدة ابل بريف القصير" بحسب المرصد. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "النظام اعتمد على مقاتلين موالين لحزب الله اللبناني لاقتلاع مقاتلي المعارضة في ريف حمص" . واضاف ان "الجيش يحاول عزل مقاتلي المعارضة في القصير من اجل الاجهاز على التمرد في الريف" مبينا ان "هذه المنطقة هي نقطة مفتاحية لانها تقع على الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري". في حلب (شمال)، نفذ الطيران الحربي غارة جوية على حي كرم حومد، كما قصف الطيران الحربي برشاشاته حي طريق الباب وسط قصف مدفعي لمناطق في حيين بعيدين ومساكن هنانو مما ادى لسقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل بحسب المرصد. وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة ان الجيش يحرز تقدما "بخطى متسارعة لفتح طريق الإمداد الرئيسي الذي يصل الثكنات العسكرية في غرب حلب بمطاري النيرب العسكري وحلب الدولي في شرقها عبر منطقة الراموسة لتحقيق مكسب إستراتيجي يقلب المعطيات الميدانية وكفة موازين القوة لمصلحته". واضافت ان ذلك سيكون "تمهيدا للحسم المرتقب الموعود في باقي أنحاء المدينة". وفي ريف المدينة، قال المرصد "قام الطيران الحربي بقصف مدينة اعزاز الواقعة في ريف المدينة والتي تسيطر عليها المعارضة المسلحة". ويأتي ذلك غداة مقتل 99 شخصا على الاقل في اعمال عنف في سوريا، بينهم 41 مدنيا و34 مقاتلا من المعارضة و23 جنديا. سياسيا طالبت دمشق الحكومة الفرنسية بالكف عن التدخل بشؤونها الداخلية بعد ان اعتبرت باريس ان العفو الذي اعلنه الرئيس السوري بشار الاسد "لا يعفيه" من وقف اعمال العنف، مؤكدة ان الشعب السوري لن يسمح لفرنسا بالعودة الى بلاده عبر دعمها "للمجموعات الارهابية". وأكد بيان لوزارة الخارجية السورية نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) "ان على الحكومة الفرنسية أن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية" مشيرة الى ان مرسوم العفو الذي أصدره الاسد "جاء عشية عيد جلاء الفرنسيين المحتلين عن سوريا". واضاف البيان انه "ليس من حق فرنسا أن تقيم شأنا داخليا". وكان الرئيس السوري اعلن الثلاثاء عفوا يشمل بعض الجرائم المرتكبة قبل 16 نيسان/ابريل 2013 وخفضا لفترات حبس وذلك لمناسبة عيد الجلاء الذي يحيي ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن سوريا في 1946. وكان فيليب لاليو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية صرح اثناء لقاء صحافي "يفترض ان نسعد لذلك (العفو) لكن النظام عودنا على مناورات لكسب الوقت". واضاف المتحدث الفرنسي "هذا لا يعفيه من الاستجابة لطلبات المجتمع الدولي ووقف اعمال العنف". واكدت الوزارة ان الشعب السوري لن يسمح لفرنسا "ان تعود الى بلده من خلال دعمها للمجموعات الارهابية المسلحة وتآمرها على سفك دماء السوريين".