أكدت مصادر ميدانية مطلعة أن حزب الله يقود شبيحة بشار الأسد وما بقي من قواته في العمليات القتالية في حمص بهدف استنزاف الجيش السوري الحر في معارك ميدانية، ومن ثم دفعه للتراجع عن الأحياء والمناطق التي يسيطر عليها، ولاسيما في ريف حمص والقصير وغيرها من القرى ذات الأهمية الاستراتيجية. وأشارت المصادر إلى أن الجيش الحر ماض في توجهه "لإيجاد منافذ آمنة على البحر وخرق المناطق العلوية لمنع إقامة دويلته هناك". واشتدت وطأة المعارك في حمص أمس، حيث سمعت أصوات الانفجارات في المناطق اللبنانية الحدودية. وقصفت طائرات "ميج وسوخوي" أطراف مدينة القصير والقرى المحيطة بها بالقنابل العنقودية والصواريخ الفراغية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في أكثر من جهة. وأوضحت مصادر المعارضة الميدانية أن قصف الطيران جاء مقدمة لهجوم أرضي تقوم به مجموعات حزب الله للسيطرة على مناطق القصير، مشيرة إلى أن قوة الحزب توازي قوة جيش نظامي لدولة كبيرة من حيث الأسلحة والعتاد. وفي سياق متصل أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 12 شخصا، بينهما سيدتان وطفلان أمس في قصف بالصواريخ قامت به القوات النظامية على بلدة البويضة الشرقية في ريف حمص، مضيفا أن طائرات حربية أغارت على جيوب مقاتلي المعارضة في ريف حمص الجنوبي. وأفاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام، بعضهم من حزب الله من طرف، وبين مقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر في محيط بلدات أبل والبويضة الشرقية وجوسية وجوبر والضبعة والسلطانية والبرهانية"، مشيرا إلى "أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "النظام اعتمد على مقاتلين موالين لحزب الله اللبناني لاقتلاع مقاتلي المعارضة في ريف حمص". وأضاف أن "الجيش يحاول عزل مقاتلي المعارضة في القصير"، مبينا أن "هذه المنطقة هي نقطة مفتاحية لأنها تقع على الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري". وفي حلب نفذ الطيران الحربي غارة جوية على حي كرم حومد، كما قصف الطيران الحربي برشاشاته حي طريق الباب وسط قصف مدفعي لمناطق في حيين بعيدين ومساكن هنانو، مما أدى لسقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل.