في خضم الفرح والانتصارات المتعددة التي يعيشها نادي الهلال وأولها تلك التي يعتلي هرمها الرئيس الشاب سمو الأمير محمد بن فيصل الذي استطاع بكل ثقة ودراية إعادة تلك الجماهير التي كانت قد عزفت عن الحضور إلى مدرجات ملاعب الكرة لدينا، حتى أصبحت بعض المدرجات خالية من ذلك المنظر الذي شاهدناه في المباراة النهائية. وثانيها قدرته على تحقيق جميع البطولات الموسمية وحصدها نتيجة تلك السياسة المدروسة التي تفاعل معها كل اللاعبين والجهاز الفني والإداري وقدموا كل العطاء الفني مصحوباً بتلك الروح القتالية التي جعلتهم يحققون أهدافهم ومن ثم يكسبون احترام الجميع. ٭ إن هذا الرئيس الذي نهج أسلوباً راقياً في التعامل مع الأحداث السائدة على السطح الرياضي بشفافية راقية وعقلية ناضجة مترفعاً عن تلك المهاترات التي لا تتفق ومبادئه وقيمه وأهدافه التي جاء للرئاسة من أجلها وللعمل في هذا الصرح الرياضي الكبير تاركاً للآخرين أسلوب (المكاء والتصديه) نابذاً كل الأعمال التخريبية التي عفى عليها الزمن وجعلهم قابعين تحت مظلة مظلمة وفي أغوار ودحول المتأخرين الذين لا يستطيعون أن يتعايشوا ويسايروا المفهوم الصحيح للعمل الرياضي الحضاري الذي يتمتع به هذا الرئيس العصري وأمثاله. ٭ إن البعض يملك أسلوب (التوريط) وانفصام العلاقة بين اللاعب وناديه كمبدأ رخيص وهذا الأسلوب يرفضه ويمقته كل العقلاء كأسلوب عمل ومحور نقاش لأنه يبعد عن التكوين والاصلاح لما فيه المصلحة العامة والخاصة. ٭ إن كل ظاهرة قابلة للاختفاء لعدم وجود الثوابت والركائز الأساسية للاستمرار لتلك الظاهرة والشواهد على ذلك كثيرة في تلك الحقب الزمنية الماضية وبتلك الرموز المالية التي انقرضت وذهبت بعيداً عن الساحة الرياضية نتيجة تلك السياسات الخرقاء والحمقاء التي دأبت على التفرقة وزرع الشقاقات بين اللاعب وناديه (لحاجة في نفس يعقوب) فها هو عبدالله الجمعان يترك ناديه في أحلك الظروف وها هو خالد عزيز ينهج أسلوباً يغيضاً ورديئاً في التعامل مع الحدث القائم والمهم وهو نهائي الدوري بتلك العقلية التي تغلب عليها الآخر بحوافز وهمية فقد معها اللاعب كل شيء.. ولكن العفو والصفح سمة من سمات الرجال الذين يملكون القرار الصائب الذي يعطي في معناه درساً تربوياً بعيداً عن التوحد بالرأي والانفراد به. ٭ تلك هي سياسة المؤسس الأول لنادي الهلال شيخ الرياضيين الأستاذ عبدالرحمن بن سعيد الذي أوجد لهذا النادي وجميع إداراته التي تعاقبت عليه العمل الجاد بعيداً عن المشي مرحاً واستهتارا حتى أصبح هو الرقم الصعب والقاسم المشترك في تحقيق تلك البطولات بدءاً من عام 1381ه حتى هذا العام الذي يرى فيه هذا الرجل تلك البذرة على أرض خصبة. واعتقد أن سياسة الرئيس العصري مستمدة من المؤسس في تعامله مع الآخرين بكل الحب والصفاء بعيداً عن ممارسة الهدم والتخريب وهي ظاهرة رديئة أضرت بالذين غرر بهم حتى أصبحوا من النادمين. الدرس المستفاد ٭ يا سلام ثم يا سلام وشكراً للحكم الروسي (ايفانوف) مع قناعتي التامة أن هناك بعض الأخطاء والهفوات. لكن اعجابي به يكمن في أسلوبه الممتاز في كل شيء بدءاً من التقليل من استعمال الصافرة على صغائر الأخطاء التي تقتل المباراة، ولسان حاله يقول أنا لست (عسه) بل جئت بعقلية مدركة لما يريده ذلك المشاهد الذي جاء ليشاهد مباراة قليلة أخطاؤها بحيث لا تسمع صافرة إلا في حالات تستحق الحضور. ٭ إن أسلوبه في استعمال الإذارات جعل لها قيمة فاعلة فأنذر المستحقين للانذار عندما استوجب الأمر ذلك. ثم قدرته على متابعة كل الأحداث بعيداً عن التوقع والافتراض والتخمين فقد كانت لديه قراءة موفقة استطاع بها ومنها أن يخرج مباراة امتعت كل المشاهدين وحازت على رضا أكثر النقاد القانونيين. ومن وجهة نظري فإنه قد أعطانا درساً عملياً يستفاد منه وهو بلا شك نتيجة تلك الخبرة الطويلة المليئة بمعرفة وقدرة على إدارة مثل هذه المباريات المهمة وعسى أن يكون حكامنا قد دونوا بعض الهفوات ليتضح لهم الصحيح. القدساويون والمزايدات الكيدية ٭ ياسر القحطاني باق في القادسية. هذا هو عنوان المفاوضات قبل أن تبدأ. نحن لا نعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. لكننا نعرف أن عرض الاتحاد هو (كيدي) لإفساد تلك الصفقة الرابحة والمربحة للقادسية وللاعب في آن واحد وللرياضة السعودية بصفة عامة. إذا أخذنا بعين الاعتبار تصريح اللاعب ووالده بعدم الرغبة في الانتقال للاتحاد وهذا حق من حقوقه (الآدمية) حيث ظهرا في كل وسائل الإعلام المتعددة وأعلنا عدم الرغبة في الانتقال للمنطقة الغربية لعدة اعتبارات ذكرت في تلك التصاريح الرجولية التي يعرف كلا الطرفين الاتحاد والقادسية أنه لا رجعة فيها، فالرجل موقف والرجل كلمة وقرار. وهذه من سمات الرجال الذين يقفون عند قولهم. ٭ إنني أتساء: هل مصلحة القادسية أن ترفض تلك الملايين التي وصلت في مجملها أكثر من عشرين مليون ريال ومعها تخسر خدمات ذلك اللاعب الفذ في عطائه وأخلاقه؟ ٭ الأستاذان أحمد الزامل ويوسف الياقوت يعرفان سلفاً رغبة اللاعب الهلالية ومتأكدان أن المصلحة العامة تكمن في انتقاله للهلال ولكن أعتقد أنهما فضلا المصلحة الخاصة بقناعة ذاتية كاملة غير منقوصة في إفساد تلك النقلة حفاظاً على تلك الوعود السرية التي قدمها لهما رئيس الاتحاد شريطة أن لا يذهب لنادي الهلال.. وربما يكون ذلك الشعار المختلق (مصلحة القادسية) دسيسة وذريعة وتمويه بل وبث الرماد في العيون. ٭ هل تريدون من المجتمع الرياضي والشرائع الأخرى أن تصدق أنكم برفضكم عرض الهلال تبحثون عن مصلحة نادي القادسية.. إنكم بهذا الصلف وهذا التشدد تضعون مصلحة القادسية جانباً وتبحثون عن مصالح أخرى ذاتية وهذا ما نقرأ، في حواراتكم وأسلوب النقاش الذي ظهر لنا عبر وسائل الإعلام حيث لم تأخذوا الأسس والمقومات والركائز الأساسية في مثل هذه الحالات فقد همشتم بكل قوة رغبة اللاعب التي هي الأساس وهي المحدد الرئيسي. ٭ كل ما أخشاه أن تكون إدارة القادسية تعيش تحت وصاية مراكز القوة المالية وهي ظاهرة قابلة للاختفاء إن عاجلاً أو آجلاً كسنة من سنن الحياة وعليها الرجوع إلى الطريق السليم في مفاوضات مثل هذه الحالة (الشاذة) وبذلك الرقم المالي الصعب وأن لا تفقد تلك المناسبة الكريمة التي قدمها رئيس أعضاء الشرف بنادي الهلال الأكبر بندر بن محمد بذلك العطاء السخي بكل معانيه وجوانبه الخيَّرة التي تعود بالنفع على اللاعب والنادي معاً وترجع بأثر إيجابي على المنتخب بدلاً من إحباط اللاعب نفسياً وجعله يعيش في دوامة من الحزن والتفكير الذي قد يؤدي به إلى مؤخرة الصفوف. ٭ قد يقول قائل إن عرض الاتحاد أقوى من العرض الآخر ومن مصلحة القادسية قبول الأكبر رقماً، وفي هذا استحالة بقبول الأدنى. وهذا هو المنطق العام السائد. ولكن الخافي أعظم من الظاهر إذ أن إدارة القادسية لديها كل القناعة التي تخفيها وهي بأن لا يذهب اللاعب للهلال بوضع رقم تعجيزي أمام المفاوض الهلالي أرضاء للطرف (المنكد) مقابل.... وأشياء أخرى خاصة وعامة.. وهذا هو الراكد على طاولة المفاوضات المختلفة والدرامية بل والمرثونية التي اشغلت الرأي العام الرياضي وغيره وأصبح حديث كل المجالس كحالة (غريبة) تحتاج إلى تدخل نص وروح لائحة الاحتراف بكل أطيافها الحديثة والقديمة وبكل محتواها الوطني الذي أخذ بعين الاعتبار رغبة اللاعب وهو من الشروط الأساسية لكل حالة انتقال. ٭ إنني أكن لكل منسوبي نادي القادسية كل التقدير والاحترام على جعل هذا النادي ملجأ لكل الأندية التي تحتاج للنجوم أصحاب المستويات الراقية. ولكنني لا أريد لأصحاب الآراء المتصلبة أن تفقد هذا الكيان العظيم فرصة الحصول على ذلك العرض المغري الذي ارتبط برغبة اللاعب الصادقة لذلك المناخ المناسب له ولأسرته بعيداً عن تحقيق الرغبات الأخرى التي قد تدمر مصلحة اللاعب والنادي معاً والله من وراء القصد. ٭ أستاذ محاضر بقانون كرة القدم