تسعى كثير من الأسر إلى قضاء إجازتها بشكل يضمن لأفرادها متعة وفائدة تخرجهم من أجواء الروتين المعتاد المصاحب لأجواء العمل والدراسة، وتكفل لهم العودة إليها بروح جديدة، إلاَّ أنَّ كيفية قضاء الإجازة تختلف من أسرة إلى أخرى ومن فرد إلى آخر داخل الأسرة الواحدة أحياناً، حيث أنَّ العديد من الأسر تفضّل السفر خلال الإجازة داخل المملكة أو خارجها، إيماناً منها بأنَّ ذلك يُعدُّ خياراً مناسباً لقضاء أفرادها أكبر قدر ممكن من الوقت مع بعضهم البعض وسط أجواء تزيل ما علق بذاكرتهم من عناء الدراسة والعمل وروتينهما المعتاد، وفي المقابل فإنَّ كثيراً من الأسر تستبعد هذا الخيار خلال الإجازات القصيرة مفضلةً قضاءها في التواصل الاجتماعي مع بقية أفراد العائلة، أو متابعة الفعاليات المحلية التي تُعِدُّها مجالس التنمية السياحية بالمناطق بمساندة الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارات المناطق وعدد من الجهات الأخرى ذات العلاقة، حيث تمتاز الفعاليات بتنوعها ما بين ثقافية واجتماعية وتراثية ورياضية وترفيهية وأنشطةً أخرى تناسب كافة شرائح المجتمع، إضافةً إلى الفعاليات الترفيهية ومهرجانات التسوق المقامة داخل العديد من المجمعات التجارية المنتشرة في محافظات المملكة المختلفة. هاجس كبير وأوضحت "جوزاء العتيبي" -معلمة- أنَّ الإجازة الدراسية تُمثِّل لديها فرصةً سانحةً تستعيد من خلالها حيويتها ونشاطها اللذان فقدت جزءاً كبيراً منهما خلال أيام الفصل الدراسي، مُضيفةً أنَّ ما يقلقها خلال إجازتها الحالية؛ الهاجس الكبير الذي يسيطر عليها والمتمثل بتفكيرها في العناء الذي ينتظرها بعد العودة من الإجازة، والناتج عن المجهود المضاعف الذي عليها أن تبذله لتعويض طالباتها عن الدروس التي فاتتهم جراء غيابهم في الأسبوع الأخير الذي يسبق الإجازة، مُشيرةً إلى أنَّه من الضروري أن تهتم الأسرة بمسألة غياب الطلبة والطالبات خلال الأسابيع التي تسبق أو تلي الإجازات المدرسية، لافتةً أنَّ ذلك من شأنه التأثير سلبياً على تحصيلهم الدراسي من جهة، كما يؤثر على المعلمين والمعلمات كونهم مطالبين ببذل جهود مضاعفة لتعويض طلبتهم ما فاتهم من دروس، الأمر الذي يؤثر بالتالي على الخطة الفصلية التي يضعها المعلمون والمعلمات ضمن البرنامج الدراسي. جانب من النشاطات المسرحية بمهرجان «ربيع الرياض» (عدسة - عبداللطيف الحمدان) تواصل أسري ووصفت "صيتة عبدالله" -طالبة- إجازة منتصف الفصل الدراسي ب"العيد"، مُشيرةً إلى أنَّ تبادل الزيارات، وحضور المناسبات، والتسوق، تُعدُّ أبرز ملامح الإجازة بالنسبة لها، مُضيفةً أنَّها ستستمتع بقضاء أسبوع كامل بعيداً عن رنين المنبه الذي يقضُّ مضجعها صبيحة كل يوم دراسي، لافتةً أنَّها عادةً ما تخفي في الأسبوع الدراسي الذي يسبق الإجازة المدرسية كل ما يذكرها بالمدرسة كالكتب والدفاتر والمنبه، كما تهجر مكتبتها المنزلية، من أجل أن تقضي كامل إجازتها برفقة أسرتها الصغيرة داخل المنزل أو خارجه. متعة السفر وقالت "نجاة الحميدي": "إنَّ السفر يمثّل لها الكلمة المرادفة لكلمة الإجازة"، مُشيرةً إلى أنَّ متعة الإجازة لا تكتمل إلاَّ بالسفر داخل المملكة أو خارجها، مُضيفةً أنَّها غالباً ما تقضي جزءاً كبيراً من إجازتها متنقلة بين "مكةالمكرمة" و"المدينةالمنورة"، بينما تستغل الجزء المتبقي من الإجازة في زيارة بعض أقاربها في "جدة" برفقة أسرتها، أو السفر إلى خارج المملكة خلال الإجازات الطويلة، مُشددةً على ضرورة الترتيب المسبق للسفر خلال الإجازات كحجز التذاكر والسكن، إضافةً إلى ضرورة تحديد وجهة السفر قبل وقت كافٍ من بدء الإجازة. استراحة محارب وبيَّنت "فاطمة القحطاني" -طالبة جامعية- أنَّ إجازة منتصف الفصل الدراسي الحالي على الرغم من قصرها إلاَّ أنَّها تُعدُّ بالنسبة لها استراحة محارب؛ ومتنفساً يلي ضغوط الاختبارات وتسليم البحوث، مُشيرةً إلى أنَّ قصر الإجازة وطولها يحددان الأسلوب الذي تقضي به أسرتها فترة الإجازة، مُوضحةً أنَّ التخطيط الجيد وإعداد البرنامج المناسب لكافة أفراد الأسرة هي من يؤدي إلى نجاح الأسرة في استغلال فترة الإجازة الاستغلال الأمثل، مُضيفةً أنَّها تجد متعتها من خلال خروجها مع أفراد أسرتها إلى الأماكن الترفيهية والتسوق داخل المجمعات التجارية، بالإضافة إلى متابعة الفعاليات والمهرجانات التي تنظمها أمانة الرياض، لافتةً أنَّ الأجواء الربيعية التي تشهدها العاصمة "الرياض" ومهرجان "ربيع الرياض" زادا من متعة إجازة منتصف الفصل الدراسي الحالي.