مع انتهاء إجازة منتصف العام الدراسي، تعالت أصوات الأسر للجهات المعنية بإيجاد أماكن ترفيه عائلية مغلقة في الإجازات المقبلة خصوصا التي تقع منها في فصل الشتاء أو الأجواء الباردة، ذلك بعد أن فوجئوا في الإجازة المنصرمة بأن المهرجانات التي نظمت في هذه الإجازة التي تلت نهاية الاختبارات تمت في أماكن مكشوفة رغم شدة البرد في العاصمة الرياض ما أدى بكثير من الأسر إلى العزوف عن الذهاب إليها واختيار الزيارات العائلية أو الرحلات البرية. «عكاظ» استمعت إلى آراء واقتراحات عدد من المعنيين بالأمر خصوصا فئة الشباب والفتيات وخرجت منهم بهذه التصورات تشجيعا للسياحة الداخلية: الإعلامية أسمهان الغامدي قالت: «حقيقة لم نستمتع بالإجازة هذا العام نظرا للأجواء الباردة وفضل معظم الناس أن يقضوها في منازلهم بدلا من الذهاب إلى الأماكن التي تم تجهيزها للمهرجانات نظرا لأنها نظمت في أماكن مكشوفة وفي أجواء باردة»، وتمنت تخصيص أماكن ترفيهية للأسرة أو مسرح عائلي ودور سينما في أماكن مغلقة حتى يقبل الناس عليها في هذه الأجواء الباردة. كذلك قالت أروى الفهد وهي خريجة حاسب آلي، إنه أصبح من الصعب على الأسر الذهاب لمشاهدة نشاطات المهرجانات، إذ أنها نظمت في أماكن مكشوفة نظرا لبرودة الجو، وأشارت إلى أمنيتها في تأسيس مراكز لتنمية المواهب وأخرى ثقافية في الإجازات يفيد منها الشباب والفتيات، وإيجاد الحدائق والمنتزهات المغلقة التي تقي من حرارة الشمس في إجازة الصيف ومن برودة الطقس في الشتاء. من جهتها، رأت أريج فيصل الطالبة الجامعية، أن الجامعات مقصرة في مسألة وضع خطط لطالباتها وطلابها لتمضية الإجازات فيما هو مفيد رغم أننا عشنا السنوات الأخيرة موجة من الإجازات الدراسية، إلى جانب الإجازة الصيفية، وقد يتساءل أحد وما الذي تستطيعه الجامعة في موضوع الإجازة، وهنا أقول إن الجامعة تملك الكثير، إذ أن رسالتها لاتقف عند تقديم العلم، ولكن يمكنها أيضا التخطيط لرحلات جامعية داخل المملكة وتكون متبادلة بين الجامعات السعودية في كل المناطق، بالإضافة إلى إنشائها أندية رياضية نسائية تضم العديد من الرياضات والألعاب الترفيهية. وأكدت أم محمد الراشد أن أسرتها تمكث في المنزل معظم أيام الإجازة نظرا للأجواء الباردة خصوصا أن معظم النشاطات عقدت في أماكن مكشوفة خلال الإجازة ما سبب عدم إقبال الأسر عليها، مقترحة «ننظم كنساء حملة تطوعية في المساهمة في تعليم الكبيرات أو الزيارات المنزلية للأسر المحتاجة خاصة كبار السن من نساء ورجال والوقوف على احتياجاتهم خلال الإجازات». وعلق محمد السبيعي موظف في القطاع الخاص معتذرا للأمانة في البادية «أقول لك وقد يغضب مني البعض بأن أمانة منطقة الرياض أخطأت عندما عمدت إلى تنظيم المهرجانات في الحدائق المكشوفة خلال هذا الوقت من العام الذي يتميز بأجواء شديدة البرودة ما جعل الأسر تعزف عن الحضور إليها، خصوصا أن العروض غير متجددة والخدمات غير متوفرة ما جعل الإقبال ضعيفا جدا بسبب البرد وعدم وجود أماكن مغلقة والشاهد أن المجمعات التجارية المغلقة شهدت ازدحاما من المتسوقين خلال أيام الإجازة». من جهته، أكد الطالب الجامعي سامي الشيباني أن على القطاع الحكومي والخاص إنشاء المزيد من الأماكن الترفيهية المغلقة سواء في الإجازة الصيفية أو الإجازات القصيرة في مثل هذه الأجواء شديدة البرودة، فالمجمعات التي تحتوي على أماكن ترفيهية مزدحمة بكثرة، لذا لو أن هناك مراكز مثل مركز الملك فهد الثقافي في كل مكان من مدينة الرياض وبقية مدن المملكة وتضم فعاليات متعددة تتناسب مع متطلبات الأسرة بكافة أفرادها، مثل مسرح وسينما وأماكن تدريب على الحاسب تحتضن أصحاب المواهب، ونحن معشر الشباب نعاني من قائمة الممنوعات من الدخول إلى الأسواق، حيث يوجد فيها فعاليات ترفيهية وكأننا لا نملك حق الاستمتاع والترفيه عن أنفسنا، لذا أقول إن القطاع الحكومي والخاص مقصر تجاهنا، لذا نلجأ إلى الفرار للخارج أو الرحلات البرية.