لا تزال مدينة دبي تحتل وجهة رئيسية للسياح السعوديين، حيث فضل عدد كبير من السائحين التوجه إلى المدينة لقضاء عطلة منتصف العام الدراسي، خاصة بعد الأزمة الحالية التي تشهدها كل من مصر ولبنان بسبب عدم استقرار الوضع السياسي وبسبب انخفاض أسعار الفنادق نسبيا فيها، إضافة الى أن التسوق من أهم الدوافع لاختيار مدينة دبي بالنسبة للعائلات السعودية. وتشهد دبي أكثر المدن شعبية للعوائل السعودية كل عام زيادة ملحوظة في أعداد السياح القادمين إليها من السعودية، ويتوقع أن يزداد عدد السائحين السعوديين المتوجهين إلى دبي خلال هذه الفترة التي تتزامن مع استمرار فعاليات مهرجان دبي للتسوق الذي يشتمل على العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والمعارض المتخصصة والمؤتمرات. وإجازة منتصف العام الدراسي الأول ساهمت بشكل مباشر في رفع وتيرة حركة السفر الجوي، حيث استأثرت الوجهات القريبة مثل دبي بنصيب كبير من المسافرين، بفضل توافر الفرص الترفيهية والسياحية والثقافية التي تستقطب المواطنين، حيث تصدرت دبي مجدداً قائمة المدن الأكثر جذباً للسياح السعوديين الراغبين في قضاء الإجازة القصيرة خارج البلاد. وذكر بعض العاملين في عدد من مكاتب السفر والسياحة في جولة ل"الرياض"، أن دبي احتفظت بالحصة الأكبر من حجوزات المسافرين من السياح السعوديين للاستمتاع بعروض مهرجان دبي للتسوق 2011، مؤكدين أن موجة الحجوزات دفعت كثيرا من شركات الطيران إلى زيادة عدد رحلاتها لمواجهة اعداد المسافرين. ولاحظت "الرياض" في جولة ميدانية، زيادة في طلب الحجوزات إلى دبي خلال الفترة الماضية تزامناً مع استمرار فعاليات مهرجان دبي للتسوق، نتيجة أن الأسر السعودية تصنف مدينة دبي بشكل كبير كأحد أفضل الأماكن لقضاء إجازة قصيرة بفضل توجهها للأسرة وكذلك للأمان ولتقديمها عروضاً تسويقية جيدة وإجازات فخمة فضلاً عن قربها من المملكة. واتفق مسئولون في مكاتب السفر والسياحة تحدثوا إلى "الرياض" في لقاءات متفرقة، على ان دبي تبوأت موقع المقدمة في سلم اهتمام المسافرين السعوديين خلال الإجازة القصيرة التي تستمر لنحو عشرة أيام، وذلك نظرا لتعدد الفعاليات والأنشطة والبرامج الفنية والثقافية والترفيهية ومهرجان التسوق الأضخم في المنطقة. وقال محمد النهدي، مسؤول حجوزات الفنادق في شركة فرسان للسفر والسياحة، إن دبي أخذت تستحوذ على رغبات المسافرين خلال إجازة الربيع منذ سنوات عدة، مشيرا إلى أن هذه الرغبات أخذت في الازدياد عاما بعد الآخر، وأن مدينة دبي تبقى المزار المفضل للعائلات السعودية خلال إجازة منتصف العام الدراسي الأول. وأوضح أن توقيت مهرجان دبي للتسوق والذي يقام بالتزامن مع اجازة السعوديين، ساهم في استمرار تهافت العائلات السعودية طول فترة الإجازة على دبي، مضيفاً: "الفترة الماضية تلقينا العديد من حجوزات السعوديين إلى دبي، الذين يفضلون قضاء إجازاتها القصيرة في دبي والاستمتاع بالأنشطة والفعاليات التي تقام فيها وخصوصا خلال مهرجان دبي للتسوق 2011، حيث تحرص شركات السياحة والسفر وبالتنسيق مع الفنادق وشركات الطيران على تقديم عروض سعرية على أسعار الإقامة في الفنادق وتذاكر الطيران وترتيب برامج لزيارة الفعاليات الرئيسية المقامة على هامش مهرجان دبي للتسوق". ولفت علي العجلاني، أحد الذين يقضون اجازاتهم باستمرار بصحبة العائلة في دبي، أن دبي أصبحت مقصدا رئيسيا للسياح السعوديين بسبب توافر الامكانيات السياحية الضخمة التي تساعد السائح على قضائه إجازته هناك بسهولة ومن دون أي عقبات، على عكس بعض المدن العربية الأخرى التي تتفنن في استغلال السائح السعودي على وجه التحديد في حين يتم معاملة السياح الأجانب بطريقة مختلفة كليا بعيدة عن أي استغلال، وهو الأمر الذي يراه سببا رئيسيا في انتقاله للسفر إلى دبي بدلا من بعض المدن الأخرى. من جانبه قال احد مسؤولي المبيعات في مكتب للسفر والسياحة المنتشرة في العاصمة الرياض، ان هناك طلبا متزايدا وبشكل مكثف وغير طبيعي من قبل المواطنين حاليا على دبي، بعد أن تمكنت هذه المدينة وبفضل سياساتها والتطور العمراني الذي تشهده ان تحتل مكانة سياحية مهمة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبحت جميع فنادقها تعج بالسياح طيلة أيام السنة بشكل لا تختلف مواسمها عن بعضها. وأوضح أن العديد من العائلات السعودية في مثل هذه الأوقات تقصد دبي، وذلك للاستمتاع والاسترخاء بعيدا عن جو الدراسة والعمل وللاستفادة من الحسومات والجوائز الكبيرة التي يقدمها مهرجان دبي للتسوق 2011، خاصة أن دبي تمثل خيارا رئيسيا للسائح الخليجي نظرا لقربها والخدمات المتوفرة فيها خاصة للعائلات. في المقابل، قال سعوديون التقتهم "الرياض" أثناء تواجدهم في مكاتب السفر والسياحة لانهاء حجوزات السفر جواً إلى دبي، إن الأنشطة والفعاليات الكثيرة التي تقام على مدار العام تعد احد عوامل جذب السياح الى دبي، مضيفين: "شهرة مهرجان دبي للتسوق وقلة الفعاليات السياحية داخل المملكة في هذه المواسم تعدّ واحدة من أبرز الأسباب التي تدعو كثيراً من السعوديين لقضاء إجازة الربيع خارج البلاد". ويعتبر نجاح "مهرجان دبي للتسوق" ثمرة التعاون والتنسيق المشترك بين كل من القطاعين العام والخاص، الذي ترك تأثيراً إيجابياً على اقتصاد الإمارة بشكل عام. ويعكس هذا التعاون بين الدوائر الحكومية والشركات الخاصة نجاح "مهرجان دبي للتسوق" في النمو والوصول إلى مصاف المهرجانات العالمية.