تبدأ اليوم الخميس إجازة الربيع لمنسوبي التعليم بجميع مراحله، وتستمر لمدة أسبوع، لتكون متنفساً للطلاب والطالبات والمعلمين ليعودوا بعدها وهم أكثر حيوية ونشاط لاكمال الفصل الدراسي الثاني الذي يعد الأطول منذ سنوات. "الرياض" رصدت آراء بعض سكان مدينة الرياض قبل بدء الإجازة حيث أكد أغلبيتهم على قضاء الإجازة خارج العاصمة لتغيير "الجو" وتبادل الزيارات العائلية مع الأهل، إلى جانب قصور قصور فعاليات مهرجانات الرياض على فئات معينة كالعوائل والأطفال دون الشباب. وعلى الرغم من أن أمانة منطقة الرياض وفرت عددا من الفعاليات خلال الإجازة لسكان العاصمة، ومن ذلك برامج ترفيهية ومسابقات رياضية وثقافية، إلا أن أغلب المواطنين لا يعرفون عن هذه الفعاليات، حيث اقتصر التعريف بها على إعلانات جسور الطرق السريعة فقط بينما الأماكن التي تقام عليها الفعاليات لا يوجد أي لافتة تدل على ذلك!! وكشفت جولة "الرياض" أن الشباب الأكثر استفادة من الإجازة يصرون على قضائها خارج مدينة الرياض، معللين ذلك من أن المهرجانات أصبحت حكراً على العوائل فقط، مطالبين بأن تكون الرياض ملتقى الشباب، مع توفير العديد من الفعاليات المخصصة لهم سواء الثقافية أو الرياضية. ويرى البعض أن الفعاليات التي تقدمها أمانة الرياض "مكررة" فبمجرد حضور اليوم الأول لا يستدعي حضور باقي الأيام لأنه لا يوجد الجديد إلا في المتنزهات الاستثمارية التي تتطلب دفع مبالغ مادية قد تثقل كاهل العديد من الأسر التي ليس لديها المقدرة على السفر خارج الرياض خلال الإجازة. وقال المواطن عبدالعزيز اليوسفي انه سيقضي إجازة الربيع مع أسرته في المنطقة الشرقية لتغيير "الجو" والاستمتاع بالأجواء البحرية، كونه من عشاق البحر والصيد، مؤكداً على أن قضاء الإجازة خارج الرياض يمنح النشاط ويروح عن النفس لأن فيه انتقال من مكان إلى آخر. ولم يخف اليوسفي أن تردي الأحوال الجوية بالعاصمة هذه الأيام يعد أحد أسباب قضاء الإجازة في المنطقة الشرقية، نظراً لحرارة الجو الرياح المحملة بالأتربة، إضافة إلى عدم وجود أماكن للعوائل مكتملة الخدمات سوى بعض المتنزهات التي تحتاج دفع المبالغ الكبيرة والتي تزداد أسعارها في مثل هذه الأوقات، مطالباً بتوفير أماكن ترفيهية مناسبة للعوائل ولو بمبلغ رمزي بسيط. وأكد عبدالمحسن القشعمي أنه سيقضي إجازته خارج الرياض لزيارة الأهل والأقارب بعيداً عن زحام شوارع العاصمة، مؤكداً على أن المهرجانات في العاصمة لا تقدم الجديد، بل اعتدنا عليها كثيراً، موضحاً أن بعض الأماكن التي خصصت للعوائل ينقصها الكثير من الخدمات الأساسية أولها النظافة والمراقبة على الأسعار. وقال سالم العبيدي ان منزله قريب من أحد الأماكن التي ستقام عليها أغلب الفعاليات وليس لديه دراية بإقامتها لعدم وجود لافتات تدل على أن الفعاليات ستقام على هذه المواقع. وأضاف أن الإجازة مدتها قصيرة لذا يتطلب من الأمانة أن تقدم فعاليات جيدة تتناسب مع الأسر دون تكرار كما هو معتاد من فعاليات. وتخوف مهدي الحيدر من إجازة الطلاب وانعكاسها عليهم سلباً، من خلال تغيير مواعيد النوم، وصعوبة التكيف مع انتظام الدراسة بعد الإجازة، كذلك التخوف من اكتساب الطلاب سلوكيات سلبية في ظل انشغال آبائهم بأعمالهم. ويضيف سعيد العبدلي أن بعض المتنزهات الخاصة قد شرعت في رفع أسعار الدخول خلال الإجازة، نظراً للإقبال الكبير عليها، ولعدم توفر البديل، مؤكداً على أن الإجازة ستجبرهم على دفع مبالغ طائلة من خلال هذه الوسائل الترفيهية الخاصة. أما الشاب علي الجهني أوضح أنه سيقضي الإجازة بالمنطقة الشرقية كونها متنفساً للشباب من ناحية، ووجود البحر والكورنيش وبعض المتنزهات التي ليست حكراً على العوائل، مؤكداً على أن سبب السفر خارج الرياض هو عدم توفر الأماكن المخصصة للشباب والتي تقتصر فقط على المقاهي وبعض الأماكن في الثمامة، مطالباً بأن تكون الرياض ملتقى للشباب وتوفير الفعاليات الرياضية كالراليات والألعاب الأخرى التي تشدهم وتجبرهم على الحضور وعدم السفر. ويضيف طارق البقمي أن الإجازة قصيرة والهدف منها هو راحة العقل، وتغيير جو الدراسة إلى جو المتعة، مشيراً إلى أنه سيقضي الإجازة بالمنطقة الغربية لتوفر المتنزهات والألعاب الترفيهية للشباب، مبيناً أن المجمعات في هذه المناطق غير مخصصة للعوائل فقط بعكس الرياض التي يمنع على الشباب من الاقتراب من أماكن المتنزهات مطالباً أمانة منطقة الرياض والهيئة العليا للسياحة بتوفير أماكن ترفيهية للشباب، وتوفير العديد من الألعاب والنشاطات المخصصة لهم خلال الإجازة. برنامج أمانة الرياض من جهة أخرى أوضح مدير الحدائق وعمارة البيئة بأمانة الرياض الدكتور إبراهيم الدجين أن الأمانة ستقيم بعض الفعاليات التي تنطلق تزامناً مع بداية "إجازة الربيع الأولى" مشيراً إلى أنه سيتم تدشين فعاليات ربيع الرياض بساحة العروض بمنتزه الدوح بغرب الرياض، حيث يتخللها المسرح المفتوح للفنون الشعبية والعرضة النجدية وصالة تزلج ومسابقات القوى والإثارة، إضافة إلى تدشين فعاليات طريق الملك عبدالله من خلال معرض الحدائق وعمارة البيئة ومسرح الطفل والألعاب الهوائية وركن الأصدقاء والحديقة الذكية. وقال إنه سيخصص سينما أطفال وفنون تشكيلية للنساء والأطفال بجامعة الأمير سلطان، كما ستعرض الأمانة مسرحية كويتية وأخرى سعودية بمركز الملك فهد، إضافة للعديد من الأمسيات الشعرية.