لم تختلف وجهات المسافرين السعوديين في إجازة منتصف العام الدراسي الحالي كثيرا عنها في إجازات الربيع الماضية، التي احتلت فيها دبي المرتبة الأولى ما بين الوجهات المرغوبة، فقد تصدرت دبي مجدداً قائمة المدن الأكثر جذباً للسياح السعوديين الراغبين في قضاء الإجازة القصيرة خارج البلاد، حيث بدأ كثيرون في التوافد على مكاتب السفر والسياحة لإجراء الحجوزات النهائية نحو مدينة دبي أكثر المناطق شعبية للعوائل السعودية . وذكر بعض العاملين في عدد من مكاتب السفر والسياحة في جولة ل "الرياض"، أن دبي احتفظت بالحصة الأكبر من حجوزات المسافرين من السياح السعوديين للاستمتاع بعروض مهرجان دبي للتسوق 2008، مؤكدين أن موجة الحجوزات دفعت كثيرا من شركات الطيران إلى زيادة عدد رحلاتها لمواجهة اعداد المسافرين. وتشهد دبي كل عام زيادة ملحوظة في أعداد السياح القادمين إليها من الدول الخليجية، خاصة السعودية، ويتوقع أن يزداد عدد السائحين السعوديين المتوجهين إلى دبي في هذا العام بنحو 20في المائة مقارنة بالعام الماضي بحسب مصادر عاملة في قطاع السفر والسياحة. وتعول دبي على جذب نحو 3.7ملايين زائر لمهرجان التسوق الذي يختتم في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بزيادة نسبتها 15بالمائة مقارنة مع السنوات السابقة، وسط توقعات بزيادة عدد الزائرين السعوديين إلى دبي بأكثر من 500ألف زائر، ما يعني تسجيل مستويات قياسية في إجمالي عدد السيّاح السعوديين .وينظم المهرجان مكتب مهرجان دبي للتسوق التابع لحكومة دبي بالتعاون مع القطاع الخاص تحت شعار "عالم واحد وعائلة واحدة" ويشتمل على العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والمعارض المتخصصة والمؤتمرات. والدورة الأخيرة لمهرجان دبي للتسوق 2006- 2007حققت نتائج فاقت كل التوقعات. حيث تجاوز عدد زوار دبي خلاله أكثر من 3.5ملايين زائر من مختلف أنحاء العالم. مع ارتفاع كبير في عدد الزوار من الدول العربية والخليجية. كما بلغ مجموع إنفاق كافة الزوار خلال 45يوما. فترة تنظيم المهرجان. أكثر من 10.2مليارات درهم، كما ارتفع حجم إنفاق الزوار خلال المهرجان الماضي بنسبة 53بالمائة مقارنة مع مهرجان دبي للتسوق 2005". وقال خالد التهامي مسؤول التسويق في إحدى وكالات السفر والسياحة: "تلقينا العديد من حجوزات السعوديين إلى دبي، الذين يفضلون قضاء إجازاتها القصيرة في دبي والاستمتاع بالأنشطة والفعاليات التي تقام فيها وخصوصا خلال مهرجان دبي للتسوق في دورته الثالثة عشرة .. تحرص شركات السياحة والسفر وبالتنسيق مع الفنادق وشركات الطيران على تقديم عروض سعرية على أسعار الإقامة في الفنادق وتذاكر الطيران وترتيب برامج لزيارة الفعاليات الرئيسية المقامة على هامش مهرجان دبي للتسوق". وتابع التهامي: "إجازة منتصف العام الدراسي الأول ساهمت بشكل مباشر في رفع وتيرة حركة السفر الجوي، والوجهات القريبة مثل دبي استأثرت بنصيب كبير من المسافرين، بفضل توافر الفرص الترفيهية والسياحية والثقافية التي تستقطب المواطنين، مبيناً أن متوسط عدد الليالي التي يقوم السائح السعودي بحجزها في حدود 4أيام. وتقدّر إدارة السياحة والتسويق التجاري في دبي متوسط إنفاق الزائر الواحد بأكثر من 14ألف درهم على التسوق فقط الأمر الذي يجعل من السياحة السعودية سبباً لازدهار خزينة دبي بأكثر من سبعة مليارات درهم، كما توضح بيانات إدارة السياحة أن السيّاح السعوديين لديهم أعلى معدلات الرضى من بين كافة الزائرين لمدينة دبي باعتبارها منطقة رائعة لقضاء إجازة. ولاحظت "الرياض" في جولتها الميدانية، زيادة في طلب الحجوزات إلى دبي تزامناً مع انطلاق فعاليات مهرجان دبي للتسوق، نتيجة أن الأسر السعودية تصنف مدينة دبي بشكل كبير كأحد أفضل الأماكن لقضاء إجازة قصيرة بفضل توجهها للأسرة وكذلك للأمان ولتقديمها عروضاً تسويقية جيدة وإجازات فخمة فضلاً عن قربها من المملكة. وأتفق مسئولين في مكاتب السفر والسياحة تحدثوا إلى "الرياض" في لقاءات متفرقة، على ان دبي تبوأت موقع المقدمة في سلم اهتمام المسافرين السعوديين خلال الإجازة القصيرة التي تستمر لنحو عشرة أيام، وذلك نظرا لتعدد الفعاليات والأنشطة والبرامج الفنية والثقافية والترفيهية ومهرجان التسوق الأضخم في المنطقة . من جانبه قال سالم باسعيد احد مسؤولي المبيعات في مكتب للسفر والسياحة المنتشرة في العاصمة الرياض، ان هناك طلب متزايد وبشكل مكثف وغير طبيعي من قبل المواطنين حاليا على دبي الى جانب الطلب على القاهرة وشرم الشيخ، متوقعاً ان تحقق شركات السياحة والسفر خلال الموسم الحالي وخصوصا خلال فعاليات مهرجان دبي للتسوق بدورته الحالية نموا في أعمالها بنسبة قد تصل إلى 20في المائة مقارنة مع الدورة الماضية للموسم السابق. وأضاف باسعيد: "تمكنت دبي وبفضل سياساتها والتطور العمراني الذي تشهده ان تحتل مكانة سياحية مهمة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبحت جميع فنادقها تعج بالسياح طيلة أيام السنة بشكل لا تختلف مواسمها عن بعضها حيث تنظم الكثير من الفعاليات والبرامج السياحية، موضحاً ان العديد من العائلات السعودية في مثل هذه الأوقات تقصد دبي، وذلك للاستمتاع والاسترخاء بعيدا عن جو الدراسة والعمل وللاستفادة من الحسومات والجوائز الكبيرة التي يقدمها مهرجان دبي للتسوق، خاصة أن دبي تمثل خيارا رئيسيا للسائح الخليجي نظرا لقربها والخدمات المتوفرة فيها خاصة للعائلات. في المقابل، قال سعوديون التقتهم "الرياض" أثناء تواجدهم في مكاتب السفر والسياحة لانهاء حجوزات السفر جواً إلى دبي، ان الأنشطة والفعاليات الكثيرة التي تقام على مدار العام تعد احد عوامل جذب السياح الى دبي، مضيفين: "شهرة مهرجان دبي للتسوق وقلة الفعاليات السياحية داخل المملكة في هذه المواسم تعدّ واحدة من أبرز الأسباب التي تدعوا كثيراً من السعوديين لقضاء إجازة الربيع خارج البلاد". وقال محمد الدبيس الذي ينوي السفر مع أسرته إلى دبي: "التبضع أبرز اهتمامات زيارتنا أنا وأسرتي إلى دبي، حيث يطرح مهرجان دبي للتسوق تخفيضات كبيرة على أسعار كافة السلع تصل إلى أكثر من 70في المائة...إنها فرصة أيضا للاطلاع على كثير من الفعاليات الترفيهية وتغيير الأجواء العائلية". وكانت المديرة التنفيذية لمهرجان دبي للتسوق ليلي سهيل، قد توقعت ان يصل عدد زوار مهرجان دبي للتسوق خلال دورته الثالثة عشرة الى حوالي 3.7ملايين زائر بزيادة نسبتها 15بالمائة مقارنة مع السنوات السابقة، مؤكدةً أن المهرجان الذي ينظم لمدة شهر واحد يشكل موسما قائما بحد ذاته. واوضحت ان فعاليات دورة العام الحالي التي تتجاوز 100فعالية تكتسب طابعا خاصا من ناحية الفائدة والتسلية التي توفرها للجمهور، كما أنها تتميز بعروضها الترويجية المكثفة التي يشارك فيها 4000محل تجاري و 40مركز تسوق منتشرة في مختلف أنحاء الامارة تقدم حسومات مغرية على مختلف أنواع البضائع. ويعتبر نجاح "مهرجان دبي للتسوق" ثمرة التعاون والتنسيق المشترك بين كل من القطاعين العام والخاص، الذي ترك تأثيراً إيجابياً على اقتصاد الإمارة بشكل عام. ويعكس هذا التعاون بين الدوائر الحكومية والشركات الخاصة نجاح "مهرجان دبي للتسوق" في النمو والوصول إلى مصاف المهرجانات العالمية. ولا يزال المهرجان بعد نحو 12عاماً من انطلاقته يشكل عاملاً مهماً من عوامل التطور السياحي والاقتصادي في الامارات، حيث شهدت الإمارات وخلال السنوات السابقة ومنذ انطلاق الحدث في العام 1996، ازدياداً ملحوظاً في أعداد السياح القادمين من مختلف دول العالم وخاصة في موسم المهرجان.ويسهم المهرجان في دعم دبي للوصول إلى هدفها الكبير الرامي إلى استقطاب 15مليون زائر سنوياً مع حلول عام 2010، هذا إلى جانب انتعاش الحركة الاقتصادية بشكل كبير خلال الحدث، والتي تشمل مبيعات قطاع الفنادق وتأجير السيارات ومحلات التجزئة ومراكز التسوق ومحلات الذهب. وأحدث دراسات شركة "ريد ترافيل اكزيبشنز" العالمية المتخصصة بمتابعة النشاط السياحي عبر العالم، أكدت أن سياحة التسوق باتت تعد من أبرز وأنشط المجالات السياحية فى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تتميز جميع العواصم بالحركة التجارية النشطة وتحتضن العديد من المولات التجارية الحديثة والأسواق الشعبية العريقة التى تجتذب اليها الزوار من كل أرجاء العالم. وشددتّ الدراسة أن دبي تستحق لقب عاصمة التسوق والسياحة في الشرق الأوسط، حيث يجد فيها المتسوقون والسياح فرصا عديدة لاظهار مهاراتهم فى التسوق وملء أكياسهم بالبضائع، موضحةً ان دولة الامارات العربية المتحدة تعد من الدول الرائدة التي تعمل على مواكبة تنوع السياحة وخصوصا في مجال سياحة التسوق.