مشاهد ثقافية في حضرة الكتاب.. عندما تلتقي ثقافات المجتمعات ومعارفها، عبر مناسبة تتنافس في حضور واحد يمثله "الكتاب" ويتبارى في التنافس فيه وعليه المؤلف.. والناشر.. والقارئ.. ستجد نفسك أمام الكثير من المشاهد الثقافية التي تثير الكثير من الأسئلة حينا.. والتساؤلات حينا آخر.. مشاهد لك أن تطل عليها من شرفات مختلفة في "معرض الرياض الدولي للكتاب" من دورة إلى أخرى.. تتبع الفروق.. وترصد المشاهد من زوايا عدة. أرقام النجاح.. تتواصل أكثر من 2 مليون و400 ألف و126 زائرا لمعرض الرياض الدولي لدورته المنصرمة 2013م بمشاركات من 32 دولة عربية وأجنبية، مثلها 970 داراً وجهة.. قدمت ما يزيد على 250 ألف عنوان ورقي، وأكثر من 1200000 عنوان إلكتروني، إذا جاءت هذه الأرقام المتزايدة في عدد دور النشر والعناوين والزوار نتيجة لما سعت إليه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالتها للشؤون الثقافية، التي حرصت خلال هذه الدورة أن توجد حلا ولو جزئيا لإشكالية المساحة، من خلال إضافة الصالة رقم (5) التي استوعبت 105 دور نشر، بينما جاءت المساحة المخصصة ل "ضيف الشرف" بنحو 130 مترا مربعا تضم حوالي 1000 عنوان، وبمشاركة 12 دارًا مغربية. إحدى فعاليات الإيوان الثقافي الجهات الأمنية.. تكاملية النجاح تميزت الأجهزة الأمنية المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب في هذه الدورة، في إدارة دفة هذه التظاهرة الثقافية "أمنيا" بنجاح متميز. وقد جاء تميز الجهات الأمنية المختلفة في تكاملية هذه الجهات فيما بينها من جانب، ومع الأجهزة الحكومية الأخرى من جانب آخر.. في صورة تميزت تكامليتها بحسن المشاركة الفاعلة في إدارة هذه التظاهرة الوطنية الثقافية، في ظل الإقبال الكبير الذي شهدته هذه الدورة للمعرض، أمام محدودية المكان الذي جعل مختلف الجهات الأمنية المشاركة في حالة تعامل مع "ذروة" جماهيرية طيلة ايام المعرض صباح مساء. صحبة العناوين.. أنست صحبة الأطفال! خلال أيام معرض الرياض الدولي للكتاب، منذ اليوم الأول لانطلاقته لا يكاد يمر يوم دون أن تسمع إعلانا أو أكثر عن طفل استطاع عشق الكتاب وحضوره أن ينسي أفراد الأسرة أن أحد الأطفال لم يعد بصحبتهم في خضم صحبة العناوين. إن واقع الإقبال الكبير على معرض الرياض الدولي للكتاب من دورة إلى أخرى جعلته وجهة موسمية ثقافية لمختلف أفراد الأسرة باختلاف ميولهم واهتماماتهم المعرفية، الأمر الذي جعل العديد من الأسر تدخل في حالة اشبه بالشغف الى عناوين الكتب وتصفحها، ومن ثم الانتقال من جناح إلى آخر، دون الانتباه إلى أن السير في صحبة العناوين انسى أفراد الأسرة السير بصحبة جميع أطفالها. الكتاب الورقي.. ما يزال الحضور له لم يكن حضور أكثر من 1200000 عنوان إلكتروني، مقابل 250000 كتاب ورقي، كفيل بأن يخطف وهج الكتاب الورقي، إذ ظل الإقبال المتزايد خلال أيام المعرض للبحث عن العناوين الورقية، الأمر الذي يجسد واقع اهتمام القراء بالورقي في ظل الكثير من المقولات التي تشير إلى شيوع القارئ "الرقمي" ومع ما يعقد من مقارنات بين الكتابين الورقي والإلكتروني، إلى جانب سمات كل منها في ظل شيوع الاستخدمات المتنامية يوما بعد آخر لشبكة الإنترنت.. كل تلك المفارقات "المقارنة" بين الوعائين التي يتأخر فيها الورقي بكثير عن نظيره الإلكتروني، إلا أن الواقع ما يزال يؤكد ما يحظى به الكتاب الورقي من شيوع تؤكدها معارض الكتاب عربيا ودوليا. قناة المعرض.. إطلالة على الفعاليات ضمن جديد معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2013م عطفا على ما سعت إليه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وضعت "قناة ثقافية" تقوم ببث الندوات المصاحبة المقامة على هامش المعرض ضمن فعاليات البرنامج الثقافي، والتي يتم من خلال عرضها عبر عدة شاشات كبيرة في قاعات العرض الرئيسية، والتي نقلت للزوار فعاليات البرنامج، إلى جانب لقاءات استديوهات المعرض. لقد جعلت القناة الثقافية الخاصة بالمعرض الزوار على تواصل بندوات البرنامج، الأمر الذي جعل من القناة، وسيلة سريعة حظيت بمتابعة المهتمين بموضوعات البرنامج الثقافي، من خلال تواجدهم في أروقة المعرض، ومن ثم التوجه إلى قاعة المؤتمرات فور ابتداء الندوات، مما سهل عليهم التواجد في الوقت المناسب لبدء الندوات، والتعرف على المشاركين فيها. المعرض شهد اقبالاً منقطع النظير الضوء.. السباق لرصد لحظة لم يعد معرض الرياض الدولي للكتاب، تظاهرة ثقافية تقف عند حد عرض الكتب، عبر ديناميكية تستلزم حضورا كبيرا ليناظرها في المقبل مبيعات ضخمة في عملية إطرادية، إذ أن المعرض تحول - ايضا - إلى وجهة أشبه ما تكون بالسياحة الثقافية، والتنزه عقليا بين عشرات الآلاف من العناوين، الأمر الذي صحب ثقافة حب الاطلاع والتجوال مع الكتب، شيوع ظاهرة "التصوير الضوئي" من الرجال والنساء من مختلف الفئات العمرية، الذين أصبحوا يلاحقون لحظة ضوء هنا.. أو يرصدون لحظة أخرى هناك بين الكتب ومعها.. عبر أروقة المعرض ومنصاته وأجنحته المختلفة.. الأمر الذي جعل من المعرض موسما ضوئيا ثقافيا؟ الرجل الآلي.. هل سمعتموه؟! منذ الساعة الأولى لانطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وعلى مدار ساعات عمل المعرض، ظل هذا الرجل الآلي يطلق ترحيب البشاشة والسرور دون كلل أو ملل. وقف هذا الرجل الآلي طيلة عشرة أيام مرحبا بالجمهور قائلا "مرحبا بكم في معرض الرياض الدولي للكتاب.. الثقافة حوار.. وسلوك" إذ كان إلى جانب عبارات الترحيب يردد الشعار الذي تم اختياره للمعرض في هذه الدورة 2013م والتي جاءت تحت شعار" الثقافة.. حوار.. وسلوك" لقد استطاع هذه الرجل أن يرحب بزوار المعرض بشاشة وب "الدلة" التي تدل على حسن الضيافة والكرم وروح الأصالة، متجاوزا أكثر من 56400 ترحيبا بزوار المعرض.. الذين احتفى بهم خلال مرورهم بالممر الرئيس للمعرض، وأمام إحدى بوابات المعرض الرئيسة.. والسؤال: كم منا استوعب العبارة التي كان يردده الرجل الالي طيلة ساعات المعرض: الحوار.. ثقافة وسلوك؟ الطالبات والطلاب.. تنشئة ثقافية تظل التربية والتعليم في حياة الأمم والشعوب، هما الوجهان لعملة "التنشئة" مما جعل من العديد من المدارس تحرص على أن يزور مجموعة من طالباتها وطلابها معرض الرياض الدولي للكتاب، إلا أن هذه الدورة للمعرض شهدت إقبال طالبات المدارس بشكل يفوق بكثير زيارات الطلاب. لقد أصبح معرض الكتاب موسما ثقافيا تترقبه الكثير من مدارس التعليم العام للبنين والبنات.. الأمر الذي يتطلب تعزيز غرس حب القراءة، وعشق الكتاب وزيارة مصادر المعرفة من معارض الكتب، والمكتبات العامة، والمراكز الحضارية والثقافية وخاصة في ظل المواسم الثقافية والبرامجية التي تقدمها. الإيوان الثقافي.. مساحة أخرى للحوار مجالات ادبية وإبداعية مختلفة في الشعر والنثر..إلى جانب مستجدات المشهد الثقافي والفكري محليا وعربيا.. يأتي تناولها في حوار مفتوح عبر امسيات "الإيوان الثقافي" الذي تحرص وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، أن يضاف إلى الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب. لقد تميز "الإيوان الثقافي" عبر دورات الماضية وصولا إلى دورة المعرض المنصرمة بالإقبال على أمسياته التي أخذت إلى جانب طرح المستجدات، استضافة معالي نائب وزير الثقافة والإعلام في كل دورة، إلى جانب امسية يلتقي فيها وكيل الوزارة لشؤون الثقافية الشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب، ومدير المعرض بالمثقفين والضيوف المدعوين، إضافة إلى استضافة عدد من ضيوف الشرف، مما اوجد هوية برامجية للإيوان الثقافي. مشاهد ضوئية.. من معرض الكتاب المساحة.. الحلول الجزئية لا تكفي! تذكرنا المساحة بما قالته العرب "ما يوم حليمة بسر" إذ كانت في الدورات الماضية للعرض محل دراسة للبحث عن حلول من خلال صالات المعرض حينا، ومن خلال عدم إقامة أجنحة الجهات الحكومية داخل صالة العرض الرئيسة. وفي هذا العام قامت الوزارة بحل جزء "بسيط" من مشكلة المساحة، وذلك من خلال إضافة الصالة رقم (5) لتكون مساندة للصالة الرئيسة، ومع أنها استوعبت 105 ناشرين ليستوعب المعرض 970 دار نشر، من أصل 1500 دار تقدمت لطلب المشاركة، الأمر الذي يؤكد بأن الحلول الجزئية لم تعد كافية، وبأن المساحة ما تزال تقف عائقا أمام مشاركة ما يزيد على 500 ناشر.. أمام تزايد الناشرين المحليين من جانب، والإقبال من الناشرين العرب ودور النشر الأجنبية من جانب آخر. ما بعد معرض الكتاب.. حرصت وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، أن يستمر معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية حتى الدورة القادمة 2014م وذلك من خلال توظيف التقنية التي استثمرتها في العديد من جوانب هذه التظاهرة الثقافية، إذ يتيح موقع المعرض "الإلكتروني" استعراض منشورات الدور المشاركة في المعرض للدورة المنصرمة، وذلك للبحث عن العناوين التي يبحث عنها القراء، ومن ثم التواصل الكترونيا مع الناشر، للحصول على الكتاب بالسعر نفسه.. الأمر الذي يسهل الحصول على العناوين التي لم يتمكن زوار المعرض من الحصول عليها، لنفادها، أو لعدم التمكن من زيارة المعرض. الأسعار.. وحجر الزاوية ظلت الأسعار أحد الموضوعات الأكثر حضورا طيلة أيام المعرض، إذ يرى شريحة من زوار المعرض بأن العديد من دور النشر قاربت 170 دارا استخدمت "الباركود" خلال الدورة المنصرمة، بينما ظل العديد من الدور وخاصة المبالغة في الأسعار بعيدة عن توظيف هذه التقنية رغم أن تكاليفها تعد رمزية، وتطبيقاتها السهلة.. مما جعل الشكوى من ارتفاع الأسعار ما تزال مصاحبة لدورات المعرض حتى ادورته المنصرمة.. الأمر الذي ربما أقام الكثيرين بناء هذا الحكم على تعميمه لمجرد تناقله عن قلة من الدور.. مما يجعل من هذا التطبيق في الدورة القادمة أمر شبه محسوما فيما هيأته الوزارة خلال هذه الفترة من تأكيد على استخدام تقنية "الباركود" في دورة المعرض القادمة. الدراسات المسحية.. التخطيط للمستقبل خطت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية خلال دورة المعرض المنصرمة بتنفيذ دراسة مسحية خصصتها عن "اتجاهات القراءة" الامر الذي يجعل من معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية يجب استثمارها في العديد من الدراسات المسحية في المجالات الثقافية المختلفة، عدا الإقبال الجماهيري الكبير الذي يشهده المعرض. إن استثمار المعرض في التعرف على اتجاهات الجمهور يجعل من العينة الممثلة للدرسة "كما" و"نوعا" من شأنه أن يكشف عن نتائج علمية دقيقة بعيدة عن التكهنات ومجرد الحدس المبني على الانطباعات الشخصية، مما يجعل من الدراسات المسحية "أداة" بناء ستسهم بدورها في الارتقاء بمسيرة المعرض من دورة إلى أخرى بوجه خاص، ويستنير بتوصياتها مشهدنا الثقافي عامة. الشغف بالكتاب.. يصرف الانتباه عن الأطفال الرجل الآلي.. الحوار ثقافة وسلوك زيارات الطالبات.. فاقت عدد الطلاب تجربة ناجحة.. لقناة المعرض