لا يختلف اثنان على تاريخ النصر وأمجاده وسجله الحافل فهو أحد كبار الأندية السعودية وله حضوره الرياضي الدائم فجميع مقومات النجاح نظريا متوفرة فهو محور مهم في الإعلام ويملك قاعدة جماهيرية كبيرة وينتمي له عدد من أعضاء الشرف الداعمين وفيه مجموعة جيدة من اللاعبين وإدارة شابة طموحة ذات فكر مستنير ويملك امكانيات مادية وكوادر بشرية ومنشآت نموذجية، ولكن ربما يختلف الكثير في وضع الفريق في الفترة الأخيرة وابتعاده عن البطولات فمهما تنوعت وتعددت الأسباب فالمحصلة النهائية واحدة إفلاس وفشل وخروج من جميع المسابقات واستمرار خيبة الأمل فهناك سر وراء هذه النكسة أعتقد أن مصدره داخل البيت النصراوي. لقد جاء فيصل بن تركي رئيسا للنصر وهو واثق إلى حد كبير من النجاح وأعلن ذلك صراحة بأنه سيقود الفريق إلى أمجاد جديدة وسيجعل من الفريق قوة ضاربة وسط احتفال من أنصار الفريق العاشقة وكان هناك اندفاع قوي واستعجال غير مبرر في الكثير من القرارات وافتقاد للخبرة والمساندة في ساحة رياضية مليئة بالصراعات والمفاجآت مما زاد من العشوائية والتخبطات وزيادة الضغوط ظهرت معها العديد من المشاكل حيث لم تكن هناك سيطرة كاملة واحتواء للنادي ولعل تفاقم حالات الإصابات وظهور أكثر من حالة لتعاطي المنشطات ومشاكل العديد من اللاعبين على أكثر من صعيد وكثرة البيانات والتصريحات وابتعاد بعض أعضاء الشرف وقلة الدعم جعل النصر يدفع ضريبتها باستمرار المعاناة .هنا لا أريد هنا أن أبحث عن أسباب الإخفاقات ولكني أؤكد بان الفترة التي قضاها فيصل بن تركي رئيسا للنادي أكسبته الكثير من الخبرة وأصبح الآن أكثر من أي وقت مضى قادرا على قيادة الفريق إلى مرحلة جديدة فنلاحظ التغير الواضح في النهج والسياسة وطريقة التعامل وضبط النفس والتي انعكست على الفريق وزادت من هيبته، ولعل نجاحه مع مدربه الجديد في تقديم مستويات جيدة مع عودة بعض أعضاء الشرف وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة التي قدمت نفسها بصورة رائعة والتعاقد مع لاعبين أجانب بمستوى يخدم الفريق ووصول النصر إلى أكثر من نهائي وقبل ذلك عودة الروح وتحسن نتائج الفرق السنية دلائل ومؤشرات بأن هناك قادم جميل ومفاجآت ستسر محبيه ولأن النجاح في الرياضة تحديدا يقاس بالانتصارات والبطولات فاعتقد بان النصر مهما قدم من عمل فهو بحاجه ماسة لبطولة قوية قد تكون مفترق طرق وبداية لحقبة جديدة من الإنجازات، فهل يكون فيصل بن تركي رجل المرحلة الذهبية الجديدة في تاريخ النصر. *الرياض