المشاركات السعودية الخارجية خليجيًا وعربيًا وآسيويًا محط أنظار النقاد والمتابعين خارجيًا، ومن هذا المنطلق يجب أن نكون مثالًا رائعًا في إعادة الكرة السعودية لموقعها الحقيقي من خلال تظافر الجهود من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، واتحاد كرة القدم والإعلام والجماهير والشركات الراعية والداعمين والتجرد من الميول من خلال الحضور لمدرجات الملاعب للفرق السعودية المشاركة في هذه البطولات دون تفرقة بأن هذا كبير وذاك صغير لأنها تمثل كيانا واحدا لملحمة وطنية واحدة لبلاد غالية. الارقام لاتكذب التاريخ والأرقام الصعبة يؤكدان أن الهلال هو البطل الحقيقي لكأس ولي العهد، ليس هذا الموسم فحسب بل منذ انطلاقة هذه البطولة حتى الآن إذ حصل على النصيب الأكبر من الصعود لمنصات التتويج واستحق بكل جدارة أن يكون الفريق الأكثر بريقا في المسابقة التي فتحت ذراعيها لمعانقته عناقا حارا للمرة السادسة على التوالي في يوم استثنائي للكرة السعودية التي لم يكن غريبا عليها أن يكون الهلال زعيما لها في حضرة البطولات الذهبية فهو في هذه البطولة الغالية خاض اللقاء أمام غريمه التقليدي النصر المتجدد بمستواه بوجود المدرب كارينو، هذا التجدد الذي جعل الكثيرين يهدون البطولة له متناسين السطوة الزرقاء في هكذا مناسبات خصوصا التي يحضر فيها الذهب الأصيل وكان رده في الميدان ممتعا وجميلا واستثنائيا من خلال المستوى المتصاعد للكوكبة الشابة للاعبين، هذا المستوى المغلف بالفكر الإداري الرائع والصامت في مجابهة الكثير من الانتقادات بمختلف أشكالها في سبيل النيل منه شخصيا ومن كيانه الشامخ. ما يميز الهلال في هذه البطولة هو النجاح الفني للمدرب زلاتكو الذي حصد البطولة الغالية في سجله التدريبي بذكائه الفائق والحد من خطورة الفريق المنافس المتمثلة في الجهة اليسرى، وإعادة توهج موهوب الكرة السعودية اللاعب الفذ والخلوق محمد الشلهوب الذي يثبت لنا يوما بعد يوم أنه عملة نادرة تحدث الفارق متى ما وجد الفرصة داخل الميدان بعيدا عن التذمر والمكابرة واحترام الآراء الفنية التي مرت على تدريب الفريق ليضرب لنا مثالا رائعا للاعب الذي يمثل الاحتراف الحقيقي. الهلال في هذا النهائي لم يكن رائعًا في الملعب فحسب كما عودنا، بل كان رائعا في كل شيء من خلال نجاحه في تهيئة اللاعبين وإعدادهم وإبعادهم عن الشد العصبي والإعلامي، وجعل كيانه محط أنظار النقاد والمتابعين بما فيهم الإعلام المحلي والخارجي وأعطى للبطولة مذاقًا جميلًا عنوانها "الزعيم" المفخرة لجماهيره.