رغم ضعف -حتى الآن- خطوط سكك الحديد واستقلالية شركة «سار» الخاصة بسكك الحديد إلا أن المؤسسة لا تتعايش مع الواقع.. ورغم الخط الوحيد الذي يربط بين المنطقة الشرقية والرياض إلا أننا نجد شكوى لا تتوقف ولا تنتهي عن سكة الحديد في النقل.. ونحن رأينا الحوادث المميتة ورأينا «سخونة» القطارات الأسبانية والتي كانت الصيف الماضي ولا نعرف ماذا حل بها وأين توقف التحقيق وماذا عمل به؟ لا أجد لها مبررا واحدا رغم مبررات «السكة الحديد» وإلقاء اللوم على المقاول وآخره مشروع النصف مليار الذي أعلنته «هيئة مكافحة الفساد» والذي تعلق بالإشارات وشروط السلامة وهي أساس مهم بالنقل ووقع العقد منذ 1426 هجرية وإلى اليوم لم ير النور.، ماذا يحدث؟ ونتحدث عن شروط السلامة التي هي أساس مهم في النقل وتعطلت خمس سنوات ولليوم والسبب من «المقاول» كما تقول المؤسسة ونسأل السؤال من «أهّل» هذا المقاول؟ من وقع معه؟ ولماذا تم اختيارة رغم تعثره المستمر ورغم كل الغرامات؟ إذاً نفتح ملف «الترسية» نفسه والمناقصة لماذا منح هذا المقاول واستمر خمس سنوات؟ وملف الموانئ المتعثر والتعطيل والتكدس الكبير الذي حدث بالصيف واستمر لما بعد رمضان والحج ولم تنته المشكلة جذرياً لليوم ماذا تعمل مؤسسة السكة الحديد رغم أن كل عملها لا يعتبر ضخماً ولا متشعباً ولا يحمل كثيراً من الصعوبات أو إدارتها وهذا يفسر لنا أن هناك مشكلة بمن يمنح العقود والمناقصات والمقاولة للشركات فهي تتعثر ولا تنتهي وهذا مشاهد، ووصلت الآن لهم «مكافحة الفساد» إذاً كيف يمكن في المستقبل أن تدير شبكة قطارات وعقود شراء قطارات ومسارات وشروط سلامة وإدارة وغيره من التفاصيل الكبيرة التي لا تنتهي، ماذا ستفعل مؤسسة السكة الحديد وهي التي تتبع وزارة النقل التي فشلت في بناء مستقبل النقل بالمملكة لعقود من الزمن وأصبحنا الدولة الوحيدة في العالم بدون أن نبالغ بدون نقل عام؟ وزارة النقل تغرد خارج سرب الواقع الذي نعيشه والمجتمع والبلاد، وهي ليست قصورا مالياً ولا نقصاً أبداً كل ما يحدث بسبب «الإدارة» و»امتلاك الرؤية المستقبلية» هذا بالمحصلة النهاية غير موجود ولكن السؤال هل وزارة النقل ومؤسسة السكة الحديد تعلمان أنهما لا تقدمان ما يوازي الدعم الحكومي الذي تحصلان عليه؟ وتعلمان أن البلاد في أزمة الحاجة لنقل عام شامل وكامل وأن تنفذا كل المشاريع بوقتها؟ لا أجد هذا مُشاهد حقيقة أمامي.. وزارة النقل وسكة الحديد نجدهما في عالم آخر إلا عالم الإنجاز والعمل بكفاءة توازي ما تحظيان به من دعم حكومة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. فأين أنتما يا وزارة النقل وسكة الحديد؟