قد تكون مؤسسة سكة الحديد من أقدم المؤسسات الحكومية لدينا وبدايتها بين المنطقة الشرقيةوالرياض أي منذ الستينيات الهجرية وكان ميناء الدمام هو المنفذ الوحيد من الشرق لوصول البضائع، وبعد ارتفاع مستويات الشحن من الدمام للرياض تم تأسيس "الميناء الجاف" في عام 1401 والهدف الأساسي هو تسهيل وتسريع وصول البضائع من الميناء الشرقي إلى الرياض ويبلغ طول الخط 556 كيلومتراً مع التفرعات له، يبدأ من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام لينتهي في الرياض، مروراً بالأحساء وبقيق والخرج وحرض والتوضحية والتركيز الأكبر في نقل البضائع. ولا توجد خطوط سكة حديدة أخرى تحت مسؤولية السكة الحديدة وهي أيضا المشغل للموانئ من خلال مقاولين تتم الترسية عليهم . شركة "سار" التي تتولى الآن مشاريع سكة الحديدة الجديدة هي بمعزل عن المؤسسة العامة لسكة الحديد، وهذا يعني أن مسؤوليات المؤسسة ليست كبيرة ولا متشعبة ولا تشكل أعباء كبيرة، مما يضعها أمام تحديات محدودة وعمل يمكن السيطرة علية والتركيز بنسبة عالية جدا مما يعني خدمات عالية ودقيقة وعلى أعلى المستويات، هذا ما يمكن قولة بمنطق واضح من خلال محدودية الأعمال التي تشرف عليها . لكن الواقع ماذا يقول ؟؟ الآن يلاحظ كثرة الشكاوي، والتذمر الذي أصبح على السطح مما يحدث " بالميناء الجاف بالرياض " حيث التكدس للبضائع، ونشر تقرير بهذه الصحيفة عن ذلك، ولا علاقة هنا لوزارة التجارة أو الجمارك ؟ بل المقاول الذي يتواجد بالميناء والذي تم ترسية المشروع علية بعد المقاول السابق، أصبح الآن التأخير كبيراً ولا يقبل به ويبدو أنها ستطول الأزمة، رغم أن الخدمات ليست مجانية بل برسوم تدفع من التجار وتأخر البضائع والإفساح لها يزيد من تكلفتها بسبب الأرضيات والغرامات التي ليس للتاجر علاقة بها من قريب أو بعيد فأين مؤسسة سكة الحديد من كل ذلك؟. الواجب حل مشكلة التكدس والتأخر في الميناء الجاف بالرياض وهذا عمل المؤسسة ؟؟ لا أجد أي مبررات لكل هذا التأخير إذ يجب أن يكون المقاول المسؤول عن تشغيل الميناء على أعلى المستويات كفاءة وإدارة وسرعة إنجاز، فعامل الوقت والسرعة والكفاءة هو التحدي الأساسي للمقاول لا غيرة ولكن الواقع يقول أننا نبحث عن دور مؤسسة السكة الحديدة ماذا تفعل حيال كل ما يحدث بميناء الرياض الجاف؟.