مؤسسة السكة الحديد تشتكي الآن من أصولها التي تعتبر قديمة وليست ذات قيمة، وأن الزمن مر عليها واصبحت من الماضي الذي لا قيمة محاسبية لها، وأنها رفعت لوزارة المالية، لكن طلباتها لا تنفذ او ترفض او غيره من الأسباب، ولا أعرف مبررات رفض وزارة المالية حتى نسمع منها، لكن مؤسسة سكة الحديد الآن تحدثت. والسؤال: أين كان هذا الحديث سابقا ؟ لماذا سكتت المؤسسة سنوات وسنوات، لماذا لم تطرح فكرة التمويل من القطاع الخاص، إصدار سندات، عشرات الحلول يمكن وضعها، الرفع للمقام السامي ومجلس الوزراء وهو المرجعية المباشرة لها، الحلول دائما ليست في العائق المالي بقدر ما هي في الإدارة والتخطيط للمستقبل وهذه هي المعضلة الأساسية لدينا لا أشك بها. حين نفصل عمل المؤسسة السكة الحديدة ، وهي تشغيل ميناء الدمام والميناء الجاف بالرياض، فنحن نعرف الأزمة التي وقعنا بها منذ اشهر، فهل هذا له علاقة بالقطار وسكة الحديد، أم في اختيار المشغل المقاول وكيفية إبرام العقود؟ أو لوزارة المالية علاقة؟ ابدا، العلاقة بكاملها لدى مؤسسة سكة الحديد، فما هي الأسباب والمبررات، وهي عصب الحياة التجارية للرياض والمملكة ككل، فماذا يحدث بالمؤسسة بما يخص الميناء ونحن نشهد ما يحدث بتحقيقات وصور وخسائر كبيرة تتم الآن.. من المسؤول؟؟. اليس من المفترض أن تضيف سكة الحديد أموالا ودخلا لها من خلال نقل الحاويات ومن المشغل للميناء؟؟ لكن ذلك لم يحدث، أما القطار الوحيد فنعيش أزمة كبيرة معه إما بخلل أو عدم انتظام، والآن انقلاب للقطار بكامله، بالاضافة الى مشكلة القطارات الأسبانية التي «سخنت « قبل أن تشتغل وتعمل، وبلادنا معروفة بطقسها وأجوائها، فهل يمكن أن تبرم عقوداً ونحن لا نعرف ماهي حاجتنا الفعلية من القطارات؟. المؤسسة مطلوب منها الكثير، وهي مهمه وحساسة، ونطاق عملها محدود وواضح ، ومؤسسة مستقلة، لكن لا زالت بعيدة عن الأهداف المطلوب منها أن تحققها، سواء في الموانئ وخاصة الجاف أو القطار وحركة النقل أو عقود الترسية للمشاريع، لم نلمس على الواقع عمل المؤسسة باحتراف ومهنية عالية، وإلا ما شدهنا هذه الحوادث السريعة المتعاقبة بسرعة كبيرة. نحتاج عمل نقلة في اداء المؤسسة لمواكبة للحراك الاقتصادي في بلادنا.