أظهر تقرير نفطي صدر حديثا عن وكالة الطاقة الامريكية تراجع الاحتياطيات النفطية بالعالم خلال العام الماضي بمقدار 3 مليارات برميل ليصل إلى 1.35 تريليون برميل متراجعا من 1.38 تريليون خلال عام 2010 نتيجة إلى تراجع الاستكشافات النفطية من قبل شركات البترول العالمية بسبب تبعات الازمة المالية التي أثرت على البرامج التطويرية لأعمال بعض الشركات بالإضافة إلى الاشتراطات البيئية التي تفرض على هذه الشركات بعد عدد من الحوادث البيئة التي أثرت على السجل البيئي لكثير منها. وقال التقرير: تراجع الاحتياطيات لا يعني نضوب النفط من باطن الأرض بل ان هناك الكثير من الثروات النفطية التي تقبع في أديم الأرض بمختلف بلدان العالم إلا أن معظم هذه الثروات تحتاج إلى تقنية متقدمة لجعلها مجدية اقتصاديا وجلبها للاستفادة منها في دعم الصناعات الحديثة، مشيرا إلى أن هناك ثروات زيت السجيل التي تتطلب تكاليف باهظة لاستخراجها لتساهم في رفد إمدادات الوقود الاحفوري الذي يظل المصدر الاساسي للطاقة بالعالم. وتبرز المملكة كثاني أكبر بلد بالعالم يمتلك احتياطيات نفطية تقدر بحوالي 264.5 مليار برميل ويتميز النفط السعودي بأن تكاليف استخراجه رخيصة ما حقق له التفوق في محك المنافسة العالمية، كما أن المملكة تمتلك أكبر طاقة إنتاجية تصل إلى 12,5 مليون برميل يوميا ما مكنها من الاحتفاظ بطاقة إنتاجية فائضة تصل إلى 3 ملايين برميل يوميا، الامر الذي جعلها محط أنظار العالم بشأن توفير الامدادات النفطية في حالة تعرض السوق النفطية لشح نتيجة لأي عراقيل في انسياب النفط الخام إلى مواقع الاستهلاك. وتتركز نسبة 54.3% او ما يصل إلى 733 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام بالعالم بمنطقة الشرق الاوسط جل هذه النسبة بمنطقة الخليج العربي الذي يحظى بمكانة كبيرة بمشهد الاقتصاد العالمي، بينما نسبة 17.3% تقبع في أرض أمريكا الوسطى والجنوبية وتبرز فنزويلا كأكبر بلد يمتلك احتياطيات تصل إلى حوالي 296 مليار برميل، بيد أن إنتاجها النفطي ما برح يراوح في حدود 2.85 مليون برميل يوميا. وتظل «أوبك» تحتل ناصية دول العالم في الاحتياطيات النفطية بنسبة تفوق 81% مرتفعة من 79.6% خلال عام 2009م نتيجة إلى عدم تأثر معظم البلدان الاعضاء بالمنظمة بتبعات الازمة المالية التي عرقلت كثير من المشاريع التنموية في جل الدول الصناعية. وظل تذبذب أسعار النفط وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لحالة الاقتصاد العالمي ومدى تخطيه للأزمة المالية يلعب دورا قويا في الضغط على المشاريع النفطية في كثير من دول العالم حيث أن كثيرا من الشركات النفطية تراقب انقشاع الأزمة بصورة جلية حتى تتمكن من التخطيط لمشاريع في مناطق واعدة بالنفط الخام، غير أن هذه العوامل بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار التي تسود بعض الاقطار طفقت تكبح من النظرات التطلعية للمخططين في هذه الشركات، سيما وأن المشاريع النفطية تتطلب مبالغ تقدر بمليارات الدولارات ونسبة المخاطرة بها عالية جدا ما يحول دون عمليات التمويل لهذه المشاريع. وفي شأن ذي صلة ارتفعت أسعار النفط في مستهل التداولات الصباحية ليوم أمس الجمعة بعد يومين من الهبوط في ظل أنباء عن وجود مصاعب في سوق البنزين في الولاياتالمتحدة خلال ذروة موسم القيادة في الصيف و استمرار المخاوف حيال تعطل الامدادات في الشرق الاوسط حيث صعد خام برنت إلى 124.20 دولارا للبرميل فيما ارتفع خام ناميكس إلى 103.25 دولارات للبرميل.