تأرجحت أسعار النفط في مستهل تعاملاتها ليوم أمس الجمعة قرب 111 دولاراً للبرميل لخام برنت في مختلف البورصات العالمية متأثرة بعدد من العوامل التي كان من أهمها الافتقار إلى الشفافية في المعلومات النفطية فيما يتعلق بحجم الطلب الحقيقي على النفط الخام وكذلك كميات النفط الخام التي تنتجها الدول المنتجة ما أوجد ضبابية تغلف الخارطة النفطية والتي ترشد المخططين لرسم مسار واضح لحجم الطلب والإمدادات على الوقود في العالم، ما يسهل قراءة مستقبل أسعار النفط ويساعد المستثمرين على توجيه استثماراتهم وفق استراتيجيات واضحة المعالم الاقتصادية. وذهب معظم المحللين النفطيين إلى أن السوق النفطية تتأثر حاليا بعوامل نفسية المضاربين في عقود النفط وليس عوامل أساسية تتعلق بحجم الطلب والإمدادات ما جعلها تتأرجح بصورة قوية عكست ارتباكا للمخططين لمشاريع الطاقة وخاصة فيما يتعلق بمشاريع الصناعات البترولية الأولية والتحويلية التي تكلف مليارات الدولارات وتتطلب ميزانيات كبيرة تعتمد على عائدات النفط، حيث أشارت نشرة "أويل فويس" إلى أن حجم المشاريع البترولية في الدول النفطية تراجعت بصورة ملحوظة منذ عام 2008م بنسبة تفوق 30% نتيجة إلى الارتباك الذين يحيق بمستقبل النمو الاقتصادي وكذلك عدم وجود رؤية واضحة لحجم الطلب على النفط. من جانبها توقعت "أويل موفمنت" أن يؤدي تباطؤ الطلب على النفط إلى ضعف حركة نقل البترول الخام خلال الربع الرابع من هذا العام بنسبة 15% وخاصة بالنسبة لناقلات النفط العملاقة ما أثر على أسعار النقل التي شهدت تراجعا ملحوظا ساهم في التقليل من ضغوط شركات التأمين التي كانت تنوي رفع رسوم التأمين في ظل التوترات الأمنية قرب المضايق البحرية التي تمرر النفط من مكامن النفط في منطقة الشرق الأوسط. وقالت أن بعض الدول النفطية من دول الأوبك تنتج أكثر من حصصها المقررة ما رفع إنتاج المنظمة إلى أكثر من 31 مليون برميل يوميا فيما الطلب على نفط الأوبك لا يتعدى 29.5 مليون برميل يوميا. وذكرت "إنيرجي مونتر" أن المملكة تلعب دورا محوريا في استقرار السوق النفطية لكونها تنتج حوالي 10 ملايين برميل يوميا، كما أنها تمتلك طاقة فائضة تزيد على 2.5 مليون برميل يوميا وهو ما يضمن عدم تعرض الأسواق إلى شح في الإمدادات يرفع الأسعار إلى مستويات قد تضر بنمو الاقتصاد العالمي. إلى ذلك توقعت الأوبك أن ينخفض نمو الطلب على النفط خلال العام القادم 2013م بنسبة 20% ما يبقي أسعار النفط بمستوى 90 دولاراً للبرميل لخام ناميكس القياسي وبمستوى 110 دولارات للبرميل لخام برنت طيلة العام وهو ما يبدد التنبؤات بأن تصل أسعار ناميكس إلى 100 دولار للبرميل خلال النصف الأول من العام القادم الأمر الذي دفع المضاربين إلى شراء عقود أكتوبر بأسعار تقل عن 92 دولاراً للبرميل لخام ناميكس وسط التداولات ليوم أمس الجمعة. وعلى الرغم من صعود خام برنت وسط التداولات الأوروبية أمس إلى 111.20 دولاراً للبرميل وناميكس إلى 93 دولاراً للبرميل، إلا أن الذهب كان الأكثر جاذبية للمضاربين حيث ارتفع إلى 1773.75 دولاراً للأوقية.