الرياضة من حق الجنسين على حد سواء، فمن الحكمة مراعاة ذلك وإقراره والعمل بموجبه، وتزامناً مع بدء دخول المرأة أروقة مجلس الشورى ومباشرة عملها جنباً إلى جنب مع رجاله، وتحديد أسماء العضوات فيه، بشائر خير تصب في مصلحة المرأة السعودية، وتتبنى دعمها وتأكد حضورها ومشاركتها لشقيقها الرجل، وها هو ذا الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل يصرح عن استحداث إدارة رياضية نسائية تعنى بشأن رياضة النساء وتتابع شؤونها، مع إعداد مكان آمن لرياضة المشي لهن. أن تصبح ثمة إدارة رسمية بضوابط وأنظمة وانضباطية، وقواعد معدة وفق معطيات ومقاييس تنجح العمل وتتناسب مع طبيعة المرأة بشكل عام وخصوصية السيدة السعودية، فهذا شيء جميل وراقٍ، بل ومنصف ولابد أن يحترم من كل من به حصافة ووعي ويستشرف مستقبلاً أفضل لهن، من دون تجاوز، أو أن تمس هوية المرأة السعودية وطابعها وخصوصيتها. رياضة نسائية تحت مظلة جهة حكومية رسمية الأمر يستحق الإشادة والمساندة والدعم والاستيعاب لروعة الفكرة، إذ لا غرابة في دخول المرأة لهذا المجال مع وجود نواد نسائية في مناطق متفرقة لا يرتادها الجميع لكونها ربحية، هذا إن لم يؤيد التعامل معها من قبل بعض الأهالي، فضلا عن كونها لا تخضع لتدقيق ومتابعة ومراجعة من قبل المعنيين والمهتمين بهذا الشأن، وهذه الخطوة ستكون حلاً، كما أن وجود تلك الإدارة سيتابع مشاركة سعوديات خارجياً باسم البلد ولا علم لأحد بهن، إضافة إلى أن هذه الخطوة قد تمثل مصدر ثقة لدى أولياء الأمور على بناتهم. والأهم أن تؤدي تلك الإدارة ما عليها تجاه الرياضة النسائية، وتتحمل مسؤولية تحقيق تميز يليق بتأخر تلك الخطوة الفريدة ويبرهن على نجاحها وحنكة الشروع فيها، ولربما تغدو تمهيداً ولفت انتباه لأهمية وضع مدرجات نسائية في الملاعب تراعي استقلاليتها ولا يغفل أحقيتها بالمتابعة والحضور للمباريات والمنافسات الرياضية المختلفة. وما دمنا نخطط لنهضة شاملة في كل مجال وقطاع ووسط فلا يصلح أن نتجاهل المرأة وصوتها وحضورها. المرأة تتابع وتهتم وتتحمس وتقيم ما عليه الواقع الرياضي بصوت خجول ومجهودات فردية محدودة ووجود إدارة لهن سيمنحهن جرأة وشجاعة في إبداء الرأي، ويقضي على المعتقد المغلوط عند البعض بأن الرياضة ماركة رجالية بحتة بلا دلائل ولا براهين ولا منطقية.