يعتبر وجود سيدات الأعمال السعوديات في الوسط الرياضي السعودي محدودا نوعا ما مقارنة بالحضور القوي واللافت للرجال في هذا المجال، وعلى الرغم من نجاح الكثير من سيدات الأعمال في العديد من المجالات العملية والعلمية إلا أن وجودهن الرياضي يظل خجولا للغاية. «شمس» طرقت أبوابهن لمعرفة مدى استعدادهن لدخول المجالس الشرفية من عدمها وما إذا كن قادرات على القيام بأدوار فعالة والدعم بمبالغ مالية ضخمة أسوة بالرجال إلى جانب معرفة تقبل الشارع الرياضي لهن. جميع هذه الأمور وضعناها على طاولاتهن لتتناثر الآراء بين المؤيدات والمعارضات مع اختلاف وجهات النظر في الآليات العملية. البداية كانت عند عضوة المجلس التنفيذي للفرع النسائي بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض الأميرة هند بنت عبدالرحمن آل سعود، حيث تؤيد وجود المرأة في المجالس الشرفية للأندية السعودية وتؤكد أنها لن تقل أهمية عن الرجل في تقديم كل طاقتها لخدمة الكيان الذي تنتمي إليه، وكان التفاؤل عنوانا لإجابتها عن سؤال تحديد موقفها بين التأييد والرفض: « لِم لا؟. والفكرة الجميلة جدا بالنسبة إلى دخول المرأة داعمة للأندية والرياضة السعودية، وهذا الأمر سيعود بالنفع على الطرفين خصوصا في ظل افتتاح أبواب عدة في مجال الاستثمار الرياضي خلال الفترة الجارية التي تشهد قفزات كبيرة ومواكبة للتطور العصري في شتى المجالات». وترى أن الدخول إلى المجالس الشرفية يكون من خلال المهتمات بالمجال الرياضي والمطلعات على ما يدور فيه: «أنا بعيدة عن المجال الرياضي ولست مهتمة به ولكن أعتقد أنه لا مانع من وجود المهتمات بالمجال الرياضي في المجالس الشرفية ولا يوجد شيء يقتصر على الرجال فقط بعد أن كان هذا الأمر مزروعا خلال فترة سابقة إلا أن الأمور تحولت وأصبح بإمكان المرأة الآن أن تدخل في كل شيء ما لم يكن هناك نص شرعي لا يجيزه وأعيد وأكرر أن هذا أمر جيد». وعما إذا كانت الأميرة هند بنت عبدالرحمن تؤيد فكرة إنشاء مجالس شرفية نسائية مستقلة عن نظيرتها الرجالية التي تقود الأندية منذ عشرات السنين أكدت أن بعدها التام عن الأجواء الرياضية يجعل معرفتها بالآليات العملية محدودة: « كما ذكرت لك سابقا أنا بعيدة عن الرياضة وأجوائها ولا أعلم عن الآلية التي تدار بها، ومع هذا فأرى أن فكرة الاستقلالية النسائية في المجالس الشرفية أمر جميل، ولكن النساء لن يكتسبن المعرفة والخبرة إلا من خلال الخبرات السابقة التي سبق لها خوض المجال، وهذا بالطبع لا يلغي كون فكرة تأسيس مجالس شرفية نسائية مستقلة أسهمت في طرح أفكارها ورؤاها، ولكن هذه المجالس أتوقع لو كانت تحت إدارة المجالس الرجالية سيكون الأمر أكثر فائدة». جهة تنفيذية أما سيدة الأعمال ألفت قباني الناشطة في المسؤولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة فأبدت حماسا كبيرا لوجود المرأة في المجالس الشرفية الرياضية للأندية: «أنا من المؤيدين جدا لوجود المرأة في كل شيء وليس المجال الرياضي فقط لأن هذا هو التكامل الذي نحتاج إليه لنجاح أي عمل في ظل وجود الجنسين ومساندتهما لبعضهما بعضا وهو ما نطمح إليه لاكتمال العمل». واشترطت أن يكون وجود المرأة فعالا: «أتمنى ألا يقتصر وجود المرأة في الوسط الرياضي على الدور الشرفي فقط بل نريدها أن تكون جهة تنفيذية لها صوت مسموع وقرار نافذ يؤخذ في الاعتبار وينفذ إلى جانب المشاركة الفعالة في الرياضة ولا أقصد بالمشاركة أن تنزل إلى أرض الملعب وتلعب كرة قدم أو سلة أو طائرة بل تشارك في صنع القرار والتنفيذ والإدارة وأنا مثل غيري من النساء نؤمن أن المرأة عندما تبني تصلح». وتواجه المرأة تحديا كبيرا لإثبات قدرتها على القيام بدورها في المجالس الشرفية على أكمل وجه من خلال دعمها للأندية بمبالغ كبيرة مثل المبالغ التي يدفعها أعضاء الشرف الرجال تصل إلى عشرات الملايين: «بالنسبة إلى الدعم المادي، فالمرأة منبع العطاء وإذا اقتنعت بماذا تفعل فإن عطاءها سيكون غير محدود وتحتاج فقط إلى أن تأخذ الفرصة الكاملة والجيدة لتقديم كل ما يفيد من مجهود وعطاء». وترى ألفت قباني أن المرأة تحظى بقبول في جميع المجالات بما فيها الرياضي: «وجود المرأة من أهم عوامل نجاحات الشريك الآخر والرياضة تنور العقل بغض النظر عن الجنس سواء كان ذكرا أو أنثى، وهذا الأمر ينعكس على النفس والعطاء، وأتمنى أن يلعب القطاع الخاص دورا في فتح المجال أمام شبابنا «ذكورا وإناثا» سواء كان ذلك في كرة القدم أو الطاولة أو السلة أو الطائرة وما دامت الكفاءة موجودة فأتمنى أن يستثمر القطاع الخاص الشباب السعودي بشكل جيد خصوصا أنه يملك جميع المقومات التي تؤهله للوصول إلى أبعد درجات النجاح». متحمسات للملايين ولم تخالف سيدة الأعمال والمدير التنفيذي لصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية هناء الزهير رأيي الأميرة هند بنت عبدالرحمن وألفت قباني، حيث أكدت أنه متى ما ساهم وجود المرأة في أي مكان في عملية تحقيق الفائدة فلا مانع من وجودها في المكان الذي توجد فيه: «عندما أسأل عن وجود المرأة في المجال الرياضي دائما أرى أنه إذا كان من وجودها فائدة عامة تتحقق للجميع فلا يوجد أي مانع لتحقيق هذه الفائدة وليس الوجود من أجل البحث عن هدف شخصي أيا كان نوعه مثل البحث عن الأضواء أو لفت الانتباه وجذب الأنظار من خلال عمل يعتبره البعض غير مألوف بالنسبة إلى المرأة». ولن يقتصر الدور الذي ستلعبه سيدة الأعمال في المجال الرياضي على الحضور الشرفي إذا نجحت في فرض اسمها ضمن المجالس الشرفية: «من المؤكد أنها ستسعى جاهدة لتسجيل اسمها بفاعلية كبيرة من خلال الدعم الفكري والمادي ما يسهم في تطور منظومة العمل». ورفضت هناء الزهير مقارنة ما يدفعه الرجال بما ستدفعه المرأة عند دعم الأندية خصوصا أن بعض الذكور يدفعون بالملايين: «لم أواجه سيدات أعمال متحمسات لدرجة التفكير في دفع ملايين الريالات لدعم المسيرة الرياضة، وهذا لا يعني عدم وجودهن بل من المؤكد أن هناك الكثيرات منهن في مختلف الأنحاء خصوصا ممن يعشقن ويتابعن الرياضة باستمرار وفي وجهة نظري الشخصية أن هناك مجالات أفضل يمكن أن توجد فيها المرأة غير الرياضة من واقع تجارب حية، ومع هذا أراهن على نجاح المرأة في أي مكان شريطة أن يكون وجودها فعالا يحمل أهدافا معينة لخدمة هذا المجال». دعم ناعم وتصف سيدة الأعمال الشابة سمر الحريص وجود المرأة في المجالس الشرفية بأمنية الكثيرات لتقديم الدعم للأندية التي ينتمين إليها خصوصا في ظل مساحة المتابعة الكبيرة التي تشغلها الرياضة في حياة كل واحدة من سيدات أعمال العصر الحديث: « عندما كنت طفلة وكان للمليون ريال قيمة كبيرة في الأندية قبل أعوام كنت أقول لوالدي لو كان لدي مليون لأعطيته لنادي النصر الذي أميل إليه». وتشير الحريص إلى أنه من الصعب أن تدفع سيدة الأعمال مبالغ مالية ضخمة تضاهي ما يدفعه الرجال خصوصا إذا كانت مرتبطة برأي ولي أمرها سواء كان والدها أو زوجها: «مع إيماني التام بأهمية الدور الشرفي في الكثير من النواحي الاستشارية والتوجيهية إلا أن الدعم المادي يبقى الأهم وأرى أن أي مبلغ يقدمه عضو الشرف سيفيد ناديه بغض النظر عن قيمته، وبالنسبة إلى المرأة فمهما كان حبها لناديها ورغبتها في دعمه إلا أنها ستواجه عوائق فيما يتعلق بتقديم الدعم من المحيطين بها، ومع هذا فإن دعمها سيفيد ولكنه لن يصل إلى نصف فائدة ما يقدمه الرجل». ويبقى نجاح سيدات الأعمال وإبداعهن في مجالات عدة سببا يجعل سمر الحريص تنظر إلى دخول المرأة للمجالس الشرفية بتفاؤل كبير: «شاهدنا المرأة تدخل في مجالات كثيرة وتبدع فيها وفي المجال الرياضي أعتقد أن دورها سيكون فعالا خصوصا أنه تقتحم مجالا جديدا تحقق من خلاله الفائدة وفيه من الحماس الشيء الكثير». وعن طريقة دعمها لناديها المفضل: « بما أن نشاطي التجاري مرتبط بتصميم الأزياء فأقل شيء يمكن أن أقدمه تصميم ملابس جميع فرق النادي بشكل لافت ومريح للنفس يجعل الفريق في كل مواجهة يظهر بصورة أفضل من المواجهة التي قبلها سواء كان ذلك أداء أو مظهرا». نظرة المجتمع وتقف نظرة المجتمع وانتقادها لوجود المرأة في الوسط الرياضي أحد أهم العوائق التي جعلت سيدة الأعمال الشابة نورة محمد تستبعد وجود النساء في المجالس الشرفية على الرغم من تأييدها لذلك: «أتمنى أن يكون للمرأة دور في خدمة الأندية بكل ما فيها إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن فيمن حولها ولمجرد كشفها لميولها وحبها لكرة القدم فإنهم سينتقدون ميولها ويقولون عنه إن ميولها خاطئة بحكم أن كرة القدم للأولاد فقط، وبالنسبة إلي في المنزل لا أعاني هذه النقطة إلا أن هناك الكثيرات من الفتيات اللاتي يخفين ميولهن وحبهن للكرة بسبب ردود الفعل المعاكسة». وترى نورة محمد أن عاطفة المرأة تقودها لأن تدفع مبالغ مالية لناديها المفضل تفوق ما يدفعه الرجال بكثير: «المرأة بطبعها عاطفية وإذا أحبت أعطت بكل ما فيها وليست مثل الرجال الذين يحسبون أموالهم بالورقة والقلم ولو كنت عضوة شرف في النصر فإنني سأدعمه بكل ما أستطيع ماديا ومعنويا وقبل التفكير في الدعم سنفكر في توحيد الصفوف وكيف يكون أعضاء شرف نادي النصر على قلب واحد مع الإدارة والجماهير، وهذه هي النقطة الأهم». معارضة نسائية أما سيدة الأعمال غادة السليمان فتعارض بشدة وجود المرأة في الهيئات الشرفية بسبب الطبيعة النسائية التي غالبا ما تتسم بالغيرة والتنافس مما يساهم في إيجاد المشكلات أكثر من تحقيق الأهداف: « للأسف أن المرأة إذا دخلت في بعض المجالات تفسدها، الحريم إذا دخلوا في أي شيء خربوه.. وأرى أن هذا المجال لا يناسب المرأة إطلاقا لأن المرأة غير مؤهلة أن تمسك موقعا قياديا». واشترطت سيدة الأعمال فاتن الرضيان أن يقتصر دعم المرأة على النواحي المادية فقط دون التدخل في الأمور الإدارية والاستشارية لأن العاطفة قد تخل بعملها ما يهدر جهود الآخرين وتشير إلى أنها تعشق الهلال منذ طفولتها: «منذ خرجت إلى هذه الحياة وأنا أشجع الهلال ومن الممكن أن أدعمه حبا فيه دون انتظار أي مردود كما يفعل جمهور النصر الذي يحضر لمؤازرة فريقه وتشجيعه بكثافة على الرغم من أنه يخسر دائما، ولهذا تجد الجمهور يحضر ليثبت للجميع أن لدى الفريق جماهير وهم يدركون أن لاعبيهم لن يسعدوهم ببطولة». وأشارت إلى أن المرأة إذا أحبت أن تفعل شيئا فستفعله مما يعني أنه من الممكن أن تدفع مبالغ مالية ضخمة مثل الرجال وأكثر منهم في سبيل ناديها».