وصف الناقد والكاتب الدكتور عبدالله بن محمد الغذامي أن ما يميز الشبكات الاجتماعية عامة و"تويتر" خاصة كنموذج لهذه الشبكات، بأن ما يتميز به ليست بانتسابه إلى المثقفين، وإنما لكون هذه الشبكات ومنها تويتر، منبراً مفتوحاً للكل دون شروط أو تخصيصات في المستوى أو الرغبات، مؤكد بأن هذه تعد الميزة الجوهرية. وقال د. الغذامي: عندما يقرر أحدنا الدخول إلى تويتر، فمعناه أنه يقرر أن يكون واحدا من عموم البشر، أما إذا توهم أنه يحمل قيمة نخبوية، فحينئذ يكون دخوله خاطئا، لأنه وضع نفسه في المكان غير الصحيح له، لكون تويتر قيمة شعبية جماهيرية بالدرجة الأولى، لذلك فلا حصانة لأحد، إذ تقرأ كل ما يقال عنك، ولا تستطيع مع هذا الشيوع أن تمارس معها "سلطوية" أو حقوقا خاصة، أو حصانة معينة، لكون الكتابة عبر هذه الشبكة تمثل لحظة سقوط كل الأسوار.. وأردف: اللهم إلا لأولئك الذين يمارسون الحجب، وهم لا يزالون بذلك في عقدتهم، لظنهم بأنهم عبر هذه الشبكة بأنهم في حصانة، مما يشير إلى روح "ديكتاتورية" صغيرة ربما تكبر إن كبرت ظروفها بعد حين، فكل من دخل إلى تويتر ومارس الحجب، فلا شك أنه يفضح نفسه كدكتاتور، ويقدم أوراق اعتماده لأفضلية الاستبداد. وعن النسيج الكتابي عبر تويتر قال د. قال د. الغذامي: إذا دخلت تويتر بحقوق تويتر فلا بد أن تكون مثل الناس، ومع الناس، وبالناس، فمن يفتح حسابا في هذه الشبكة كمن يفتح بيته للضيوف، مما يفرض التعامل مع كل من دخل ضيافتك من هذا المنظور، كشروط أخلاقية وأخرى تواصلية. وعن جماهيرية الشبكات وما فرضه نسيجها الاجتماعي الذي ذابت فيه الكثير من الحواجز، أوضح د. الغذامي بأنه منذ عام 2004 حين صدر كتابه "الثقافة التلفزيونية" كانت مقولته الرئيسة في الكتاب تتمثل في سقوط النخبة، أو البروز الشعبي، مما يصف بأن الأحداث والتحولات تؤكده مرة بعد أخرى، مما يجعل من شبكات التواصل الاجتماعي هي إسقاط حقيقي للنخبوي، وبروزا للشعبي الجماهيري، مشيراً إلى أنه ينجح عبر هذا البعد من يدخل في لغة جماهيرية، ويتعامل معها، مرتضيا أن يكون "منقودا" باستمرار، من منطلق تغيب فيه رؤية الذات المختلفة، والحقوق التي تميزه عن غيره، مؤكدا بأن عنصر الاختلاف وامتيازات الحقوق الخاصة، لا يمكن تحققها في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا بد من التعامل مع كافة مجتمعات هذه الشبكات في احتكاكات حقيقية. أما عن دخول "المشاهير" عبر الشبكات الإلكترونية، من خلال هذا الواقع الرقمي الذي يفرضه فضاؤها الاجتماعي، فقال د. الغذامي: كل من دخل إلى هذه الشبكات وخاصة من نسميهم ب"المشاهير" فقد وضع نفسه في موقع امتحان صعب جدا، فإما أن يثبت أنه صادق فيما يكتب، أو ينكشف أنه غير صادق، وخمن ثم مزيف لمجرد مقولات.. مختتما حديثه بأن أول معاني "التغيير" التي يبحث عنها الكاتب، تتمثل في "تغير الذات" لكون الدعوة بأننا سنغير العالم، وتبقى ذواتنا ثابتة تعد "عنجهية" أخلاقية وفكرية، ومن ثم لن يكون هناك أي تأثير.