تلتقي ساحل العاج المرشحة الاوفر حظا لاحراز اللقب مع نيجيريا في قمة مبكرة اليوم (الأحد) في الدور ربع النهائي من كأس الامم الافريقية، وفي آخر مباريات هذا الدور، سيكون قائد منتخب توغو ايمانويل اديبايور امام فرصة تاريخية عندما يواجه بوركينا فاسو على ملعب مبومبيلا في نيلسبروت. على ملعب رويال بافوكينغ في راستنبرغ، سيكون منتخب ساحل العاج الذي لم يخسر في الدور الاول وتصدر المجموعة الرابعة، بقيادة ديدييه دروغبا او ديدييه زوكورا امام امتحان صعب طرفه الاخر المنتخب النيجيري الذي حل ثانيا في المجموعة الثالثة خلف بوركينا فاسو. وفازت ساحل العاج في الدور الاول بصعوبة على توغو 2-1، ثم على تونس 3-صفر وتعادلت اخيرا مع الجزائر بالبدلاء وعلى رأسهم دروغبا 2-2، فيما تعادلت نيجيريا مع بوركينا فاسو وزامبيا بنتيجة واحدة 1-1 قبل ان تفوز على اثيوبيا 2-صفر. اديبايور أمام مهمة تاريخية اليوم وعلى الارض، قدم منتخب "الفيلة" اداء مقنعا بشكل عام في المباريات الثلاث على الرغم من عدم ارتياح مدربه الفرنسي صبري لموشي الذي لم يعتمد على دروغبا فاستبدله في المباراة الاولى ولم يشركه في الثانية وترك له القيادة في الثالثة لتسعة لاعبين من البدلاء بعد ان اطمأن الى التأهل فابدع "الفيل" الصغير وقلب التخلف صفر-2 الى تعادل بتسجيله اول اهدافه في البطولة من ضربة رأس رافعا رصيده الى 11 هدفا في كأس الامم الافريقية. وتشارك ساحل العاج، المصنفة اولى افريقيا و14 عالميا، للمرة العشرين في النهائيات الافريقية، واحرزت اللقب مرة واحدة فقط عام 1992، ويطمح لموشي الذي بدأ تجربته التدريبية معها ان يكون المدرب الثاني الذي يأتي باللقب بعد 21 عاما بعد ان جلب الاول مارسيل يوو، فيما يأمل دروغبا ورفاقه من الجيل الذهبي برفع الكأس بعد ان فشلوا ثلاث مرات فحلوا في مركز الوصيف عامي 2006 و2012 واكتفوا بالمركز الرابع عام 2008. ويعتمد لموشي على كوكبة من المحترفين في الاندية الاوروبية على غرار الشقيقين يايا وكولو توريه على الرغم من ان الثاني لم يقنع المدرب الفرنسي بعد خطأ ارتكبه في بداية المنافسات مع توغو كاد يودي الى التهلكة، فاستبعده، وجيرفينيو وسالومون كالو وماكس غارديل وغيرهم من اللاعبين المهرة الذين يستطيعون صنع الفارق في اللحظات الحرجة. في المقابل، كانت "النسور الكاسرة" بقيادة الدولي السابق ستيفان كيشي شبحا وظلا للمنتخب النيجيري"الرهيب" المعروف وكانوا على وشك الخروج من الدور الاول لو لم يقف الحظ الى جانبهم في المباراة الاخيرة بركلتي جزاء في الدقائق العشر الاخيرة نفذهما بنجاح مهاجم تشلسي الانكليزي فيكتور موزس وطرد الحارس الاثيوبي سيساي بانشا (86). وتشارك نيجيريا المصنفة 9 افريقيا و52 عالميا، للمرة السابعة عشرة واحرزت اللقب عامي 1980 و1994 عندما كان ابياه لاعبا، وحلت وصيفة مرتين ايضا (1990 و2000) وثالثة 4 مرات (1978 و1992 و2006 و2010). والتقى المنتخبان 5 مرات في النهائيات ففازت ساحل العاج مرتين ونيجيريا مرة واحدة وتعادلا مرتين. وتأهلت بوركينا فاسو التي تشارك للمرة التاسعة في النهائيات الى دور الثمانية لاول مرة منذ ان حلت رابعة في البطولة التي استضافتها عام 1998، وذاقت لاول مرة طعم الانتصار الذي جافاها في 18 مباراة سابقة بفوزها على اثيوبيا 4-صفر بعد ان تعادلت مع نيجيريا 1-1 وقبل ان تتعادل مع زامبيا بالنتيجة ذاتها وتفقدها اللقب. ولم يكن تصدر بوركينا فاسو المجموعة الثالثة مرآة تعكس الواقع الحقيقي لمستواها، وكانت مجرد فزاعة للمنتخبات الاخرى التي لم تكن هي بدورها في احسن حالاتها. وستكون مهمة "خيول" المدرب البلجيكي بول بوت في غياب مهاجم لوريان الفرنسي الان تراوريه متصدر ترتيب الهدافين حتى الان (3 اهداف) بداعي الاصابة، صعبة للغاية في مواجهة "صقور" المدرب الفرنسي ديدييه سيكس وقيادة العملاق ايمانويل اديبايور الذين حققوا انجازا تاريخيا بتأهلم لاول مرة في مشاركتهم السابعة الى ربع النهائي وبات عليهم اكمال كتابة تاريخ الكرة التوغولية حتى الغلاف الخارجي. ويبدو ان الكيمياء مفقودة بين اديبايور ومدربه بعد تردد الاول في الالتحاق بالمنتخب حتى اللحظة الاخيرة و"قرف" المدرب من مماطلته، لكن اللاعب كان عند حسن الظن به وبدا في وضع يؤهله للتسجيل في كل لحظة خصوصا انه سريع الانقضاض وماهر في استخلاص الكرات من المدافعين والانطلاق السريع نحو مرمى المنافس.