حقيقة يدركها الجميع وهي أن الإرهاب ليس مرضاً بذاته ينشأ بانقسام خلوي تبدأ مكافحته عند اكتشافه بالعلاج الكيميائي اوالاستئصال الجراحي كعلاج حاسم، إنما هو نتيجة ومحصلة ممارسات مكتسبة تتنامى وتكبر حتى تشكّل الفكر الإرهابي ثم الخطر المتعدي. إذاً نستطيع أن نستشعر الخطر قبل حدوثه بل إننا نستطيع منعه مستغلين في ذلك خاصية في مجتمعنا قد لاتوجد في أي مجتمع آخر وهي عدم وجود خلفيات متباينة في الأعراق او العقائد تغذي صراعات سياسية أو دينية. مجتمعنا وصلة واحدة من القمة للقاعدة وهذا ما يجعل المهمة سهلة في مكافحة أي اعتداء يريد إفساد هذه اللحُمة، ووزارة الداخلية وفقها الله وسدد على طريق الخير خطاها برعت في استئصال خلايا الإرهاب التي تكونت بمؤثرات وتداعيات خارجية مرت بظروفها وانتهت بلا رجعة وصرنا مرجعا علميا عالميا بما انتهجناه من حكمة وصرامة. إذاً المرحلة القادمة هي تتبع بوادر الانحراف عن الجادة ومعالجتها والنظر فيما أسميهم تجاوزاً الشركاء في صنع الإرهاب فمسؤولون في جامعة ما بيدهم قبول خريجي المرحلة الثانوية وإمكانية الجامعة تسمح بالتحاقهم ويمنعون قبول الطلاب أنا أعتبر أولئك المسؤولين شركاء في الإرهاب لأن انحراف الشباب في هذه السن يعتبر صافرة الانطلاق إلى عالم الضياع، والمعلم الذي لايحسن أداء رسالته التربوية فينفر الطلاب من التعليم ويسهم في فشلهم دراسيا ليقودهم إلى متاهات الفساد شريك في الإرهاب، والمسؤول الذي بيده إيجاد فرص وظيفية تحفظ الشباب وتؤمن لهم دخلا يبدأون معه عيشا رغيدا ومستقبلا آمناً ويفرط في ذلك يعتبر شريكاً هو الآخر في صنع الإرهاب.. وإن من يظهر في وسائل الإتصال يدغدغ مشاعر الشباب ويوجه مرحلة الطيش لصناعة الموت هو ايضا شريك في الإرهاب.. إن المرحلة القادمة هي مرحلة استئصال مسببات الإرهاب وإذا لم ننتهج هذا المنهج بحكمة ومهارة وبقينا نراقب نمو العناصر الحميدة إلى أن تتحول إلى شر مستطير عندها نحكم قبضتنا عليها فسنستمر ننفق الجهد والمال ونضحي بأبنائنا وبلادنا وننصرف عن ما هو أهم وهو بناء الوطن في طريق لا نهاية له!!