بعد هدوء عاصفة تبوك الماطرة وسكون أوديتها الجارية ظهرت صور المعاناة لأهالي الأحياء الجنوبية بمدينة تبوك بعد أن أحاطت السيول منازلهم وأغرقت كل شيء. وإرتسمت ملامح الحزن على وجوه الأهالي هناك الذين حملوا "الرياض" أمانة نقل معاناتهم حيث اعتبروها وسيلة الإعلام الأولى التي وقفت ميدانياً على حقيقة ما خلفته تلك السيول من أضرار جسيمة في ممتلكاتهم. ولم ينكر الأهالي جهود الأجهزة الحكومية في توفير سكن بديل مؤقت لهم ولأسرهم الذين هجروا تلك الأحياء فجر الاثنين، الا أنهم طالبوا بقرار عاجل يفتح ما خلفته تلك السيول من كثبان رملية أمام أبواب منازلهم ويزيل بحيرات الماء التي تربعت وسط طرقاتهم، ويد مغيثة تساعدهم على رفع أعباء تلك الخسائر التي حملتهم إياها عاصفة تبوك الماطر. وخلال الجولة الميدانية ل"الرياض" في الأحياء الجنوبية في تبوك تحدث المواطن "خالد السرحاني" مطالباً بضرورة السرعة في رفع المعاناة عن هذه الأحياء بفتح تصريف للمياه وحصر مقدار الضرر لكل مواطن. واضاف أن "الأحياء الجنوبية تحتاج للعديد من الخدمات كالصرف الصحي ومشاريع تصريف مياه السيول والهاتف والكهرباء، حيث إن هذه المنطقة لازالت تحتاج العديد من الخدمات". فيما بين المواطن ناصر إبراهيم البارقي معاناته من خلال دخول "الرياض" لمنزله الذي أهلكته السيول، حيث قال "لقد هاجمتنا السيول عند الساعة الثالثة فجر الاثنين وسط نداءات للدفاع المدني وكذلك الجيران الذين ما أن فاقوا على هدير السيول حتى بدأ الذعر يدب من حصار تلك المياه وتم خروجنا لشقق في أحياء أخرى وبعد العودة وجدت منزلي متهالكاً". وفي جانب آخر وسط الأحياء الجنوبية لم يتمالك الشاب "بندر بن إبراهيم العطوي" دموع الحزن على ما خلفته تلك السيول من تلفيات كبيرة في منزله الذي أصبح معبرا لمياه السيول التي صالت وجالت في كل غرفة من منزله". وبعد وقفة مطوله عاد للحديث ليؤكد أن معاناته هي أن كل شيء ذهب أدراج الرياح خصوصا بعد تلف العديد من ممتلكاته وممتلكات أسرته المكونة من أربعة اشخاص هو وزوجته وطفلان. وذكر أن المعاناة بدأت من جديد لتأسيس بيت يجمع أسرته التي مالبثت أن استقرت في هذا المنزل، مناشدا كل مسؤول بالوقفة معه ومع المتضررين الآخرين في إعادة ما رحل تحت هيجان السيول. بدوره، طالب مطلق العمراني بسرعة تدخل الجهات الحكومية لفتح الطرقات وتصريف المياه والوقوف على هذه الخسائر الكبيرة التي خلفتها السيول، مبينا أن معاناتهم كانت بسبب سيل وادي ضبعان الذي داهمهم دون سابق إنذار. واوضح في حديثه أن الإنذار للخروج من المنازل أتى بعد هطول الأمطار على تلك الأحياء ويتضح من أن فرق الدفاع المدني بدأت تخلي المكان منذ الساعة الثانية فجر الاثنين وكان من المفترض أن يكون هناك خروج مبكراً منذ اليوم الذي يسبق تلك العاصفة. كما أشار عايد العطوي الى أن السيول دخلت منزله وتفاجأ بها وهو نايم دون أن يسمع صوت الإنذار للدفاع المدني وقال: أحسست بدخول المياه وسط غرفة النوم وتفاجأت بذلك عندما استقيظت ووجدت منزلي بالكامل قد غمرته المياه وفي حين خروجي لم أجد سياراتي حيث جرفها السيل الذي أحاط بالمنزل من كل جانب، فلم استطع الخروج إلا عند الساعة الثامنة صباحاً. وفي ختام جولة "الرياض" عبر كل من المواطن هاجد العنزي وفايز البلوي ونزال عودة عن شكرهم لله سبحانه وتعالى على هذه الأمطار، وقالوا "نعلم جيدا أن ما وقع هو أمر بيد الله وأن السيول أتت دون سابق إنذار ولكن كان هناك العديد من الحلول لتوخي مثل هذه الأحداث التي وقعت على أحياؤنا ومنها تغيير مجرى الوادي. واضافوا أنه كان من المفترض أن يكون هناك توجيه بإخلاء هذه المواقع التي داهمتها السيول بيوم أو يومين لاننا لم نتلق نداء الخروج إلا في فجر الاثنين وهذا وقت كان صعباً جدا على الكثير من الأسر التي عانت في اخلاء منازلهم والبحث عن مخرج. غرفة نوم تغرق في مياه الامطار الزميل الأحمري وسط مياه السيول لنقل معاناة المواطنين مياه السيول دخلت المنازل وخلفت تلفيات كبيرة