حيا أبو دميك والأندلس (1) في تبوك لم يكونا أحسن حالا من أحياء أبو سبعة، رحيل وكريم وغيرها من الأحياء الجنوبية، إذ تشكو أزقتها من افتقار الخدمات الأساسية من تعبيد للطرق، شبكة صرف صحي وإنارة الشوارع. وفيما عبر الأهالي عن معاناتهم من تردي الخدمة في هذه الأحياء، وطالبوا بتوفير خدمات الكهرباء، السفلتة، الإنارة والصرف الصحي، اعترف رئيس المجلس البلدي في منطقة تبوك جمال بن سداد الفاخري، بوجود قصور في تقديم الخدمات الكافية لهذه الأحياء من قبل أمانة المنطقة، مشيرا إلى أن الأحياء الجنوبية شهدت خلال السنتين الماضيتين تحسنا ملحوظا مقارنة بالأعوام السابقة، مبينا أن هذه الأحياء كانت في السابق مهملة، فيما توجد في عدد منها تعديات كبيرة وذلك ما حد من تقديم الخدمات الكافية للسكان، مشيرا إلى أن هذه الأحياء تعاني من عدد من الأخطاء التخطيطية والمعمارية بالإضافة إلى مشكلة المناسيب في الشوارع. اتجهنا إلى حي أبو دميك المجاور لحي أبو سبعة، ولسان حاله يكفي عن السؤال، غياب واضح للصرف الصحي والسفلتة، وغير ذلك من مشاريع النظافة والإنارة في الشوارع، في أحد أطراف الحي سألنا المواطن سلمان العطوي عن مدى رضاه عن الخدمات المقدمة في الحي فأشار بكل ألم وحسرة، إلى أن الحي يفتقد الكثير من الخدمات أهمها السفلتة والصرف الصحي رغم عدم تصنيفه ضمن أحياء التعديات، مضيفا أن بعض منازل هذا الحي لا توجد فيها كهرباء وبعضها الآخر وصل إليه التيار قبل أيام قليلة، وأضاف أنه في موسم الأمطار يعاني أهالي الحي من عدم وجود تصريف في شوارعه فتغرق بالسيول وتعزل وتحاصر السكان وتجعلهم غير قاردين على التنقل لإنجاز أعمالهم. منازل بلا إنارة وفي نفس الحي اشتكى بعض الأهالي من عدم توصيل التيار الكهربائي إلى منازلهم، وقال صالح العطوي «رفضت الأمانة توصيل التيار الكهربائي إلى منزلي، رغم أن هذه الخدمة متوفرة في جميع المنازل المجاورة لي، وذلك ما اضطرني إلى إيصال الخدمة من المنزل المجاور لي، بعد مراجعات ووعود عديدة من أمانة المنطقة لإيصال الخدمة ولكنها لم تفعل شئيا». وفي نفس السياق اشتكى المواطن نزال العطوي مع عدم إيصال الكهرباء لمنزله رغم أنه لازال يسكن في هذا الحي منذ أربع سنوات، مبينا أنه تقدم بطلب إلى أمانة المنطقة ليحظى بهذه الخدمة إلا أنه رفض بحجة وجود مسكنه في حرم وادي ضبعان، لافتا إلى أن توصيل التيار الكهربائي للمجاورين لسكنه يكشف وجود محسوبيات، مطالبا الجهات المختصة بسرعة إيجاد حلول عاجلة لإنهاء معاناتهم. واستطرد العطوي قائلا «استنجدت بجاري لإيصال التيار الكهربائي إلي من منزله لأتمتع بهذه الخدمة الهامة» . التعديات وراء غياب الخدمات وعلى مقربة من حي أبو سبعة، رحيل وكريم يقع وادي ضبعان، وفي موسم الأمطار يمتلئ بالسيول الجارفة، غير أنه في غفلة من الجهات المعنية تحول إلى حي سكني انطلقت في وسطه وأطرافه الفلل والعمارات، ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء قبل عام مضى لاسترجعنا مشهد المنازل المحاصرة بمياه الأمطار والسيول، وحينما نشرت الصحف معاناة سكان هذا الوادي توقعنا أن تتحرك الجهات المعنية لمعالجة الوضع وحماية الحي بوضع حلول جذرية لمسارات مياه الأمطار والسيول، إلا أن ذلك لم يحدث، ولا يستبعد أن تحدث كارثة شبيهة بكارثة جدة مستقبلا إذا بقي الوضع كما هو عليه حاليا. شخص آخر سألناه عن سبب إصرار أهالي الحي على الإصرار على السكن في هذا المنطقة الخطرة فأجاب «قبل أن تسألني أسألك: أين المنح والأراضي التي تمنحها الأمانة ؟، ثم استطرد قائلا «أنا لست سعيدا بالبناء داخل هذا الحي ولكني وجدت نفسي مجبرا على ذلك بسبب الظروف وأنظمة البلدية المعقدة». وأضاف: إن أهالي الحي تكبدوا خسائر مالية كبيرة في إنشاء منازلهم، وقدموا الكثير من المطالبات والشكاوى للجهات المختصة لمعاقبة ومحاسبة الأشخاص الذين باعوا لهم الأراضي في هذا الحي. حي الأندلس حي الأندلس (1) جنوب غرب مدينة تبوك لا يختلف الوضع فيه عن سابقه من الأحياء، ومطالب سكانه لم تتعد إنارة الشوارع، السفلتة والصرف الصحي، يقول المواطن لويفي العطوي «الشركة المعنية بالسفلتة انتهت من سفلتة الشوارع المحيطة بنا قبل خمسة أشهر، وعندما وصلت إلى منزلي حفرت الشارع المجاور له، متسببة بذلك في إلحاق أضرار بليغة بمحيط عمارته»، واستطرد العطوي قائلا «دب اليأس في نفوسنا بسبب كثرة مخاطباتنا ومطالباتنا لأمانة المنطقة من أجل توصيل السفلتة إلى شوارعنا دون جدوى، وهذا ما عرض سياراتنا للتلفيات وامتلأت منازلنا بالغبار والأتربة»، مطالبا الجهات المختصة بإنهاء معاناة الأهالي وسفلتة هذه الشوارع، مشيرا إلى أن الحي في موسم الأمطار يشهد تجمع كميات كبيرة من المياه، ما يعوق وصول الأهالي إلى منازلهم وذلك لعدم وجود تصريف في شوارع الحي. وبين الشاب سليمان العطوي أن حي الأندلس (1) يعد من الأحياء الحديثة والمخططة بشكل نظامي من قبل أمانة المنطقة، إلا أنه أصبح تحت وطأة الإهمال والتجاهل على حد تعبيره، واستغرب عدم تجاوب أمانة المنطقة مع مطالب الأهالي بسفلتة الشوارع، وقال «إن الأمانة رفضت التجاوب معنا في سفلتة الشوارع بحجة وجود منازل في نفس الحي منخفضة»، وأضاف: مطالبنا ليست صعبة ولا مستحيلة وهي السفلتة، إنارة الشوارع، شبكات الصرف الصحي وتوصيل المياه لتعويضنا من الخسائر التي تكبدناها، مطالبا الجهات المختصة بالنظر في وضع أهالي الحي. من جانبه بين سعيد الغامدي أن البنية التحتية للحي ضعيفة رغم أنه من الأحياء الحديثة، مستشهدا بوجود أسلاك الكهرباء الهوائية التي أصبحت عرضة للمركبات الكبيرة.. وطالب سكان الحي أمانة المنطقة بتكثيف عمليات الرش للتخلص من البعوض والحشرات التي لا تفارق منازلهم، متخوفين من الأضرار الصحية التي تسببها هذه الحشرات. الأطفال يحلمون بالملاعب والحدائق وفي أحد الأزقة شاهدنا أطفالا يلعبون الكرة وسط الشارع سألناهم عن مطالبهم فقال كل من عبدالرحمن، أيوب، مشاري، محمد وبكر «نحلم بإنشاء ملاعب وملاهٍ وحدائق داخل هذا الحي السكني أسوة بالأحياء المجاورة».