وإذا عدنا قليلاً إلى أوائل غنائيات عمار الشريعي الدرامية فلا يمكن أن نتجاهل أغنية "توت توت" في مسلسل "لا يا ابنتي العزيزة" (1979) التي تؤكد فتنة عمار الشريعي بتلك الحوارية التي جمعت ليلى مراد بنجيب الريحاني، وهي "عين بترف" من فيلم "غزل البنات" (1948) فوظف المقدرة الصوتية لمدبولي مع المغنية هدى سلطان إذ كانت حوارية رائعة تمثل صورة الطبقة الوسطى وقيم التربية وتنافر مسؤولية الأبوين، ولا يغرب عن الذهن وقع صوت سلطان في المقطعين إذ يرشحان بالشجن الأمومي: "آه يا أنا يا قليلة الحليلة.. ما انتوش جايبنها لبر الليلة ده بسيندة طوبلة عامل هليلة ولبيت العيلة راجع مبسوط" "تصبحوا على خير يا حبايب روحي يا دوا جروحي في الليل النوحي يا تلات قمرات طلوا على سطوحي يا تلات يمامات على شجرة توت" ولعل هذا ما شجع بليغ حمدي أن يضع حوارية ثنائية بين مدبولي وشادية، وهو "حبك جننا" في مسرحية "ريا وسكينة" (1983). وعندما نرى الأغنية الفردية أرشيف عمار الشريعي، خارج الإطار الغنائي الدرامي، فهي ترتبط بما قدمه لفرقة الأصدقاء (1980-1989) في مجموعات غنائية عدة "حنغني (1980)، قول يا باسط (1984)، خارج المنافسة (1988)"، والمجموعات الغنائية التي وضعها لكل من عفاف راضي ولطيفة (التي تدين بشهرتها للشريعي)، وهدى عمار وإيمان الطوخي وميادة الحناوي وعبد الله الرويشد (وهي أعمال مجهولة للجمهور المصري). بالإضافة إلى أعماله المميزة للسيدة وردة "قبل النهاردة" (1987) وهي أغنية طويلة وحيدة قدمها خصيصاً لها، وأردفها بأغنيتين "طبعاً أحباب، موشح يا ليل طل" (1988). ولا يمكن هنا إلا أن نذكر أغنية "الحدود" (كلمات: عمر بطيشة) من مجموعة "مطلوب موظف" (1993): "واحنا فايتين على الحدود مستمرين فى الصعود اختفى النيل الجميل من تحتنا والمدن والريف وأول عمرنا وابتدى شيء ينجرح جوه الوجود وابتدينا أسئلة مالهاش ردود ميلنا على الشباك نخبي دمعة فرت مننا".