القِرِيْص أو المَقْروص كلمة يقصد بها - في الاستخدام العامي - الشخص الذي تعرض للدغة ثعبان أو عقرب. قال الشاعر الساخر حميدان الشويعر: انذر اللي تدانا بقرب العجوز تذبحه والنسم مثل فوح اللهب ما خبرنا يساهَر كود القريص جعلها الله تساهَر على أيّة سبب فهنا إشارة إلى طريقة يتبعها الناس (قديما) في بعض مناطق الجزيرة العربية لمعالجة الشخص (القريص)، إذ يساعدونه على السهر بواسطة مجالسته والتحدث إليه وإزعاجه بدق الطبول لئلا ينام، ويعتقدون أن عدم نومه لعدة أيام يؤدي إلى شفائه من تأثير السم، وهذا زعم ليس له أثر في المصادر العلمية. ومازال هناك من يلجأ إلى طرق شعبية أخرى لم يثبت علمياً أنها مفيدة لعلاج وإخراج سموم الثعابين والعقارب من جسد الضحية، مثل وضع عملة معدنية على مكان الإصابة أو شيء من البلاستيك المحروق، أو الاعتماد على وضع عجينة من التمر مع الحلب والرشاد، أو الحك بحجارة خاصة يؤتى بها من قارة أفريقيا، وغيرها من الطرق الشعبية، بينما العلاج الحقيقي هو في الأمصال التي تصنع من سموم الثعابين والعقارب بعد استحلابها. وعلى أيّة حال فالقريص وفق هذه الطريقة الشعبية (المساهر) كان يُرغم على السهر الطويل المشتت للذهن فوق أنه يتحمل شدة الألم. يضرب المثل لما تُكره عليه النفس وتضطر إلى تحمله اتقاء لما هو أسوأ. فائدة لغوية: اللسع واللدغ كلمتان مترادفتان، لكن بعض علماء اللغة فرّقوا فقالوا: اللَّسْع لذوات الإبر، واللَّدْغ بالفَم. الصورة: استحلاب السم من الأفعى المقرنة (أم جنيب) بواسطة الامساك برأسها واستثارتها وغرس نابيها بطبقة بلاستيك تغطي كأسا زجاجيا لإيهامها أنها تمكنت من جسد ضحيتها فتخرج السم. وهذا السم هو المادة التي تصنع منها الأمصال لعلاج الملدوغ من الأفعى.