الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    البرلمان العربي يدين حرق كيان الاحتلال لمستشفى بقطاع غزة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    وزير المالية اليمني ل«عكاظ» الدعم السعودي يعزز الاستقرار المالي لبلادنا    التركي فاتح تريم يصل إلى الدوحة لبدء مهامه مع الشباب    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مدرب اليمن يستهدف فوز أول على البحرين    الذهب يستقر وسط التوترات الجيوسياسية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    دار الملاحظة الأجتماعية بجازان تشارك في مبادرة "التنشئة التربويه بين الواقع والمأمول "    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعراء وكتّاب الأدب في «الفيسبوك».. اعترافات وبوحٌ عالٍ من رحم «قصيدة اللحظة»!
عن الحب و«الظاهرة الشعرية» في مواقع التواصل الإلكترونية:
نشر في الرياض يوم 24 - 01 - 2013

الأدب والشعر على حيطان الفيسبوك، ظاهرة حقيقية، تستحق أكثر من وقفة تأمل في شكل القصيدة ومدى تأثرها بتفاعل المتلقي المباشر وكتابتها المستجيبة بصدق لوحي اللحظة، حيث يكتب القول الشعري ويلقى الكترونيا أمام الملأ في فضاء "الفيسبوك" حيث ساحة التفاعل وحصد الإعجاب أو التعليق. هكذا إذن هو الشعر، يحضر أيضاً بلغته البديعةِ، باستمرار ليلطف عالم هذا الموقع الشهير وتحديداً بعد أن اصطبغ في السنوات الأخيرة، بلون الدم وأزيز السياسة والعنف البصري واللفظي. وكما نعرف فإن الظاهرة الشعرية والأدبية في "الفيسبوك" تشكلت بصورة واضحة في العام (2009) حيث نشرنا في ذلك العام، تحقيقاً استشرافيا بعنوان (الفيسبوك يتحول إلى مقهى للمثقفين وساحة لقاء عشاق الأدب) ورصدنا من خلاله، بدايات اهتمام الشعراء والكتاب بهذا الموقع، إلا أن الكتابة الشعرية والنثرية في "الفيس"، اخذت تستدعي الالتفات أكثر، ربما لازدياد عدد المدونين والمتفاعلين في هذا الفضاء الالكتروني أو لأن طريقة إلقاء الشعر، فيه، قد تطورت، من نقل كتابات ورقية سابقة، إلى القاء القصيدة الكترونيا، وهو ما يمكن تسميته بقصيدة اللحظة، أو الكتابة تحت استجابة مباشرة للحظة التي يعيشها الكاتب، حسب الكاتبة اللبنانية رندة صادق. غير أن هذا النثر أو الشعر، لا يسلم من النقد والرقابة عندما يتعلق بالحب والغزل والايروتيك، خاصة في مجتمعاتنا المحافظة، وأيضا عندما يكون الشاعر متواجداً دائما بقرب نصه، من هنا يأتي الدفاع والتفاعل لتحول القصيدة إلى نص مستمر، قبل للمواجهة مع قارىء يتتبع كل تفاصيل القول الشعري، على أن هذا القارىء ربما يكون قريبا من الشاعر أو بعيدًا منه. في هذا التحقيق إذن نسلط الضوء على تجربة الكتابة الشعرية والأدبية الجريئة على الفيسبوك.. مقارنة بتجارب سابقة وأثر هذا النوع من الكتابة على الكاتب والقاريء الحديث، على حد سواء، انطلاقا من تجارب كتاب وشعراء وشاعرات وكاتبات محليين وعرب:
"قبلُ وما بعد الفيس"
وحول تجربة الكتابة الشعرية في "الفيسبوك"، يشير الشاعر السوري تمام التيلاوي إلى أن غرضه من إنشاء صفحته في الفيسبوك قبل حوالى خمسة أعوام كان بقصد "نشر ما كتبته وما نشرته سابقا من الشعر ورقيا أو في العالم الالكتروني". مضيفا: "ومع الوقت وجدت أن التجربة ناجحة وقد أوصلت كتاباتي إلى شريحة أخرى من الناس ما كانت لتصل إليها عن طريق وسائل النشر التقليدية وهذا برأيي أمر جيد جدا". ويعلق الشاعر الحاصل على جائزتي محمد الماغوط وسعاد الصباح في الشعر، قائلا: "اليوم صرت أكتب وأنشر أشياء جديدة أو أكتب مباشرة أشعارا وخواطر وليدة اللحظة، وهذا أمر له متعة خاصة تشبه متعة الارتجال ربما.. صرت أكتب أيضا هذياناتي في آخر الليل وأشاركها مع الآخرين وربما نقضي ليلا بطوله في حوارات حول هذياناتي وهذياناتهم.. هذا أمر جميل لا تتيحه الحياة الواقعية. أما الكاتبة اللبنانية رندة صادق فترى أن تجربة الكتابة على صفحات الفيس بوك، "كانت منطلقا جعلني أتعرف وأتفاعل مع كتاب وشعراء كثر والأهم خلق بداخلي نوعا جديدا من البوح المولود من رحم اللحظة والذي لا يعوقه عبور أو تعترضه حواجز ولا تطارده مقصلة رقابة مساحة الحرية التي خلقتها صفحات التواصل، فهي أكثر الأشياء التي صقلت جرأتي وقدرتي على التحدي والخروج من قالب الكتابة الوصفية والضيقة التي تلاحق الكاتبات عادة كنوع من ارهاب ابداعهن. أما الشاعر السعودي عبد الوهاب أبو زيد فيصيف على ما قالت رندة صادق، مجيباً: الفرق أن "فيسبوك" و"تويتر" يمنحك فرصة التفاعل المباشر مع القراء واختبار ردات أفعالهم حيال نصوصك. بينما ترى الروائية السعودية شهد الغلاوين في تجربة الكتابة الأدبية على "الفيس" أنها أتاحت لها مساحة حرة لا سقف لها رغم بعض الردود الصادمة من المتابعين". مضيفة: "لكن حين تتأكد أنك هنا الرقيب تكتب بصدق ويقين ألا أحد هنا سيوقفك، وبتويتر دائماً ما أكتب الفكرة قبل نموها وأتدارك مراحل نموها بعد ساعات من نشرها فأنطلق بنصوص متشعبة تحمل الفكرة بشكل آخر ولون مختلف. في حين تتحدث الشاعرة انتصار دويليب عن علاقتها بصفحتها، بأسلوبها الذي تحبُ، معلقةً: "هي ورقتي الحالية، ألتف حولها بكثافتي القلقة، أختبئ مني أسفلها كلما اقتربت مني، أتقافز فوقها فرحاً لأنني استرجعت شيئا من أجنحتي لدقيقة من الشعر، أترنح على حوافها ك يمامة انحسر عنها الهواء وتقشرت السماء فوقها فجأة، وأمزقها عندما لا تروقني طريقة اصطكاك أطرافي عليها، أصغى عليها إليّ وضجيجي وعزلتي، التهمني وأفقد شهيتي نحوي، أعدو نحوي وأنغمس في ظلي قبل الأخير، أكتبني عليها كما أشاء ولا أكتبني، ببساطة هي مساحة أقتسم معها غنائمي من رأسي وأنغمس فيها كاملة بدون أن تتسرب مني أنفاسي وأسترجعها وهي ملأى بتماثل حجرية لا تشبهني، هناك اضاعفني صمتي وأتوحد مع ستائري وثرثرتها المحببة إليّ، إنها حقا، مسودتي التلقائية وجفني الزيتي الذي ينزلق عليه حلمي مزهوا بهيئته الأولى.
نفاق شعري!
الفرق بين الكتابة التقليدية الورقية أو النشر في الصحف وبين ومواقع التواصل الالكترونية، أمرٌ وإن بدا بدهياً، إلا أن ثمة ما يستحق التأمل والتدقيق، فثمة فرق جوهري في الكتابة بين المكانين، كما يرى الشاعر تمام التيلاوي.. "ما تتيحه مواقع التواصل من تلقي ردود أفعال القراء بشكل مباشر وسريع على ما يكتب؛ يجعل الشاعر يعيد نظره أحيانا فيما يكتب وأحيانا تمارس مواقع التواصل على الكاتب دور الرقيب الإضافي على كتابته مما يجعله يشعر بالضيق أحيانا". وهو ما يؤكده الشاعر عبدالوهاب أبو زيد والذي بدأ كتابة الشعر في التسعينيات، حيث يشير إلى أن الفرق بالنسبة إليه يتمثل في " أن مواقع التواصل تتيح لك مجالا وتمنحك فرصة لإعادة النظر في نصك، وربما إعادة كتابته، أو حتى حذفه، على خلاف النص المنشور ورقيا، إذ أنه يخرج من سلطتك ويتخلص من سطوتك فور نشره، فلا يعود بإمكانك أن تضيف له أو تحذف منه أو تعدل فيه. إلا أن تمام التيلاوي ينبهنا بالمقابل إلى أن المتابع يمكنه أن يرى في هذه المواقع؛ الكثير من النفاق الاجتماعي لبعض الكتاب المعروفين أو لبعض الكاتبات عند نشرهم لنصوص رديئة. مضيفا: "لكنني تعودت على هذه الأشياء وهي موجودة حتى في الحياة الواقعية وبعد هذه المدة لم أعد أهتم لكل هذا، فصرت أكتب ما أريد بحرية تامة واستقبل الانطباع العام على كتاباتي دون أن أدقق في مثل هذه التفاصيل".
بوحٌ ودعم معنوي
بينما تعتقد رندة صادق "أن من الأمور المذهلة أن تتمكن من أن تفكر بفكرة أو يعتريك إحساس ما وتتمكن من نشره والبوح به وجعله حالة يتبناهها كثيرون ويتفاعل معها كثيرون هذا بالضبط ما يكسر الصورة النمطية للكاتب المبهم المختبئ وراء النص ويجعل الشاعر قابض على لحظة الاحساس تماما كالمطرب الذي يتفاعل معه جمهوره، فتجربتي الفيسبوكية تشبه تماما هذه العلاقة الثنائية بين الابداع ومتذوقه. وتضيف الكاتبة اللبنانية، قائلة: وهنا يكمن الفرق بين أن تجسد فكرتك على ورقة تصبح خارج سياقها الزمني وقد تختلف رؤيتك لبنائها ومضمونها بفعل مضي وقتها وبين أن تفيض وأنت مفعم بالانفعال وفي أوج إحساسك. أما شهد الغلاوين فتتحدث من تجربتها الروائية عن الفرق بين الكتابة الأدبية والشعرية على الفيس وبين الكتابة التقليدية معلقة: " فرق كبير أن تكتب لشهور طويلة ولم يطلع على ما تكتب أحد؛ تفقد متعة مواصلة الكتابة فعن تجربة خاصة، حالياً أكتب عملا جديدا وأتوقف فترات أحتاج فيها للترويح والدعم فلم أجد وسيلة تجمعني بالقارئ مباشرة سوى تلك المواقع فأخصص يوماً بالأسبوع للكتابة المتواصلة بتويتر والفيس بوك لأتلقى الدعم والتشجيع من متابعيني وكأن عباراتهم تضخ الحياة بداخلي من جديد".
لا فرق..
الشاعرة انتصار دويليب، تختلف مع الجميع، معلنة: "لا أجد فرقا حقيقيا بين الكتابة هنا وهناك، ما دام الكاتب ينسج النص من روحه، قد أحب الكتابة على رف متهالك من الهواء، جدار مرتبكٌ من الدخان، على قطعة مائية أو قوقعه خافتة، الكتابة الحقيقية عندي هي التي تخفق بأي مكان يروقها وصاحبها". وتضيف صاحبة ديوان (حدثتني نافذتي) "هذا من داخل رأسي وقناعاتي، أما عن تلك الدائرة حولي فأعلم أن هناك فرقاً هائلاً، يتعلق بين الاستجابة الفورية والتعليقات المباشرة في مواقع التواصل، وما يقال أن الكتابة التقليدية هي الأصل وهي التي تحفظ للكاتب حقه وتمنحه اللقب السماوي كمؤلف أو شاعر، فبالنسبة لي هما سيان، ما دمت أكتب بأناملي المقلوبة المتجهة نحوي فقط، ولم أحس أنني حققت شيئاً مختلفاً ب الطباعة الورقية غير أنني الآن أجيب ب نعم على السؤال الأبدي المألوف: أنت شاعرة، لك إصدار ورقي؟
شهد الغلاوين: في تويتر دائماً ما أكتب الفكرة قبل نموها وأتدارك مراحل نموها بعد ساعات من نشرها
تمام والرقابة الكبرى!
غير أن الظاهرة الشعرية والأدبية في الفيسبوك وتويتر، لا تمر دون الالتفات إلى ذلك البوح العالي في الحب، حيث ظهرت كتابات غزلية وإيروتيكية، تواجه القارى بلا تلكؤ، بقضايا الحب وعلاقة بين الرجل والمرأة.. أو حتى نقد الشريك الغرامي.. الخ، وهنا نسأل: ألا يؤثر مثل هذه اللغة أو الخطاب على حياة الشاعر أو الكاتبة الأسرية أو ربما على نظرة شريكه له أو حبيبك إليك؟ . "نعم كان يؤثر أحيانا". يؤكد الشاعر السوري تمام التيلاوي، مضيفا: "لكن زوجتي اعتادت مع الوقت على طريقتي في الكتابة وصارت تدرك جيدا أن أكثر ما يكتبه الشاعر هو من نسج المخيلة، كما أن تعليقات بعض المعجبات بكتابتي كانت تثير انتباهها أحيانا، لكن هذا أمر طبيعي من قبل أي شخص يغار على شريكه وحبيبه؛ المسألة حساسة جدا وبحاجة إلى استيعاب وتفهم عاليين، ربما لو كنت عازبا لكنت أكثر حرية في التعامل مع الأشخاص لا سيما من الجنس الآخر، لكن لا بد من احترام مشاعر الشريك في النهاية، لأن الحرية الشخصية يجب أن تتوقف عند المساس بمشاعر الآخرين وهناك مسألة أخرى تتعلق بوجود والدتي كصديقة لي على الفيسبوك. وهي بالنسبة لي الرقابة الأعظم والأكبر حتى من رقابة أجهزة الأمن. والدتي تتصل فورا بي عند نشري لصورة ايروتيكية مرافقة لنص شعري أو عندما أتحدث بالسياسة، وتطلب مني أن أقوم بالحذف بداعي حرصها عليّ بالطبع وبعد جدال طويل دائما أضطر أحيانا إلى الحذف أو التعديل.. والدتي لا أستطيع أن أرفض لها طلبا، وعن موقف حدث معه، يعترف تمام: " أتذكر موقفا حصل مرة بأن إحدى الصديقات كانت دائما تعلق على قصائدي تعليقات توحي بأن النصوص مكتوبة لها وهذا طبعا لم يكن صحيحا لكنني خضعت لجلسة تحقيق مطولة حتى أثبت براءتي في النهاية ثم طلبت من الصديقة أن تتوخى الحذر قليلا في تعليقاتها، فلم تعد تعلق مطلقا؛ زوجتي لديها حساب في الفيسبوك أيضا وقد حذفتني وحذرتني عدة مرات نتيجة بعض التعليقات أو المزحات التي تردني أو أقوم بكتابتها أحيانا. مضيفا: "أنا حذفتها مرة عندما تحولت في لحظة ما إلى رقيب قاسٍ. هذه أمور أعتقد أنها تحصل كثيرا بين الأزواج أو العشاق على الفيسبوك وقد حصلت مع أصدقاء كثر أعرفهم.
قصائد حب لزوجتي
وعن البوح نفسه، يعلق الشاعر عبدالوهاب أبو زيد: بالنسبة لي ليس ثمة ما يدعو للقلق أو التردد إزاء مثل هذا البوح، فمن حيث المبدأ، لا أجد غضاضة في ذلك مطلقاً، يضاف إلى ذلك أن قصائد الحب، حتى أكثرها ارتباطاً بحياة الشاعر الشخصية تتحول إلى تجارب حياتية مشاعة لا تقتصر في تعبيرها على حياة الشاعر بحد ذاتها بقدر ارتباطها بالتجربة الإنسانية الأشمل. فقصيدة الحب التي أكتبها لمحبوبتي هي بمعنى ما قصيدة كل عاشق لمحبوبته". مضيفا: "على الصعيد الشخصي، كتبت الكثير من قصائد الحب التي خصصت بها شريكة حياتي، وقد جمعت عدداً لا بأس به منها وأرسلته للمطبعة مؤخراً، حيث من المتوقع أن يتم توزيع الكتاب الذي يضم تلك القصائد والذي يحمل عنوان (ولا قبلها من نساء ولا بعدها من أحد)، في معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الجديدة لهذا العام 2013م.
زوجي لا يقرأ لي!
أما رندة صادق، فتعتقد أنه لا يمكن وضع ضوابط لإبداع الشاعر او الكاتب بشكل عام هي حالة التوهج والفيض. مضيفة: شخصيا لا أكتب لأنه يجب أن أكتب، بل أكتب حين أعيش لحظة بداخلي لا يمكن لقلبي وعقلي وقلمي أن يدفنها مهما كان الموضوع الذي تفاعلت معه وبغض النظر عن واقعي الاجتماعي ومغالطة كبرى أن نظن أنه بامكاننا أن نكتب في الحب وفي مواقفه الكثيرة والمتنوعة من خلال رجل معين الحقيقة يطال التميز العنصري الكاتبات في هذه النقطة فالجميع يتكلم عن الملهمات اللواتي يلهمن الرجل وما المانع ان يكون للكاتبة ملهمين؟ وهنا اؤكد ليس المقصود عاشقات وعاشقين بل أشخاص يدفعونك لتصوير حالة ما او حالة تدفعك لخلق صورة حبرية عنها. وتشير الكاتبة اللبنانية إلى أنها حين تنتقد العلاقة مع الرجل بكل أشكالها الزوج او الأب أو الاخ او "مهما كانت طبيعته في حياتي انتقدها من زاوية آلمتني اذا هي وجهة نظر ورأي قد يكون فلسفي الى حد ما وبصراحة لا افكر بالنقد او بردات الفعل بل افكر باني قلت ما يحرقني بمكان ما. وحول موقف تعرضت له ذات بوحٍ، من قبل المقربين، تجيب رندة، معلقة: لا يمكن أن أتحدث عن أي موقف حدث معي ومع شريك حياتي لسبب بسيط في شكله عميق بمضمونه أن زوجي لا يقرأ لي وهنا اما لعدم إيمانه بي، او تجنبا لجدل يعرف أنه لن يفضي الا لخلاف فأنا أكره ان اشرح نفسي امام من قاسمته عمري.
والأخُ..أيضا!.
وتشير الكاتبة السعودية شهد الغلاوين إلى أنها حين تكتب "يعلم جيداً من حولي أني أعيش حالة أخرى ليس لها صلة بهم فأنا أتقمص الدور وأحاكي أفكاري وكأني أعايشها فعلاقة الرجل بالمرأة فكرة عامة وليست محددة على فرد واحد ولم يحدث أن وجه لي أحدهم أي سؤال عما أكتب وماذا أقصد بما كتبت على جدران الفيس بوك وتويتر". وعن ذات موقف حدث، تكشف شهد قائلة: "كنت في ليلة أكتب بلا قيود، بعث لي أخي "مسج" صباحاً وقال :(كتاباتك الأخيرة بالفيس بوك أوفر) توقفت بعد هذا المسج أسبوع عن الكتابة وحين عدت بعدها بأيام أكتشفت أنه ألغى متابعتي.
بوح.. ولا رجال
أما الشاعرة دويليب فتشير إلا أن طالما تم نقدها وبضراوة "بركانية بسبب خلو كتاباتي من الرجل، الرجل في تعريف اللغة وكما تتناوله وتناولته الأديبات دائما". مضيفة: "أنا أبوح بلغة مختلفة وغير مستهلكة، لا أستطيع تكرار أي أسلوب أو إحساس سابق، أرفض تماما ربط الرجل بالحرف بطريقة مباشرة تقليدية، لذا تم وصف ديواني الأول " حدثتني نافذتي" بتعبير طريف لكني أمتن له كثيرا، وهو أنه الديوان الأول الخالي من الرجل الذي تكتبه شاعرة عربية. معلنة: أنا بمنطقة آمنة هنا ليس لأنني أخشى البوح، بل لأنني أرتفع بمنزلة الرجل من كل ما هو أرضي، وأضعه بدوامة سماوية حلوة، على متن غيمة مقلوبة، بين أخاديد كونية فريدة وأقمار قرنفلية وحيدة الطراز.
تلميحات وإيهام القارىء
ولكن هل تؤدي التلميحات المضمرة، من الآخرين، حول مقصد النص الأدبي (الغرامي) إلى تحفظ الكاتب / الكاتبة عن البوح بما يريد أن يبوح به شعريا أو نثريا وتحت وطأة الرقابة آنفة الذكر؟. رندة صادق ترفض، بل وتؤكد العكس، معلقة: تستفزني وتخلق مني حالة متمردة تدافع عن حقها في البوح والتعبير عما يحدث في دواخلها وعالمها الأنثوي وربما عالم كثيرات ممن آمن بها واعتبرن كلماتها توصف وجعهن ومعاناتهن كثيرات من السيدات والبنات تصلني منهن رسائل تقول لي : قلت وجعنا وما لم نجرؤ على قوله وربما لهذا انا اضع بجانب اسمي في صفحتي على الفيس بوك جملة تلخص غايتي من الكتابة وهي (ما لم تقله امرأة). أما صاحب مجموعة (شعرائيل) الشاعر تمام التيلاوي فيؤكد نفيه: ب"كلا، ربما فعلت ذلك في فترة محددة عند بداية استخدامي للمواقع الاجتماعية، كنت أخجل بعض الشيء، وأنا خجول بطبعي عموما لكنني الآن أكتب ما يحلو لي وليفهم كل قارئ كما يريد وعندما أقرأ تلميحا مضمرا مسيئا أو تعليقا يشي بفهم خاطئ لما أكتب فإنني أتجاهله غالبا وأحيانا أقوم ببعض التوضيح أو اضطر أحيانا لحذف التعليق".
وترى انتصار دويليب أن تلميحات الآخرين "حقيقة على صفحة الفيس" مضيفة: "أنشر كل حواسي، قرنفلية كانت أم شوكية، لكن هناك الكثير أظهره لي فقط، في أغلب الأحوال تأتي التعليقات بما لا يشبه النص وما لا يليق به، تعليقات أحسها كالإزميل الجاف، تعليق من أجل التعليق، ولا يهم كيف يفتك بالنص، الكثير من التعليقات تحاول تحويلي ورأسي إلى أيقونة نسائية على الفيس، تعليقات كثيفة لكن القليل منها جدا يصغي إليّ، والنادر جداً الذي يرفع ثماري إلى روحه ويتأملها كما يليق.
أما شهد الغلاوين فتتفق مع الشاعر السوري والكاتبة اللبنانية، قائلة: "لا أتصور؛ أصبح الكاتب يكتب دون أن يلتفت لذلك فأنا أعجب ممن يلبس الكاتب حالة النص في السابق، ندرك أن الحالة العاطفية بكل نص يجيد محاكاة مشاعرنا يجعلنا نجزم أن الكاتب مر بهذه الحالة وكتبها كما حدثت لأنه أتقن ملامسة مشاعرنا حقيقة وبعد تجربة الكتابة تأكدت أن الكاتب الجيد والجيد فقط هو من يجعلنا نؤمن أن ما كتب كان حقيقة مر بها ذات يوم".
عبد الوهاب أبو زيد: «فيسبوك» و«تويتر» يمنحانك فرصة التفاعل المباشر مع القراء واختبار ردات أفعالهم حيال نصوصك
رندة صادق:صفحات التواصل صقلت جرأتي وقدرتي على التحدي والخروج من قالب الكتابة الوصفية والضيقة
تمام التيلاوي: اليوم صرت أكتب وأنشر أشياء جديدة أو أكتب مباشرة أشعاراً وخواطر وليدة اللحظة وهذا أمر له متعة خاصة
انتصار دويليب: أنا أبوح بلغة مختلفة وغير مستهلكة ولا أستطيع تكرار أي أسلوب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.