في علم التخطيط وفلسفة الإدارة يعتبر تحديد الأهداف من أهم خطوات النجاح، وكلما كانت الخطوات مفصلة ومحددة كانت الأقرب للإنجاز، بمعنى أن يضع الشخص أهدافه ويوضح بالقلم والورقة كيف يصل إليها بالتفصيل. أما في علم الطاقة فالأمر يختلف تماماً بل وبتعارض في بعض المفاهيم مع أصحاب الخطط والتفاصيل. في علم الطاقة كلما بالغت في وضع الخطوات المفصلة هرب منك الهدف.. والدليل أنك حين تبحث عن شيء ما وتكرس كل حواسك لإيجاده يهرب منك وتكتشف أنه كان أو سيتواجد أمامك في الوقت الذي أنت منصرف عنه..!! علماء البرمجة يؤكدون على أن إجهاد العقل بالتفكير في حل مشكلة ما يجعلك تخسر حلولها وينصحون بتجاهل المشكلة ليأتي الحل أمامك مثل طبق جاهز ينزل إليك من السماء. وحين بحثت طويلاً في هذا الجانب اقتنعت تماماً أن الأهداف تتحقق بمجرد وجود اليقين في حصولها دون البحث في الخطوات التفصيلية لتحقيق الهدف (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) حديث قدسي نعلم عظمته وربما لا نطبقه فنحرم أنفسنا الكثير من أسرار تحقيق ما نريد حيث أنك تحصل على ما توقن، وتتأكد وتثق بحدوثه إن خيراً فخير وإن شراً فشر.. (اعقلها وتوكل) في حديث رسول الله في العمل بالأسباب والتوكل على الله فلم يدع الناقة دون قيد بحجة التوكل على الله وفي نفس الوقت لم يضع العراقيل أو التفاصيل التي توثق أكثر رباطها؛ فقد بذل مجهوداً للحفاظ على ناقته، ولكنه مجهود بسيط والتوكل على الله كان هو الأعلى والأكبر. إن النظر والتعمق في تفاصيل أي هدف كان يعني النظر إلى معوقات سواء معوقات بشرية أو مادية أو اجتماعية.. أياً كانت هذه المعوقات هي حتماً تحبط النفس وتشغل ذهنك بها، وبالتالي ينشغل الفكر عن الهدف الأساسي، ولأن الفكر طاقة تجذب لك ما يدور فيها يجب الانتباه لهذا الفكر لأنه الظن المقصود بالحديث القدسي. الظن هو الفكرة وهو اليقين بحدوثها سواء خير أو شر. باختصار شديد ضع فقط الهدف الذي تريده وأهم مافي الأمر التركيز على الثقة بأن هذا الهدف سيتحقق ودع الباقي من تفاصيل وخطوات التحقيق لله رب العالمين وسرعان ما ستجد الأمور بدأت تسير بطريقة عجيبة تصب في النهاية إلى الهدف المطلوب.. إنني على قناعة تامة أن بذل الجهد المبالغ فيه وإجهاد النفس في تحقيق الهدف يذهب بنا إلى اللاشيء. السر الأساسي في تحقيق الأهداف الثقة واليقين بحدوثها من الله عز وجل والبعد تماماً وبأي شكل من الأشكال عن الكفاح والقتال من أجل تحقيقها، وهذا لا يعني الجلوس في انتظار أن يحدث الحلم وإنما السعي بأقل جهد وأستطيع القول إن السعي 5% يكفي لتحقيق الهدف بشرط أن يكون الهدف واضحاً ويكسوه الثقة التامة بحدوثه وفي المقال القادم بإذن الله سنفصل هذه الأمور.