قبل أكثر من 20 عاما كنا نتسيد القارة الآسيوية وخلال العقدين الماضيين حققنا ثلاث بطولات خليجية، وتأهلنا لنهائيات كأس العالم أربع مباريات، وحققنا بطولة كأس العرب وتوجت أنديتنا بطولات أسيوية عدة، وسيطرت على معظم بطولات أندية الخليج، وفي هذه الأيام تغير حالنا وأصبحنا صيدا سهلاً لجميع منتخبات الخليج، ونخرج من التصفيات التمهيدية في تصفيات كأس العالم، وتراجع تصنيفنا العالمي إلى فوق ال100 خرجنا من كأس الخليج بفوز وحيد على اليمن الذي لم يسجل أي انتصار خلال مشاركاته الماضية في البطولة. خلال الفترة الماضية كان لاعبونا هواة، ويلعبون من أجل الدفاع عن الوان الوطن، والبحث عن النجاح، والمكافآت التي تقدم لهم حالهم حال إي مواطن يحقق لوطنه أي إنجاز، وكان لدينا نجومنا كبار يعتمد عليهم في المواقف الصعبة، ومع تطبيق الاحتراف انقلب حالنا، وأصبحنا نقف في الصفوف المتأخرة، ومستقبلنا لا يبشر بخير؛ فالاحتراف بوضعه الحالي أثبت فشله؛ فالمواهب موجودة، ولكن تطبيق الاحتراف لابد ان يعاد فيه النظر حتى لا نصل إلى درجة ينادي فيها الجميع بإلغاء الاحتراف، والعودة إلى الهواية الزمن الجميل للكرة السعودية. مهمة اتحاد الكرة الجديد هي دراسة وضع الاحتراف بورش عمل تشارك فيها الأندية فهي المعنية بالأمر، وتعاني الأمرين من أنظمة تحرض اللاعب على التمرد، والحصول على الملايين بأقل مجهود، وأولى هذه الخطوات هي الغاء المادة ال18 التي تسمع للاعب الانتقال دون موافقة نادية بعد دخوله الفترة الحرة؛ فاللاعب بات يضغط على ناديه، ويطالب بمبالغ خيالية لا يستحقها، ومع الغاء المادة سيكون القرار للنادي وسيقيم اللاعب وفق امكاناته الفنية، ويمنحه المبلغ الذي يستحقه أو يبيع عقده، ويستفيد مالياً، وكذلك البحث عن سبل تحد من التضخم في عقود اللاعبين المحترفين، ووضع شروط للهجرة العكسية للاعبين من خلال السماح للأندية بتسجيل عدد مقنن من اللاعبين الاندية الاخرى في الموسم. يحسب لاتحاد الكرة الجديد السماح بتسجيل ستة لاعبين أجانب في الكشوفات يختار النادي منهم أربعة في كل فترة تسجيل، وبهذا تخرج الأندية من مأزق عقود اللاعبين الأجانب الطويلة، ويكون القرار بيدها؛ فاللاعب الذي يمتد عقده إلى أربع سنوات ويرغب النادي في بيع عقده يرفض، ويطالب بباقي عقده، ويضطر النادي إلى استمراره بدون فائدة فنية أما الان فالنادي يسجل اللاعب الذي يحتاجه ويحول اللاعب الذي لايحتاجه إذ رفض المغادرة إلى الرديف، وهنا سيضطر اللاعب إلى المغادرة؛ فالرديف سيبعده عن المباريات، وهنا سيهبط مستواه ولن يجد فريقا يرغب في جلبه. الكويتيون يتغلبون علينا في خليجي 20 وبعد عامين يكررون انتصارهم في البحرين ويخرجون في الإعلام ويقولون «الأخضر» صعب ومن أفضل فرق آسيا هذه هي مشكلتنا الكبرى الجميع يضحك علينا ويضعنا في مكان لانستحقه فنحن خلال العامين الماضيين لم تتعد انتصاراتنا أصابع اليد الواحدة الواقعية تقول: الكرة السعودية توقفت ولم يعد لديها لاعبون.