خلال سنوات قليلة من تأسيسها استطاعت شركة مواد الإعمار القابضة CPC أن تصبح أكبر منتج لمواد الإنشاء والبناء المختلفة بالمملكة العربية السعودية، في العديد من المجالات عبر شركات تابعة كالحديد والخرسانة مسبقة الصب والخرسانة الجاهزة والرخام والجرانيت والزجاج والمواد اللاصقة والكابلات الكهربائية والألمونيوم والأعمال الخشبية والجبسية بفروع داخل المملكة وخارجها، (الرياض) حاورت الدكتور فيصل بن ابراهيم السليمان العقيل، مدير إدارة تطوير الأعمال ورئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية والمتحدث الرسمي باسم شركة مواد الإعمار القابضة، والذي أوضح بأن الموارد البشرية تعتبر أثمن ما لدى الشركة والأكثر تأثيرا في الإنتاجية، مؤكداً على وضع شركة مواد الإعمار لقضية توطين الوظائف على قمة أولوياتها، انطلاقاً من إيمانها بأنها واجب وطني أكثر من خيار، مستطردا في الحديث عن دور الشركة في الانتماء للمجتمع والاندماج فيه من خلال رعايتها لعدد من برامج المسؤولية الاجتماعية في الصحة والتعليم وحماية البيئة وتطبيق المعايير الدولية في المعدات والأجهزة الصديقة للبيئة وغيرها.. فإلى الحوار الصحفي: * نود من سعادتكم إلقاء المزيد من الأضواء على مشاريع شركة مواد الإعمار القابضة ومصانعها وأهدافها ونشأتها ومسيرتها حتى الآن؟ - بدأت شركة مواد الإعمار القابضة عام 2007م كشركة مساهمة مغلقة هدفها إنشاء مجمعات صناعية لتوفير مواد الإنشاء للمشاريع التنموية، وبات اسمها موازياً للنمو الصناعي، بدايةً من بلدها الأم المملكة العربية السعودية لعرض تجاربها وقصص نجاحها المتعددة في العديد من البلاد العربية، وعليه شكلت نموذجاً للشركات الأسرع نمواً، وخرجت من عباءة الشركات التقليدية إلى شريك في التنمية الصناعية الاقتصادية بالتوازي مع الإستراتيجية الوطنية للصناعة، وذلك من خلال مساهمتها في تصنيع وتركيب مواد البناء لمشاريع على سبيل المثال لا الحصر: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. * أولى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد قضية البطالة اهتماما كبيرا ووجه بتوطين الوظائف وتوفير كل الدعم الممكن للوصول إلى القضاء كلية على البطالة في المملكة.. فما هي جهود شركة مواد الإعمار حيال هذه القضية؟ - تضع شركة مواد الإعمار قضية توطين الوظائف على قمة أولوياتها، انطلاقاً من إيمانها بأنها واجب وطني أكثر من خيار، وهي السبيل إلى رفعة الوطن وتقدم أبنائه، وتؤمن أن توطين الوظائف واجب على كل من لديه انتماء حقيقي للوطن، وواجب اقتصادي وأمني، كما أنه رافد من روافد الاستمرارية، ومن روافد التسويق وزيادة إنتاجية الشركة. * تركز CPC دائما على الاهتمام بتأهيل وتطوير كوادرها البشرية في مجال الاعمال المهنية والحرفية.. فما في أوجه هذا التركيز وماهي برامجكم في هذا التوجه ؟ - أهم مسؤولية الشؤون الإدارية في الشركة هي التركيز على الكوادر البشرية الذي تعد أثمن مورد لدى الشركة والأكثر تأثيراً في الإنتاجية، وتكتسب أهمية متصاعدة حتى أنها أصبحت ركناً أساسياً، وتهدف إلى تعزيز القدرات التنظيمية ولتمكين الاستقطاب وتأهيل الكفاءات اللازمة والقادرة على مواكبة التحديات الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال التدريب في مصانعها. * كيف تتعاطى شركة مواد الإعمار القابضة مع برنامج تدريب الشباب السعودي وتأهيله للعمل في مجال الأعمال الحرفية والمهنية؟ - استحدثت الشركة إدارة خاصة لهذا الغرض تحت اسم "إدارة توطين الوظائف" مهمتها الأساسية هي العمل على توظيف وتدريب الكوادر السعودية المؤهلة علمياً ومهنياً وخلقياً ولديها الرغبة الأكيدة في العمل وتقديم الأفضل للشركة، وذلك عن طريق الإحلال أو فتح وظائف جديدة بمصانع الشركة في مجمعاتها الصناعية داخل المملكة، والعمل على زيادة نسبة الميزة التنافسية الحقيقية للموظفين من خلال التدريب والتطوير لمهاراتهم وتحفيزهم وتهيئة البيئة المناسبة التي تتيح لهم العمل في جو مليء بالحماس والحيوية والعدل والأمان لتحقيق الغايات المرجوة. ما مدى اهتمام شركة مواد الإعمار بنواحي المسؤولية الاجتماعية وماهي المجالات التي تساهم بها وتهتم بها أيضا في هذا الشأن؟ تعتبر شركة مواد الإعمار ان المسؤولية الاجتماعية شكلاً من أشكال المواطنة الصالحة وتأكيداً على الانتماء للمجتمع والاندماج فيه، وهي فرصة حقيقية لبناء علاقات متينة بين شركات القطاع الخاص والمجتمع المحلي، ولترسيخ هذا المفهوم عند الشركات لابد من تبَني أهداف واضحة وخطط وإستراتيجيات مدروسة تقوم على أساس أفضل لممارسات المسؤولية الاجتماعية بشكل مستدام، ومن أهم المجالات التي تساهم بها الشركة هي الصحة والتعليم وحماية البيئة وتطبيق المعايير الدولية في المعدات والأجهزة الصديقة للبيئة والمستخدمة في مصانعها، والتقليل بأكبر قدر ممكن من الأضرار الناتجة من التلوث، وزيادة المساحات الخضراء وإنشاء مصانعها بعيدة عن الأماكن السكنية، فشركة مواد الإعمار هي شركة صديقة للبيئة ومن خلال هذا النشاط ندعوا إلى تبني ميثاق للمسؤولية الاجتماعية لتحقيق التنمية المستدامة. * ازدهرت الأمم والحضارات عبر الأزمنة المختلفة ليس فقط باهتمامها بالصناعة والتجارة والأنشطة الاقتصادية، بل عندما استشعرت أهمية الدور الاجتماعي، وقامت بتأسيس ودعم المبادرات التنموية في مجتمعاتها. كيف ترون سعادتكم استشعار المؤسسات الصناعية والاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني بهذا الدور الاجتماعي بتأسيس المبادرات التنموية؟ - بفضل من الله، فإن المجتمع السعودي خير مثال للمجتمع المتكاتف الملتف حول ابنائه مرجعا إليهم الفضل دائما في نهضته وتقدمه. وقد استشعرت الشركات الوطنية الكبرى العاملة في المملكة منذ وقت بعيد أهمية دورها الاجتماعي في تنمية المجتمع الذي تنتمي إليه والعمل على ازدهاره وتقدمه وتحقيق اعلى استفادة ممكنة لكافة أفراده. وقد ترجم ذلك إلى مبادرات أخذت أشكالا محتلفة لعل أهمها إنشاء هذه الشركات مراكز تدريب للارتقاء بمستوى الشباب السعودي الراغب في الانضمام إلى سوق العمل وإعداده للعمل اليدوي والإنتاج. وقد انتشرت هذه المراكز بصورة تدعو إلى الإعجاب وباتت محطا لأنظار الشباب السعودي من الجنسين. كما اصبحت هذه المراكز مساندة لجهود الدولة في مجال توطين الوظائف، ويطل في هذا الإطار صندق تنمية الموارد البشرية والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني فهما دائما وراء كل جهد من المؤسسات والشركات الكبرى. * لدى شركتكم مبادرات في دعم مشاريع المسؤولية الاجتماعية، وقد أعطت موضوع المسؤولية الاجتماعية وقضايا التنمية المستدامة اهتماما كبيراً، هل لكم أن تستعرضوا موجزا لتلك المشاريع التنموية التي تخدم المجتمع؟ - بالفعل، اهتمت شركة مواد الإعمار القابضة منذ تأسيسها بالبعد الاجتماعي في عملها، وأولت هذه الموضوع عناية فائقة انطلاقا من إدراكها لأهمية دورها كإحدى الشركات الوطنية الكبرى في تنمية المجتمع الذي تنتمي إليه ورفعة أفراده، بدعمها توطين الوظائف وتدريب الشباب الطامح للعمل في مجالات جديدة وواعدة توفرها الشركة. وفي هذا الإطار، تولي الشركة اهتماماً كبيراً ببرنامج تدريب الموارد البشرية السعودية حيث لاتزال السوق بحاجة إلى وقت لتوفيرها في كافة التخصصات وفق الاستراتيجية الوطنية الصناعية بهدف تشجيع توفير مواد الإنشاء للسوق السعودية والمشاريع الإنشائية داخل المملكة وخارجها. وترتبط شركة مواد الإعمار بعقود مع مسارات صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي للتدريب في مصانع الشركة والعدد ولله الحمد في تزايد حسب حاجة المصانع. وستتيح الشركة لهؤلاء المتدربين فرصة الانضمام إلى مصانعها المتنوعة. وإدراكا من شركة مواد الإعمار لأهمية دورها في المجتمع فإنها تفتح أبواب مصانعها خلال فصل الصيف أمام الطلاب والطالبات الذين يودون الاستفادة من إجازاتهم في التعرف عن كثب على بيئة العمل، كما انها تتعاون مع المعهد الوطني للتقنية في بحرة والذي يتولى إعداد كوادر مؤهلة ومتخصصة تسد النقص الحاصل في مجالات التشييد والصيانة والتشغيل والصناعة. كذلك تحتل البيئة مرتبة متقدمة في سّلم أولويات الشركة التي تحرص دوما على تطبيق المعايير الدولية من خلال الاستثمار في أفضل التقنيات التي تسهم في تقليل أكبر قدر ممكن من الأضرار على البيئة. في الوقت ذاته تحرص الشركة على دعم ورعاية المنتديات والمؤتمرات التي تدور حول هذه القضية منها "منتدى الأسر المنتجة" و "منتدى المسؤولية الاجتماعية للشركات". * كيف يمكن تفعيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية بين أفراد المجتمع السعودي المسلم انطلاقا من انتمائه الديني وسلوكه الأخلاقي. وما هو دور مؤسسات المجتمع في مشاركتها في تفعيل برامج خدمة المجتمع؟ - الإسلام دين المحبة والوئام والوحدة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». فلو أدرك كل مسلم المعاني الكبيرة وراء قوله صلى الله عليه وسلم، لما بات مسلم جوعان. ومن هذا المنطلق، فإن المسلم مطالب بالنظر إلى احوال إخوته في الإسلام ومساعدتهم على العيش الكريم بما أفاض الله عليه من خير. وذلك هو الغرض من دعم الأسر المنتجة وهو جزء من هذا الاهتمام. وكما يقول المثل الصيني «بدلا من أن تعطيني سمكة علمني كيف اصطاد». فنحن جميعا مطالبون بمد يد العون لمن لا يعرفون الصيد، مجازا، فكل من يعمل هو صياد في مجاله يصطاد قوت يومه، وعلينا أن نعلمه ونهديه إلى الطريق ليكون نافعا لنفسه ولمجتمعه، وعلى الكل إدراك ذلك، وحينها سيتم تفعيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى الجميع ليكون المجتمع كله وحدة واحدة متكاملة يعمها الخير والنماء. تحسين المستوى الاقتصادي للأسر الفقيرة- هدف تسعى الدولة لتحقيقه- عبر ايجاد فرص عمل للشباب والفتيات وتشجيع الأسر القادرة على العمل والانتاج. في نظركم ما هي العقبات التي تواجه تحقيق مثل هذا الهدف؟ قد يكون أول العوائق هو عدم توحيد الجهود. فنرى أن كل شركة تعمل بمفردها على هذه الطريق أو تلك، أما إذا توحدت هذه الجهود وهو الاتجاه السائد حاليا- فإن المردود سيكون قويا. * هل لديكم تصور لإيجاد بدائل لتشجيع "نشاط الأسر المنتجة" عبر إقامة المهرجانات والمعارض، وكيف يمكن لمثل هذا النشاط أن يمثل رقما صعبا في الدخل الوطني؟ - نعم، يمكن ذلك بإقامة أسواق دائمة لمنتجات الأسر المنتجة بمختلف المدن، والعمل على فتح أسواق خارجية لترويجها مع توفير المواد اللازمة للإنتاج بأسعار التكلفة أو دعمها، ولا ننسى أن دولاً عديدة تعتمد على مثل هذا الإنتاج لتصديره للأسواق الخارجية ليكون مساندا لموازين مدفوعاتها حيث يلقى هذا النوع من الإنتاج رواجا لدى الدول التي تقل فيها المنتجات المصنوعة يدويا. * كيف تقرؤون جهود الدولة في تشجيع العمل وثقافة الإنتاج؟ - الدولة، حفظها الله، تحرص كل الحرص على دعم العمل وتشجيعه انطلاقا من أن الطريق الأساسي للنهضة والتطور وتلبية احتياجات المجتمع من مختلف المواد المطلوبة سواء كانت غذاء او كساء أو مواد بناء وغير ذلك مما تحتاجه الأمم. وهي في سبيل ذلك تضع الاستراتيجيات اللازمة وتسن القوانين المشجعة على العمل والمدعمة لثقافة الإنتاج. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يحفظه الله، فإن جهود الدولة في هذا الإطار باتت واضحة كل الوضوح وتعززت بصورة لم تشهدها المملكة من قبل. وليس أدل على ذلك من تلك المدن التي يتم بناؤها في مختلف المناطق، إضافة إلى التسهيلات التي تقدم لهم من أجل العمل في افضل الأجواء. وكذلك هناك المناطق الصناعية التي توفر احتياجات المصنعين من بنية أساسية تسهل لهم العمل وتذلل لهم العوائق. وفي إطار دعم الدولة لهذا الاتجاه، تأتي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة لمنتدى الأسر المنتجة، وقد عودنا سموه منذ تولى مسؤولية هذه المنطقة الغالية على دعم كل ما من شأنه تقدمها وتطورها ورفعة أبنائها. وبصفتنا احد رعاة هذا المنتدى أقدم لسموه كل الشكر والعرفان لدعمه اللامحدود لهذا المنتدى. بيئة عمل مريحة تتيح الإبداع والتميز في العمل برنامج التدريب الصيفي لطالبات الجامعة اكثر من 11 مصنعاً تتبع للمجموعة ويبدو مصنع الاخشاب