في الوقت الذي اشتدت المنافسة بين الصناعات البتروكيماوية السعودية والأوروبية بعد أن واصلت الأولى تزعمها أكبر الحصص الإنتاجية والتسويقية بالتوسع المستمر في ظل تقهقر الأخرى التي باتت تعاني عدة مشكلات اقتصادية ومالية وفنية، بدأ العام 2013 بمزيد من التنافسية حيث تتجه المصانع الاوروبية لعدم استقرار بعض المنتجات الهامة التي تقرر وقف انتاجها مطلع العام لأعمال صيانة وظروف أخرى في الوقت الذي فرغت عدة مصانع بتروكيماوية سعودية من أعمال صيانة خلال فترة الصيف الماضي إضافة لدخول طاقات إنتاجية جديدة للسوق. وتابعت "الرياض" وضع أسواق الإثيلين والبروبلين في أوروبا للربع الأول من 2013 التي يعمها الغموض في ظل إقرار أعمال صيانة ضخمة مخطط إنفاذها في وحدة تكسير رئيسة أواخر الربع الأول متزامناً مع دخول عدة وحدات تكسير رئيسة أخرى خلال الربع الثاني من العام ما يجعل من التنبؤات التعاقدية ووضع الإنتاج والعرض والطلب والتسويق غير دقيقة مع وجود تفاؤل لتجارة نشطة خلال الربع الأول تحسباً لتقلص الامدادات في الربع الثاني. وفي تتبع لتعليقات المنتجين والمشترين والمشاركين في السوق الأوروبية للإثيلين والبروبلين اتضح تحسرهم على عدم وضوح الرؤية لحركة تداول هذين المنتجين أو القدرة على التنبؤ بالتطورات ومعرفة مستويات الطلب من الصناعات التحويلية، ومع ذلك يشعر المنتجون بنوع من الاطمئنان لبداية متصاعدة لأعمال نشطة في التسويق خلال الربع الأول نظراً لتوقعات حدوث شح في الإمدادات خلال الربع الثاني بسبب أعمال صيانة ثقيلة الأمر الذي سوف يدفع حالة الطلب إلى مستويات مرتفعة في الربع الأول. وعلق أحد المنتجين الرئيسين ملفتاً إلى بداية جيدة إلى الربع الأول من عام 2013 مقارنة بنهاية الربع الرابع من عام 2012 متزامنة مع أعمال الصيانة لوحدات التكسير الأوروبية في الربع الأول فصاعداً. وألمح منتج أخر إلى توقعات مبيعات جيدة في الربع الأول نتيجة لفقدان طاقة إنتاجية قدرها 600 ألف طن في الربع الثاني، إن لم يأخذ الاقتصاد منعطفا آخر للأسوأ. ويتوقع انطلاقة أعمال الصيانة المجدولة نهاية الربع الأول مبتدئة بوحدة تكسير الإثيلين التابعة لشركة شل للكيماويات في هولندا وطاقتها 910 آلاف طن متري سنويا، إلا أن الأزمة الحقيقية سوف تشتد في الربع الثاني مع خضوع أربع وحدات تكسير للصيانة منها أضخم وحدتين تكسير في أوروبا خلال تلك الفترة. ولفت أحد المشترين إلى أنه من المنتظر أن تشهد مستويات الطلب خلال شهر يناير على الأقل وضعاً أفضل من ديسمبر نظراً لخفض المخزون مع نهاية العام إلى الحد الأدنى، ولكن مخاوف شح إمدادات الاوليفينات المقيدة سوف تدفع المشترين لتأمين حمولاتهم قبل الصيانة. وما يزيد الأمر غموضاً تزامن اعمال صيانة للمشتقات المصاحبة التي خططت أيضا أن تتم جنبا إلى جنب متزامنة مع صيانة بعض وحدات التكسير، إلا أنه من المحتمل أن وحدات المشتقات قد عملت جاهدة لتكوين مخزونات كافية قبل إيقاف تشغيلها. مثل تلك الظروف جعلت الكثيرين غير متأكدين من الأثر الواضح الذي سوف تخلفه أعمال الصيانة. ويرى البعض أن الوضع الاقتصادي المقلق الحالي سوف يؤثر على حالة الطلب حيث بدأ المشترون يشعرون بالاكتئاب في وقت لا تزال بعض وحدات التكسير تعمل بينما تم تعطيل عدد منها مؤقتاً خلال 2012. ويأمل اللاعبون في السوق مشاهدة تقلبات أقل في أسواق النفط الخام والنافثا من ما حدث عام 2012 الذي أدى إلى ارتفاع أسعار التعاقدات الشهرية بشكل قياسي. إلا أن الأسعار سوف تستمر مدفوعة بشكل أساسي بارتفاع التكاليف وحالة العرض، بدلاً من قوة الطلب. وبدأ المنتجون في بعض قطاعات المشتقات قلقين على القدرة على المنافسة في السوق العالمية، لافتين إلى محدودية الفرض ما لم ينتعش الاقتصاد العالمي. ويتمنى اللاعبون تحقيق الاستقرار وتحسين الرؤية التي بدونها سوف يتعين عليهم إلتزام موقف حذرخلال 2013. وكانت أسعار تعاقدات ديسمبر للإثيلين والبروبيلين قد استقرت عند 1.275 يورو للطن (1.678 دولار للطن) و1.103 يورو للطن بالتسليم المجاني تخليص شمال غرب أوروبا على التوالي.