شهدت الأسعار الفورية للإثيلين في آسيا وأوروبا خلال الأسبوع الماضي تقلباً وتناقضاً حيث تراجعت الأسعار في آسيا نتيجة لارتفاع مستويات العرض ووفرة الإمدادات في المنطقة، وذلك على النقيض من الوضع في أوروبا والولاياتالمتحدة التي حققت الأسعار القياسية للمنتج مكاسب نتيجة لقوة حالة الطلب التي تحسنت كثيراً مقارنة بحالة الطلب المنخفضة في آسيا إضافة إلى اضطرابات أعمال الشغب في فرنسا والتي علقت الكثير من العمليات الإنتاجية للعديد من المصانع. ولاحظت "الرياض" بأن المنتجين في آسيا والولاياتالمتحدة قد شرعوا للتعبير عن قلقهم إزاء انخفاض هوامش التشغيل لديهم. ففي الوقت الذي تراجعت فيه أسعار الإثيلين الآسيوي فقد ارتفعت أسعار النافثا في حين أن أسعار الإثيلين الأمريكي لم ترتفع بسرعة كافية لمواكبة الزيادة في أسعار لقيم الإيثان. ففي آسيا فقد انخفضت أسعار الإثيلين للأسبوع الماضي بواقع 75 دولاراً للطن عن الأسبوع الذي قبله حيث عزا المتداولون السبب لارتفاع مستويات العرض كسبب رئيس حيث تمكن أحد أبرز المنتجين من معاودة التشغيل لوحدة تكسير إثيلين بطاقة 700 ألف طن متري سنوياً وقد اقتنع المتداولون في أعقاب نجاح استئناف إنتاج المصنع للتراجع عن عمليات الشراء لأواخر الأسبوع مما حدا بالتجار ليكونون أكثر استعدادا للموافقة على خفض الأسعار في محاولة للحد تدريجيا من تراكم المخزون لديهم بالنظر إلى التحول الذي حدث مؤخرا في مستوى العرض الكلي. وعلق المشترون الصينيون بترددهم للانضمام للسوق هذا الأسبوع لعدم تأكدهم من توجهات البنك المركزي الصيني غير المعلنة حول رفع أسعار الفوائد فيما تردد أيضاً المشترون في جنوب شرق آسيا على نحو متزايد لعقد أي عمليات شراء نظرا لتوقعاتهم ارتفاع مستويات الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة فضلا عن إعادة تشغيل وشيكة مجدولة للعديد من المصانع في الإقليم. ومن الملاحظ أنه على الرغم من وفرة الإمدادات في آسيا إلا أن المشترين الأوروبيون قد انسحبوا من الأسواق في هذه الأيام متأثرين بأعمال الشغب في فرنسا التي تسببت في تعليق إنتاجية العديد من المصانع حيث خلقت أعمال الشغب بعض الاختناقات اللوجستية في أوروبا التي بدورها حولت الاهتمامات بقدر كبير نحو شراء بعض مشتقات الإثيلين وبالتالي توفير الدعم للأسواق الفورية للإثيلين. وأشار منتجو الإثيلين الأوروبيون أيضا إلى ارتفاع أسعار النافثا كمادة خام كمبرر إضافي لارتفاع أسعار الإثيلين في أوروبا حيث أدى ارتفاع تكاليف النافثا إلى انخفاض هوامش التشغيل في جميع أنحاء المنطقة وبالتالي ارتفاع أسعار الإثيلين الفورية بزيادة 20 يورو للطن هذا الأسبوع تسليم شمال غرب أوروبا. وفي الولاياتالمتحدة اكتسبت أسعار الإثيلين الفورية زيادة مقدارها 45 دولاراً للطن خلال الأسبوع الماضي في الوقت الذي عزا فيه المتداولون أسباب ارتفاع الأسعار إلى قوة تكاليف الإيثان كمادة خام وتحسن الطلب. هذا وقد تحسنت هوامش المصانع من الأسبوع الماضي في حين أن الزيادة في أسعار الإثيلين لم تكن سريعة بما يكفي لتتناسب مع الارتفاعات الأخيرة في أسعار الإيثان. وقد حدثت الكثير من الزيادات في الأسعار الفورية في نهاية الأسبوع الماضي حينما ورد دخول العديد من المشترين للسوق الفورية لإتمام عمليات شراء وعقد صفقات.