محدال جديد ( التقصير ) أظنهُ سيُكتب في إسرائيل أو عنها. قصدي بعد أن توالت فضائح الفساد وخيانة " الأمانة " في الدولة الدخيلة، بعد استقالة اليميني الشرس ليبرمان. وراودتني فكرة كون تلك الفقاعات التي تدفعها إسرائيل إلى العلن، لها مقاصد غير تنظيف التاريخ الصهيوني، إما لفت الأنظار عن شيء آخر يجري في غير صالح الكيان الصهيوني (مقعد مراقب لدولة فلسطين في الأممالمتحدة بأغلبية ساحقة). أو أمور أُخرى تدور في المنطقة. كتاب التقصير، أو " المحدال " بالعبرية، كتبته جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل بُعيد حرب أكتوبر 73. وأذكر أبياتاً لشاعر سعودي، من قصيدة شعبية تلاها أثناء الحرب من تلفزيون الرياض منها البيتان التاليان - إن ساعدتني الذاكرة: وين انت يا بارليف.. وين خطوطك فكّر او عطنا كلمتك.. يالباير عطوك جند العرْب درسٍ (ن) جيّد ْ والدرس الآخر لقّنوه ل.. ماير . لعل عاشق الشعر الشعبي رأى كيف هدّ الجيش العربي المصري حصون بارليف بوسائل عاديّة تقليديّة بحتة (خراطيم مياه). في وقت كانت الدولة العبرية تفخر وتتباهى بأن الممر المائي (قناة السويس) أعظم تحصين في العالم..!! . والسنين الأخيرة أظهرت شيئا كان خافيا بالأمس. وهو كثرة اهتمام العدو بالحيطة الطبيعية المرغوبة إنشائياً في إسرائيل. فخط بارليف ثم الجدران في الضفة ثُم الجدران المقترحة بين غزة وإسرائيل . وبين غزة ومصر. جدران كثيرة . آباؤنا في الأندلس كتبوا عبارة (لا غالب إلا الله) فوق كل زخرف، وما زال الزائر لأسبانيا يرى تلك العبارة. الرعب أُلقيَ في قلوبنا «غصب عنا». قال لنا الغرب بدعاياته وأفلامه الوثائقية وخبرة الموساد..!!: إننا لا نعرف الحروب ولا فنونها. نعسنا سنين طوالا.. وكدنا أن نرضى بنصيبنا. وربما أن المولى تعالى في السنين الأخيرة عني بذاك النعاس (إذ يغشّيكم النعاس أمَنَة منه)-- الأنعام.