لا شيء يقف أمام التقنية هكذا تبدو المعادلة، ولا يستثنى من هذا الأمر أي دولة أو أي انتماء، والعرب جزء من هذا الأمر حيث يشكل ما يطلق عليهم بالجيل الرقمي العربي 40% من مجموع سكان منطقة الشرق الأوسط، ومن الممكن تحديد عمر هذا الجيل وحصرهم بالأشخاص الذين ولدوا من عام 1977 إلى عام 1997، وهم يشكلون ما نسبته 4% من مستخدمي التقنية حول العالم. ومؤخراً حيث كشف استقصاء حديث شارك فيه ما يزيد على 3000 شخص من الجيل الرقمي العربي وأجرته شركة الاستشارات بوز أند كومباني بالتعاون مع محرك البحث الأشهر غوغل أن 83% من هذا الجيل يستخدمون الإنترنت، ومنهم 40% يستخدمون الإنترنت لمدة لا تقل عن 5 ساعات يومياً، و61% من العينة يقضون أكثر من ساعتين على مواقع الشبكات الاجتماعية يومياً، 78% منهم يفضلون الإنترنت على التلفاز، و16% منهم يستخدمون الإنترنت من المدارس أو المعاهد الأكاديمية و76% يستخدمون الإنترنت من المنزل. وعلى المستوى العائلي يرى 37% من العينة أن التقنية قللت من التواصل والتماسك العائلي وهذا له أثر سلبي على المجتمع، بينما يستخدم 41% من العينة خصائص البحث من خلال الإنترنت باللغة العربية والإنجليزية، و21% منهم يجرون محادثاتهم من خلال الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية أيضاً. وعلى مستوى المواقع العربية سجل ما نسبته 37% من العينة المشمولة بالاستقصاء عدم رضاهم عن المواقع العربية إجمالاً، بينما لا ترضي جودة المواقع العربية المحلية ما نسبته 48% من العينة، أما الإصدار العربي من المواقع العالمية فهو لا يرضي 47%، بينما 38% يقلقون من أمن مواقع الإنترنت التي يزورنها. وعلى مستوى التسوق الإلكتروني يفضل 42% التعامل مع الأشخاص على شراء منتجات من الإنترنت، وعلى مستوى الرعاية الصحية يعتقد 48% من العينة حاجة الرعاية الصحية لتحسينات تقنية، وكذلك 43% من العينة يعتقدون أن الخدمات التعليمية بحاجة لنفس تلك التحسينات. ويشير الاستقصاء إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية يصل إلى 90 مليون شخص بواقع زيادة سنوية تبلغ 23% وهذا يوضح تنامي استخدامات الإنترنت في الوطن العربي، واعتماد جيل الشباب بشكل كبير على هذه الخدمات، ولعل التحدي الأبرز في الفترة القادمة هو كيفية تحقيق المعادلة المتزايدة في الصعوبة في النشر عبر الإنترنت وزيادة المحتوى العربي الجيد لإرضاء هذا الجيل النهم، فكل الأرقام تشير إلى تنامي أعداد الشباب الذين لا يستغنون عن الإنترنت في حياتهم اليومية. وإذا كان الاستقصاء لم يشمل الأشخاص الذين ولدوا بعد عام 1997 ميلادي فهم وبلا شك يشكلون نسبة عالية من مستخدمي التقنية وثقل لا يمكن إغفاله، حيث إن أسلوب حياتهم تغير كثيراً مقارنة بالأشخاص المشمولين في العينة، وتحول أسلوب حياتهم من استخدام الإنترنت عبر الأجهزة المكتبية إلى دمج هذا الاستخدام مع الهواتف النقالة الذكية لتصبح الإنترنت عنصرا مهما وغير مستغنى عنه في الحياة اليومية.