أظهر استطلاع أن الجيل الرقمي العربي، الذي يتكوّن من الأفراد المولودين بين عامي 1977 و1997، يمثل عشرة ملايين شخص أي نحو أربعة في المئة من المستخدمين الرقميين الناشطين حول العالم البالغ عددهم 260 مليوناً. إضافة الى ذلك، يتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 13 مليوناً بحلول عام 2014، أي ما يمثل نمواً سنوياً نسبته 11 في المئة، مقارنة بالنسبة العالمية البالغة سبعة في المئة. وشرح كبير الشركاء «في بوز أند كومباني»، كريم صباغ، أن الجيل الرقمي العربي يشكّل مصدر تحدٍ كبير من جهة وفرصة كبيرة للمجتمع والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من جهة اخرى. وقال: «الجيل الرقمي العربي يسعى بفاعلية إلى بناء هوية مختلفة عن الأجيال التي سبقته، وسيطاول هذا السعي كل أوجه المجتمع، من العلاقات إلى الأوساط السياسية، وسلوكيات المستهلك وحتى الثقافة الدينية». ولفت الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «بوز أند كومباني» بالاشتراك مع شركة «غوغل»، إلى أن الجيل الرقمي العربي يشكّل عينة من المجموعة العمرية الأوسع لمن هم بين 15 و35 عاماً، أي نحو 40 في المئة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن المؤكد أن هذه الظاهرة السكانية ستعزز الأسس الإجتماعية والإقتصادية والسياسية في المنطقة. كما أن الجيل الرقمي العربي على درجة عالية من التعليم، ما يؤدي إلى استخدام تكنولوجي أعلى. ووصف الاستطلاع السلوك التكنولوجي للجيل الرقمي العربي وفق بعدين هما: الأنشطة والمعاملات الإلكترونية على الإنترنت والمنصات المستخدمة له. ويعتبر الترفيه الشخصي الغاية الأساسية لاستخدام الإنترنت كمشاهدة الأفلام أو المدونات أو وسائل الإعلام الاجتماعية. ووفق الاستطلاع «يشاهد أكثر من 40 في المئة من المستخدمين الأفلام على الإنترنت لأغراض الترفيه مرة في اليوم على الأقل. وعلى النقيض من ذلك، فإن المهام الإلكترونية الشخصية والإدارية أو الاستخدام المهني والأكاديمي للإنترنت محدود جداً». وقال المدير الإقليمي ل «غوغل» محمد مراد «نسبة 63 في المئة من المستطلعين يعتقدون أنه يجب أن يكونوا قادرين على فعل ما يشاؤون طالما أن هذا لا يترك أثراً سلبياً على الآخرين. وفي الوقت ذاته هناك نسبة 37 في المئة ممن يشعرون بأنهم قادرين على التعبير عن آرائهم بحرية من دون خوف من النتائج». وخلص الاستطلاع إلى أن الجيل الرقمي العربي واعتماده على تكنولوجيا الإتصالات سيكون له أثر عميق لا يمكن إنكاره على مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال الشريك في «بوز أند كومباني»، رامز شحاده، إن «الجيل الرقمي العربي يقدّر قوة التكنولوجيا ويريد تالياً أن يتم الإصغاء إليه. إلا أن مقاربته للالتزام مع مجموعة من المؤسسات الخاصة والعامة تبقى تجريبية». ومن المنتظر أن يؤثر الجيل الرقمي العربي في المؤسسات في أربعة مجالات رئيسية تشمل الحكومة والقطاع الخاص والتعليم والرعاية الصحية. وجاء في الاستطلاع «مع وجود نحو 90 مليون مستخدم للإنترنت في البلدان العربية وتسجيل نمو سنوي يتخطّى 23 في المئة، سيصبح الجيل الرقمي العربي قوة تتمتع بقدرة مذهلة على تحويل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفق الأبعاد المجتمعية والسياسية والإقتصادية». وتابع: «اي إن الفرص المتاحة للمؤسسات والشركات في المنطقة نادرة، وبإمكانها التكيف مع التكنولوجيا الرقمية من أجل الإتصال والتواصل بفاعلية أكبر مع الجيل الرقمي العربي، وتالياً تسخير طاقتها بصورة منتجة. والآن هو الوقت المناسب لدمج قوة التكنولوجيا بوعد الجيل الرقمي العربي».