في قمة أبوظبي للإعلام، التي عُقدت الشهر الماضي، أعلنت شركة بوز آند كومباني عن إطلاق أحدث تقاريرها حول استخدامات ورؤية الشباب العربي لشبكة الإنترنت، أتي التقرير ثريًّا بالإحصاءات والمعلومات. الدراسة حملت عنوان «نظرة على جيل الرقمية العربي» وهو تحديدها لتعريف شامل ل»جيل الرقمية العربي» من الشباب بين سن 15-35 عاماً، واعتمادها على عيّنة من الشباب بلغت حوالي 3127 شخصًا من 9 دول عربيَّة وهي: الإمارات ومصر والبحرين والكويت والجزائر وقطر والأردن ولبنان والسعوديَّة. نتائج الدراسة أتت لتثير بعض التساؤلات حول مدى رؤية الشباب العربي للمشهد الرقمي في العالم العربي ولعلنا نلخص أبرز تلك النتائج. يستخدم حوالي 83 في المئة من الشباب العربي الذي شملته الدراسة شبكة الإنترنت بشكل يومي، وتقل هذه النسبة عند قياس معدّلات الاستخدام اليومي للإنترنت، إلا أنها تظل مرتفعة، إذ أكَّد حوالي 40 في المئة من الشباب أنهم يستخدمون الإنترنت لمدّة لا تقلّ عن 5 ساعات يوميًا!. وأظهرت الدراسة أن 61 في المئة من الشباب أكَّدوا أنهم يقضون أكثر من ساعتين يوميًّا على مواقع التواصل الاجتماعي (مثل تويتر والفيس بوك) في نسبة تشير إلى تزايد هيّمنة مواقع التواصل الاجتماعي واقتراب تفوّقها على المواقع الأخرى. وتأكيدًا للجدل حول سيطرة الإنترنت على مختلف أنواع الإعلام الرقمي الأخرى، أشار حوالي 78 في المئة من الشباب إلى أنهم باتوا يفضِّلون الإنترنت عن التليفزيون بصفة عامة. كما أشار حوالي 16 في المئة فقط- وهي نسبة متدنيّة جدًا - أنهم يَتَمتَّعُون بنفاذ إلى شبكة الإنترنت في مدارسهم أو جامعاتهم! وفي الوقت نفسه، أكَّد حوالي 76 في المئة من الشباب أن المنزل هو نقطة نفاذهم للإنترنت. ويَرَى 37 في المئة من الشباب أن التكنولوجيا قد أثّرت بالسلب على الترابط الأسري. ورفض أكثر من 42 في المئة من الشباب فكرة التسوّق الإلكتروني لأنَّها تفتقر إلى إمكانية التَّعامل مع الأشخاص، وأشار حوالي 38 في المئة إلى قلقهم على أمن المعلومات على الإنترنت. كما يستخدم حوالي 41 في المئة من الشباب الإنترنت باللغتين العربيَّة والإنجليزية ويستخدم حوالي 21 في المئة نفس اللغتين في الدردشة. وأشار حوالي 48 في المئة من الشباب إلى عدم رضاهم عن جودة المواقع الإلكترونية المحليَّة. وأكَّد حوالي 37 في المئة منهم عدم رضاهم عن فقر المحتوى العربي على الإنترنت وضآلة المواقع العربيَّة. كما أظهرت نتائج الدراسة أن حوالي 40 في المئة من الشباب العربي يشاهد الأفلام القصيرة على الإنترنت كوسيلة ترفيهيَّة بالدرجة الأولى، ولايزال الشباب العربي يَرَى أن الوسائل التعليميَّة لا ترقى لتطلّعاتهم خاصًة في ظلِّ إمكانيّة رفع تفاعليّة التَّعليم. نتائج الدراسة واحصاءاتها قيمة جدًا للعديد من القطاعات وتتطلب مزيدًا من التعمق في الدراسة والتحليل خصوصًا إذا علَّمنا أن نسبة الشباب من العمر 15-35 عامًا تتجاوز 50 في المئة في الكثير من البلدان العربيَّة ولدينا في المملكة تتجاوز 60 في المئة. والسؤال هل نتفاعل بشكل جدي مع مثل هذه النتائج أم نتجاهلها كغيرها من الدراسات. [email protected] [email protected]