أجرت شركة الاستشارات الإدارية «بوز أند كومباني» بالتنسيق مع محرك البحث «غوغل»، استطلاعاً تناول إمكانات الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا الرقمية بكثافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً. ورصد الاستطلاع أيضاً قدرة هؤلاء الشباب على التأثير في مجتمعاتهم. ونشر مكتب «بوز أند كومباني» في دبي نتائج هذا الاستطلاع، مشيراً إلى أهميته بالنسبة إلى التوقّعات المتصلة بمسار تطوّر التكنولوجيا الرقمية في الشرق الأوسط. شباب رقمي واسع الاطلاع شمل الاستطلاع أكثر من 3 آلاف مستخدم رقمي في تسعة بلدان عربية، وأظهرت النتائج أن الجيل الرقمي العربي على درجة عالية من التعليم، ما يجعله أكثر ميلاً للتقنيات الرقمية المتقدّمة. ويشكّل الأفراد الذين وُلدوا بين عامي 1977 و1997 نسبة 40 في المئة من سكان المنطقة، وينشط 83 في المئة منهم بشدة على الإنترنت، خصوصاً عبر الشبكات الاجتماعية. وتشير التقويمات إلى أن الجيل الرقمي العربي يمثل 10 ملايين شخص، مع الإشارة إلى أن المستخدمين الرقميين الناشطين عالمياً يبلغ عددهم 260 مليوناً الآن. ويتوقع أن يرتفع هذا العدد عربياً إلى 13 مليوناً سنة 2014. وأظهرت نتائج الاستطلاع أيضاً أن السلوك التكنولوجي للجيل الرقمي العربي قائم على بُعدين، هما النشاطات الإلكترونية والمعاملات الرقمية على الإنترنت، والتعامل مع المنصات الرقمية المتخصّصة. ويشكل الترفيه الشخصي الغاية الأساسية لاستخدام الإنترنت، وهو يتضمن مشاهدة الأفلام على الإنترنت أو المُدوّنات الإلكترونية أو وسائل الإعلام الاجتماعية. وصرح أكثر من 40 في المئة من أفراد العينة أنهم يشاهدون الأفلام على الإنترنت لأغراض الترفيه مرة في اليوم على الأقل. وظهر أن المهمات الإلكترونية الشخصية والإدارية أو الاستخدام المهني والأكاديمي للإنترنت محدود جداً. واعتبر 63 في المئة من المستطلعين أنه يجب أن يكونوا قادرين على فعل ما يشاؤون طالما أن هذا لا يترك أثراً سلبياً على الآخرين، بينما عبر 37 في المئة عن شعورهم بأنهم قادرون على التعبير عن آرائهم بحرية من دون خوف من النتائج. وفي التحولات المجتمعية للجيل الرقمي العربي، ظهر أن 44 في المئة من العينة يمضون وقتاً أقل في لقاء الأصدقاء، لكنهم يتواصلون معهم عبر الإنترنت أو الخليوي. كما تغيّرت وجهات النظر عن الزواج. إذ وافق أكثر من 60 في المئة (بينهم 44 في المئة من مجلس التعاون الخليجي) من المستطلعين على زواج الذكور من عائلاتهم بإناث التقوا بهن على الإنترنت. وتساوت هذه النِّسَب بين الذكور والإناث. وأشار 70 في المئة إلى أن التكنولوجيا الرقمية مكّنتهم من اكتشاف الأوجه المختلفة للإيمان والأديان، عبر مطالعتهم المستمرة للمواقع الإلكترونية المتّصلة بهذه المواضيع.