قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة، وهو إجراء أبدت إسرائيل الأسف تجاهه. وقدم عباس الطلب لبان كي مون في مكتبه في الأممالمتحدة في مغلف يحمل شعار دولة فلسطين. وقام الأمين العام للمنظمة الدولية بفتح المغلف لالقاء نظرة سريعة على الطلب. وفي الخطاب الذي تلا ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال عباس إن الفلسطينيين سيواصلون المقاومة السلمية الشعبية للاحتلال الإسرائيلي، وحذر من أن "بناء المستوطنات اليهودية يهدد بتقويض حل الدولتين وبقاء السلطة الفلسطينية"، وقال إن استمرار المستوطنات يهدد بقاء الحكومة الفلسطينية. وقال الرئيس الفلسطيني إن إسرائيل ضربت كل مساعي السلام بعرض الحائط، مبررا بذلك توجهه للأمم المتحدة لطلب عضوية دولة فلسطين فيها. وعبر عباس عن استعداد منظمة التحرير الفلسطينية للعودة للمفاوضات وفق مرجعية دولية ووقف الاستيطان. أسف واحتفال وفي رد فعل سريع على خطوة عباس، أبدت إسرائيل "الأسف" لطلب انضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة. وقال جيدي شمرلينغ المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "نأسف لهذا التحرك"، مضيفا "نعتقد أن الطريق الوحيد للوصول إلى سلام حقيقي هو طريق المفاوضات وليس التحركات الاحادية". وفي الضفة الغربية، تجمعت أعداد غفيرة من الفلسطينيين مساء الجمعة في المدن الرئيسية هناك للاستماع إلى خطاب الرئيس الفلسطيني في الأممالمتحدة. واكتظ الآلاف وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية وسط رام الله والمدن الرئيسية الأخرى في الضفة الغربية، خاصة نابلس والخليل، بينما وضعت شاشات عملاقة تبث خطاب عباس من نيويورك على الهواء مباشرة. موقف حماس وقبل ذلك، جدد رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية انتقاد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لطلب عضوية كاملة للدولة من الأممالمتحدة، معتبراً أنها "لا تقوم بالقرارات الأممية". وقال هنية للصحفيين اليوم عقب أداء صلاة الجمعة بأحد مساجد غزة "الدولة الفلسطينية لابد أن تكون ذات سيادة كاملة، وألا تكون إقامتها على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين". وأضاف "الدول لا تقام بالقرارات الأممية.. ولا تقام بالمبادرات، الدول تحرر أرضها وتقيم كيانها من منطلق الصمود والمقاومة وليس في إطار المساومات والابتزاز السياسي الذي يمس بكرامة الشعب الفلسطيني". وقال هنية "نرى أن ما يجري في أروقة الأممالمتحدة فيه مساس لكرامة الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني لا يتسول الدولة، وهو بالتأكيد يرى أن الدولة الفلسطينية مستقبلها مربوط بصموده وبمقاومته". وانتقد في الوقت نفسه الموقفين الأميركي والأوروبي من إقامة الدولة الفلسطينية، متهما إياهما ب "الانحياز لصالح إسرائيل". كما انتقد هنية المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمنح فلسطين وضع "دولة بصفة مراقب" كمرحلة انتقالية، معتبرا أنها "تأتي في سياق الالتفاف على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني". وقال أيضا إن البديل عن "فشل" عملية السلام والمفاوضات هو اتفاق الفلسطينيين على إستراتيجية وطنية تقوم علي أساس التمسك بالثوابت والمقاومة، وبتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وبعمل سياسي ودبلوماسي مع الواقع مع "الربيع العربي" وفق الثوابت الفلسطينية. ودعا هنية رئيس السلطة في رام الله محمود عباس إلى إطلاق حوار إستراتيجي يشارك فيه الكل الفلسطيني للاتفاق على إستراتيجية وطنية "بدلا من الجري وراء السراب".