أثر أمس الخميس سوء الأحوال الجوية وزلزالان ضربا الجهة الشرقية من الجزائر على توافد الجزائريين على صناديق الاقتراع لانتخاب ممثلي 1541 مجلساً بلدياً و48 مجلساً ولائياً في استحقاقات محلية، هي الخامسة منذ إقرار التعددية الحزبية والإعلامية العام 1989 يشارك فيها 52 حزبا سياسيا و197 لائحة مستقلة تنافسوا على أصوات كتلة انتخابية تقدر ب 21 مليون ناخب. وحبست الأحوال الجوية القاسية الجزائريين في بيوتهم وخلت الشوارع من المارة تماماً، وشهدت الطرقات حركة مرورية قليلة. ولم تبدأ الحركة تدّب في الشوارع إلاّ خلال الفترة المسائية حين بدأ التوافد على مراكز الاقتراع يشهد حركة متوسطة قفزت بنسب المشاركة في الانتخاب من 3.08% في الفترة الصباحية إلى 14.63% في حدود الساعة الواحدة ظهراً لتصل عند الساعة الخامسة مساء إلى 30 % حسب أرقام الداخلية. كما حالت أجواء الرعب الناتجة عن زلزالين بدرجتي 5.3 و 4.5 على سلم ريختر ضربا ولاية بجاية (200 كلم شرق العاصمة الجزائر) دون اهتمام مواطني الولاية التي تعد واحدة من أكبر الولايات بما كان يجري داخل مراكز الاقتراع، بالأخص بعد الخسائر المادية التي ألحقها الزلزالان في البنايات القديمة وإصابة أكثر من 9 مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة. وزادت الأحوال الجوية في تنامي هاجس السلطة من المقاطعة الشعبية للمحليات حيث استفاد المواطنون من العطلة المدفوعة الأجر لقضاء اليوم مع عائلاتهم في رد فعل يعبّر عن عدم اكتراث هؤلاء بالعرس الذي كان يقيمه المستفيدون من التسيير المحلي للمجالس البلدية والولائية التي باتت بالنسبة للشارع الجزائري رديفة للفساد مقابل تجاهل مطبق لمشاكل المواطنين اليومية. وكعادتها رصدت اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات عددا من التجاوزات اتهم بها الحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني" وشريكه في الحكم "التجمع الوطني الديمقراطي"، واستغل المواطنون حدث الانتخاب لتنظيم احتجاجات مثلما فعل أعضاء المجلس الوطني للدفاع عن حقوق العاطلين الذين اعتصموا بولاية ورقلة (580 كلم إلى الجنوب) أمام ثلاثة مراكز للاقتراع بهدف تذكير السلطات المحلية التي ستتولى التسيير المحلي للخمس سنوات المقبلة بأن مشكلة البطالة يجب أن تظل أولوية الأولويات بالنسبة لهم. ومن المنتظر أن يعلن وزير الداخلية الجزائري عن النتائج النهائية للاقتراع المحلي اليوم الجمعة في مؤتمر صحفي يعقده أمام ممثلي الصحافة المحلية والدولية.