يعتبر القلب هو العضو الأهم في جسم الإنسان فهو يتولى مهمة ضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم وإلى كل خلية من خلاياه حيث يعمل كمضخة ويتكون من أربع غرف اثنتان علويتان وتدعى الأذينان واثنتان سفليتان وتدعى البطينان. ويصل الدم القادم من خلايا الجسم وأنسجته ومن الرئتين إلى أذيني القلب ومن ثم يصب في البطينين في اتجاه واحد وعندما ينقبض البطينان يتم ضخ الدم خارج القلب، وتحدث هذه العملية بشكل دوري ومستمر حيث يستقبل الجزء الأيمن من القلب الدم القادم من كافة انحاء الجسم والمحتوي على ثاني أكسيد الكربون وكمية قليلة من الأوكسجين ليتم ضخه إلى الرئتين، وهناك يتم تحميل الدم بالأوكسجين ثم يُعاد به إلى الجزء الأيسر من القلب والذي يقوم بدوره بضخ الدم المحمل بالأوكسجين والغذاء إلى جميع أنحاء الجسم. ينبض قلب الإنسان من 60 – 100 مرة كل دقيقة بشكل منتظم وثابت وتزداد سرعته أو تقل اعتماداً على حاجة الجسم للأوكسجين. ولكي يقوم القلب بوظائفه بشكل طبيعي، من المهم أن يكون بصحة سليمة وهذا يتطلب منا أن نحافظ عليه ونحرص كل الحرص على سلامته. ولكن كيف يمكننا أن نتجنب الإصابة بأمراض القلب؟ وهو السؤال الذي يؤرق الكثير من الناس ويهمهم معرفة أفضل الطرق لتحقيق ذلك، ثمة العديد من الأسباب التي تؤدي الى الإصابة بأمراض القلب ومنها ارتفاع نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية وداء السكري الذي يعتبر بمثابة سبب خطير لا بد من معالجته والانتباه إلى مخاطره، والتدخين بكافة أنواعه من السجائر والشيشة، وكذلك ارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي تنبغي معالجته قبل أن تتفاقم عواقبه، هذا عدا عن العديد من الأسباب التي لا يمكن للإنسان التحكم بها كالعمر والجنس والوراثة وهي عوامل تؤثر على شرايين القلب وقد تصيبها بالتضيق أو الإنسداد. عندما تتضيق شرايين القلب تقل تغذية عضلات القلب بسبب عدم وصول كمية كافية من الدم إليها فيشعر الشخص عندئذ بألم حاد في صدره ناتج عن ضيق العروق ويحدث ما يُسمى بالذبحة الصدرية، أما في حال انسداد هذه الشرايين فإن المنطقة التي تتغذى منها تموت وتحصل بالتالي الجلطة القلبية، ولكي نتجنب الوصول الى هذه المرحلة لا بد من الوقاية المستمرة والكشف الدوري اللذان يتطلبان مراقبة ضغط الدم وإجراء فحوص دم مخبرية لمعرفة نسب الكولسترول والسكري فيه. وللتغذية دور هام في حياة مريض القلب، حيث ينبغي عليه معرفة الأطعمة المحتوية على الدهون والسكريات، وبالنسبة للدهون يجب التمييز بين ما هو غير مشبع منها كزيت الزيتون الذي يعتبر مفيداً، وبين الدهون المشبعة والمضرة كالزبدة والمرجارين والكريما مع العلم بأن الطهي بالماء أفضل بكثير من الطهي بالمواد الدهنية، أما بالنسبة للبروتينات فمن المهم تناول اللحوم مرتين أسبوعياً ويفضل السمك والدجاج من دون الجلد، ومن الضروري أيضاً تجنب المقليات وزيادة استهلاك الخضار طازجة كانت أو مطبوخة أو مجففة، وكذلك النشويات الغنية بالألياف كالخبز الأسمر وخبز النخالة فهي ضرورية في كل وجبة، وكذلك الفاكهة الغنية بالفيتامينات، ويجب على المريض أن يتجنب تناول الحلويات الغنية بالدهون والسكر. وعن مخاطر الوزن الزائد وأهمية الرياضة لا بد لمريض القلب أن يعي أن خطر الإصابة بالذبحة القلبية يتضاعف مرتين لديه إذا زاد وزنه 30% عن الوزن الصحي المناسب له، حيث تساهم السمنة في فرض المزيد من النشاط على القلب، لذلك لا بد من تخفيف الوزن عبر اعتماد نظام غذائي ملائم وممارسة أنشطة بدنية منتظمة ومدروسة تتوافق مع حالة المريض الصحية. وبالنسبة للرياضة فهناك العديد من الأنشطة الرياضية وبالطبع فجميع أنواع الرياضة مفيدة للقلب، لكن يُفترض قبل ممارسة أي منها التأكد من سلامة الشرايين وصحتها حتى لا يتم تخطي قدرات القلب وطاقاته الفعلية، وبالتالي تجنب إصابته بذبحة قلبية حادة بسبب المجهود الزائد، والرياضة الأمثل لتجنب أمراض القلب هي المشي وهي أسهل أنواع الرياضة، وتسهم رياضة المشي في تحسين وتيرة النبض وترفع قدرته على التحمل، ويُنصح أيضاً بممارسة رياضة قيادة الدراجة الهوائية والسباحة، ويجب أن لا ننسى أنه في حال الاصابة بأي من أمراض القلب يستحسن استشارة الطبيب وأخصائي العلاج الطبيعي قبل الشروع في ممارسة أي رياضة. المتابعة ثم المتابعة ثم المتابعة، فمرضى القلب لا يعانون من عامل خطر واحد فعلى سبيل المثال قد يعاني مريض القلب من السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل الكولسترول وذلك كله في وقت واحد، ولا بد في هذه الحالة من العمل على تخليصه من الوزن الزائد وضبط مستوى ضغط الدم ونسب السكري والكوليسترول بالدم، ولا يتأتى ذلك إلا بالمتابعة المستمرة مع الطبيب والفريق الطبي. والسلامة للجميع. *خدمات التثقيف الصحي